ونقلت وسائل اعلام ايرانية عن مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية حسين امير عبداللهيان قوله "ان زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى جزيرة ابو موسى هو شأن داخلي ويأتي في اطار زياراته لمحافظات البلاد".
وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني ان ايران "جادة في تطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين (ايران والامارات)، واشار الى "اهمية المحادثات الثنائية لحل سوء الفهم المحتمل".
ويرى مراقبون ان ايران تحاول الهروب من أزمتها المتصاعدة مع الغرب وانهيار حليفها في سوريا، بفتح ملفات تغطي بها على أزمتها.
ويأتي توقيت الزيارة بطريقة تؤكد تفاقم الازمة الداخلية للحكومة الايرانية وسعي حكومة نجاد للتهرب منها.
كما أن إيران تعاني من انكشاف استراتيجي في سوريا ولبنان بعد سقوط دعاوى الممانعة والمقاومة التي تتبناها مع حليفيها على البحر المتوسط إثر الثورة السورية.
وتساند إيران وحزب الله القمع العنيف للاحتجاجات في سوريا وهو الأمر الذي قوبل باستهجان في العالم العربي وأجبر حركة حماس، حليفهما الآخر في المنطقة، على التبروء من ممارسات نظام الأسد ودعم إيران وحزب الله له.
وكان وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد قال انه "يدين بأشد العبارات الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لجزيرة أبو موسى الإماراتية التي تحتلها إيران منذ العام 1971".
واعتبر أن الزيارة تشكل "انتهاكا صارخاً لسيادة الإمارات العربية المتحدة على أراضيها ونقضاً لكل الجهود والمحاولات التي تبذل لإيجاد تسوية سلمية لإنهاء الإحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث".
واستدعت وزارة الخارجية الإماراتية الخميس سفيرها لدى إيران، سيف محمد عبيد الزعابي، للتشاور بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لجزيرة أبو موسى المحتلة من قبل ايران.
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي الست اعربت في بيان لها مساء الخميس "عن استيائها واستنكارها الشديد للزيارة الاستفزازية" التي قام بها الرئيس الإيراني إلى جزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني في بيان "إن هذه الزيارة تعد انتهاكاً لسيادة الإمارات العربية المتحدة، ولا تغير الوقائع التاريخية والقانونية وسيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث المحتلة (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى).
وأضاف أن هذه الزيارة "تمثل استفزازاً غير مسؤول، وخطوة لا تتماشى أبدا مع سياسة حسن الجوار التي تنتهجها دول المجلس في التعامل مع إيران، ولا مع المساعي السلمية التي دأبت دول مجلس التعاون في الدعوة إليها لحل قضية هذه الجزر وذلك عبر مفاوضات مباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية".
واحتلت القوات الايرانية الجزيرة في الاول من كانون الاول- ديسمبر عام 1971 بعد أعلان القوات البريطانية انسحابها وقبل يوم واحد من إعلان اتحاد الامارات العربية.
ويعيش في جزيرة أبوموسى أكثر من 1500 من سكان القبائل العربية المعروفة مثل السويدي والمهيري والمزروعي، عبر حياة بسيطة وبدخل سنوي يصل الى 3000 درهم إماراتي.
وبجانب صيد الاسماك واللؤلؤ، تشتهر أرض الجزيرة باحتوائها على الحديد وبعض الحقول النفطية.
ومنذ عام 1980 بدأت قوات الاحتلال الايراني تغيير معالم الجزيرة عندما منعت رفع علم حكومة الشارقة وتغيير التركيبة السكانية للجزيرة العربية، بعد ان منعت رفع علم دولة الامارات منذ الاحتلال عام1971.
ويعيش بقية الاماراتيين في الجزيرة تحت طوق حصار الرقابة من قبل القوات الايرانية حاليا عبر تفتيش محصولهم من صيد الاسماك.
وأنتقلت الكثير من عائلات الاماراتيين من جزيرة أبو موسى الى الشارقة في السنوات الاخيرة، ويصعب عليهم العودة في زيارة أقربائهم هناك بسبب مماطلة السلطات الايرانية.
ويعيش ما يقارب مائة شخص من كبار السن ومن الصيادين المتقاعدين على أرض الجزيرة.
0 comments:
إرسال تعليق