لكن المقابلات التي أجريت مع مسؤولي المخابرات الاميركية وأجهزة انفاذ القانون وأيضا الخبراء المستقلين عن حزب الله الذي تدعمه ايران قدمت صورة ذات ظلال مختلفة. وهم يرون ان هناك خطرا لكن ما اذا كان هذا يعد خطرا وشيكا او واسع المدى فذلك أبعد ما يكون عن الوضوح.
والجزء المثير للقلق في تقييم المسؤولين يركز على مهام المراقبة التي يقوم بها فيما يبدو دبلوماسيون ايرانيون وناشطون محتملون لحزب الله عند أهداف حساسة مثل قطار انفاق نيويورك والجسور ومحطات الطاقة النووية والانفاق في أماكن أخرى من الولايات المتحدة على مدى العشر سنوات الماضية.
ويشير مسؤولون اميركيون أيضا الى ان حزب الله الشيعي اللبناني تجنب بدرجة كبيرة مهاجمة أهداف أميركية منذ ان نفذ تفجيرات أوقعت عددا كبيرا من القتلى في الثمانينات استهدفت السفارة الاميركية في بيروت وثكنات مشاة البحرية الاميركية هناك.
ويجيء التركيز على حزب الله في وقت تصاعدت فيه المواجهة بشأن برنامج ايران النووي. ويرى مسؤولو مكافحة الارهاب الاميركيون ان حزب الله أكثر الجماعات الاسلامية تنظيما وقدرة حتى مقارنة بالقاعدة نفسها.
ويرى عدد من المسؤولين الاميركيين ان توجيه ضربة جوية اسرائيلية او اميركية للمواقع النووية الايرانية قد يدفع حزب الله الى تغيير الاستراتيجية والانتقال من عمليات المراقبة وجمع التبرعات في أميركا الشمالية الى شن هجمات ثأرية داخل الولايات المتحدة او اسرائيل. وتحدث المسؤولون في هذه القضية شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لحساسية مناقشة قضايا الامن.
وعلى الرغم من اعتراف زعماء اسرائيل بامكانية قيام ايران او أنصارها برد انتقامي الا انهم في بعض الاحيان يهونون من خطر اتساع نطاق الصراع.
وتفرقت مهام المراقبة التي تقف ايران خلفها في الولايات المتحدة على مدى سنوات. لكن حين توضع جنبا الى جنب بالاضافة الى مجموعة قليلة من الهجمات او المؤامرات في أنحاء شتى من العالم يسهم ذلك في التقييم السائد داخل الحكومة الاميركية والقائل بأن اي ضربة للبرنامج النووي الايراني سيعقبها أعمال عنف ملموسة موجهة ضد أهداف امريكية سواء كان ذلك ضد منشآت ومشروعات اعمال في الخارج أو داخل الاراضي الاميركية.
ويرى مسؤولو المخابرات وأجهزة انفاذ القانون الاميركيون وأيضا الخبراء المستقلون انه ما من شك في ان حزب الله عنده شبكة واسعة من المؤيدين وجامعي التبرعات والنشطين المحتملين داخل الولايات المتحدة.
وقال مسؤول في اجهزة انفاذ القانون ان شرطة نيويورك تعتقد ان هناك ما بين 200 و300 متعاطف مع حزب الله يعيشون في مدينة نيويورك.
وذكر المسؤول ان ما بين عشرة او عشرين من هؤلاء هم أقارب لقادة حزب الله او مقاتليه الذين قتلوا خلال عمليات. وكان نشاط شرطة نيويورك في مراقبة مسلمي المدينة قد أثار جدلا.
وأضاف المسؤول ان لدى شرطة نيويورك تفاصيل كافية عن البنية التحتية لحزب الله وانها حددت ثلاث بلدات هي بنت جبيل ويارون وياطر يرتبط بها من يشتبه بانهم متعاطفون مع حزب الله.
وذكر المسؤول ان عددا قليلا على الاقل ممن يعيشون في نيويورك ولهم صلة بحزب الله تلقوا تدريبا عسكريا في لبنان.
وقال تقرير أولي أصدره فريق محققي كينج وهو جمهوري من نيويورك ان تحديد عدد ناشطي حزب الله داخل الولايات المتحدة صعب نتيجة لاجراءات أمن العمليات التي تطبقها الجماعة. لكن لجنة كينغ أوردت رغم ذلك تقديرات "لبعض المسؤولين" جاء فيها ان للحزب "على الارجح" ما يقدر "بعدة الاف من المانحين المتعاطفين" داخل الولايات المتحدة و"مئات" من النشطين.
لكن مسؤولين آخرين مطلعين على أحدث المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بحزب الله يقولون ان هناك فارقا كبيرا بين شخص "مؤيد" لحزب الله وشخص مستعد للمشاركة في أعمال عنف.
ويرى المسؤولون ان هذا الفارق يضيع في المناقشات العلنية بشأن التهديد المزعوم الذي يشكله حزب الله داخل الولايات المتحدة.
0 comments:
إرسال تعليق