الجمعة، أبريل 06، 2012

حول الحوار مع الشيعة

حامد الحامد

بين فترة وأخرى منذ ظهور الأقلية الشيعية حتى عصرنا هذا ما إن يحسّ الشيعة الاثنا عشرية بشيء من التمكّن حتى تظهر فيهم أعمال شغب فكري أو سياسي أو اجتماعي.

وكأنما هو فيروس يختبئ في جسد الأمة، حتى إذا وجد نشاطاً ورأى ضعفاً في الكريات الحمراء جدّ في إيذاء ذلك الجسد.

وأمام هذه المحنة التي ابتلى الله بها الأمة الإسلامية يقف الغيورون من المخلصين موقف الدفاع عن حياض الدين ورموزه وأهله.

وفي مقابل هذا الدفاع الصادق هناك أمور يحسن التذكير بها في محاورة هؤلاء الشيعة:

أولاً: الاسم الشرعي الذي سمّانا الله تعالى به هو (المسلمون)، وأما غيره من الأسماء فهي عادات لا يختص بها حكم شرعي، وعلى هذا فسواء كان المرء سنياً أو شيعياً أو أشعرياً أو معتزلياً أو صوفياً فما دام في دائرة الإسلام فهو مسلم، له ما للمسلمين من حقوق، وعليه ما عليهم من واجبات.

ثانياً: الأمور الشرعية تنقسم إلى قسمين: قطعية وظنية، فالقطعي مخالفه كافر سواء كان في المسائل العلمية أو العملية، والظني محل اجتهاد سواء في المسائل العلمية أو العملية، والعبرة بكون المرء مسلماً أو غير مسلم في مخالفته للقطعي من أمور الدين.

ثالثاً: الهوى محلّه القلب، والأحكام في الدنيا مبنية على الظاهر، وفي الإسلام من كان يتعامل معنا بالتقية تعاملنا معه بما تعامل به النبي -صلى الله عليه وسلم- مع المنافقين.

رابعاً: التفريق بين القضايا الشرعية والقضايا التاريخية، وتمييز بعضها عن بعض، فابن سبأ مثلاً كونه حقيقة أو أسطورة هذه قضية تاريخية، وتكفير الصحابة قضية شرعية، فتكفيرهم إن لم يكن كفراً فهو مستلزم للكفر؛ لأنه لا يمكن أخذ الشريعة إلاّ من الصحابة الذين سبقونا بالإيمان رضي الله عنهم وأرضاهم.

خامساً: التعامل مع الناس في الدنيا سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين مبني على المصلحة، ومتى ما عُرف عن المرء الكذب وجب على العقلاء اتقاؤه، وأما في الأمور الدينية فمتى التزم المرء بقطعيات الدين فهو من جملة المسلمين.

سادساً: يجب أن يكون القصد من الحوار دعوتهم إلى الإسلام فيما اختلفنا فيه معهم في المسائل القطعية بصدق ونصح؛ حيث أرسل الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- رحمة للعالمين، وأما المسائل الظنية فالحوار فيها كالحوار في أي مسألة خلافية اجتهادية مع أي مسلم من المسلمين من مختلف الطوائف.

وجرت العادة في المناظرات أن يكون المغلوب عندما يشعر بالهزيمة كالهرّ يحكي انتفاخاً صولة الأسد، وإذا حجر عليه مناظره في زاوية ضيقة انتفخ ليُكثر القيل والقال فيما لا طائل تحته، ويخلط القضايا الشرعية بالتاريخية، والقطعية بالظنية، والعقلية بالقلبية.

والذي ينبغي علينا قبل مناظرة الشيعة أن ننظر في المسائل القطعية العقدية والفقهية التي يخالفوننا فيها ونحصرها، ويكون الجدل حولها، وليس يعنينا أن يعترفوا بخطيئة آبائهم وأجدادهم، وإنما يعنينا أن يوافقنا هؤلاء المناظرون على هذه المسائل القطعية، فإن آمنوا بمثل ما آمنّا به فقد اهتدوا، وإنْ تولوا فأولئك هم الكافرون الضالّون.

ومن هذه المسائل القطعية مسألة تحريف القرآن، وقذف عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وتكفير الصحابة رضي الله عنهم، والقول بعصمة الأئمة، والاستغاثة بالمخلوق كأن يقول: (يا حسين ارزقني).

وكم تمنيت لو وقف مناظر أمام أحد هؤلاء الشيعة ليسأله: (هل..؟)، والإجابة: نعم أو لا.

فيسأله مثلاً: هل تقول بتحريف القرآن؟

فإن قال: نعم، فهو كافر، وإن قال: لا، فهو مسلم.

وإن تعامل بالتقية عاملناه بما عامل به النبي -صلى الله عليه وسلم- المنافقين.

ومن المسائل الظنية مسألة المتعة، والتوسل بالمخلوق كأن يقول: (اللهم إني أسألك بحق الحسين أن ترزقني)، ولعن معاوية -رضي الله عنه- وغيره ممن اختلفوا مع علي رضي الله عنه.

وبعض المسائل هي من الظلم والجور كفرض الخمس على المستضعفين منهم.

وبعض المسائل هي من الهجاء النثري الذي منشؤه البغي والعدوان والذي نهانا الله عنه، وأمرنا أن نكون أمة وسطاً لنكون شهداء على الناس.

الإسلام اليوم

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية