وقالت الصحيفة إن عدد اللاجئين السوريين إلى تركيا وصل إلى 25 ألف شخص، وانه إذا وصل العدد إلى 50 ألفاً فسوف تتدخل عسكرياً لإقامة منطقة عازلة وممرات إنسانية. كذلك في حال قيام النظام السوري "بمجازر" في مدينة حلب فإن أنقرة ستفعل الشيء ذاته، لأنها تعتبر حلب خطاً أحمر.
وقالت المصادر إن سعة مخيمات اللاجئين في كيليس وأنطاكيا تصل الى 42 ألف لاجئ وفي حال تجاوز هذا الرقم فإن منطقة عازلة تصبح لا مفر منها. وقال مسؤول رفيع المستوى الى "ميللييت" انه في حال تحقق هذان الشرطان فإنه ليست هناك حاجة لقرار من مجلس الأمن لإقامة منطقة عازلة.
ووفقاً لمسؤولين عسكريين أتراك فإن مفهوم الأمن الحدودي التركي ضمن الرؤية الأطلسية هو حماية الحدود لمجابهة تهديد حزب العمال الكردستاني من الأراضي السورية، لكن هذا المفهوم أضيف إليه اليوم التهديد الذي تشكله مشكلة النازحين والذي سيرغم الجيش التركي على دخول الأراضي السورية بدباباته لحماية منطقة عازلة بمحاذاة منطقة أنطاكية الجبلية. لكن خبراء أتراك قالوا أيضاً إنه من المحتمل أن تقيم تركيا "حدوداً سياسية" تتجاوز الحدود الجغرافية على امتداد الحدود، تتضمن لاحقاً مناطق خالية من البشر يتراوح عرضها من 500 متر إلى كيلومترين اثنين.
الى ذلك، تصاعد السجال بين أنقرة وطهران على خلفية اتهام رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان المسؤولين الإيرانيين بعدم الاستقامة، فيما حدّد اردوغان اليوم الثلاثاء موعداً نهائياً لسوريا لتطبيق خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان قبل أن يتخذ إجراءات عملية.
وقال اردوغان، في طريقه إلى الصين في زيارة هي الأولى لرئيس وزراء تركي إليها منذ 27 عاماً، إن بلاده تتابع بصبر وصلابة الأحداث السورية، وإنه بعد العاشر من نيسان الحالي "سنطبق الخطوات الضرورية"، من دون أن يكشف عن ماهية هذه الخطوات. وأضاف إن انان أعلن تاريخاً هو العاشر من نيسان ويجب تتبع هذه العملية بشكل وثيق.
وأعلن اردوغان، الذي التقى نظيره الصيني وين جياباو في بكين أمس، أن بلاده لن تغلق الحدود مع سوريا لمنع تدفق اللاجئين، لكن على الأمم المتحدة أن تكون طرفاً في عملية استقبال اللاجئين.
من جهته، قال وزير الدفاع التركي عصمت يلماز إن تركيا في جهوزية عسكرية كاملة لكل السيناريوهات، لكنه أضاف إن ذلك لا يعني الاستعداد للحرب، موضحاً "لكن على الدولة أن تكون مستعدة لأسوأ الاحتمالات. وتابع "نحن نريد السلام ولا رغبة لنا في أي شيء خارج السلام".
ودعا وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو المبعوث الدولي والعربي، في مكالمة هاتفية، إلى زيارة تركيا في أي وقت "للاطلاع على وضع الضحايا السوريين" اللاجئين على الأراضي التركية.
ونقلت قناة "ان تي في" التركية امس عن نائب وزير الخارجية ناجي كورو قوله إن مهلة العاشر من نيسان لانسحاب القوات السورية بموجب خطة انان "هي من دون جدوى، وإن مرحلة جديدة ستبدأ غداً (اليوم) الثلاثاء".
في هذا الوقت، ارتفعت حدة السجال بين طهران وأنقرة بعد وصف اردوغان لإيران بأنها ليست مستقيمة ولا صادقة في تعاملها مع تركيا بشأن الملف النووي.
وقد ردّ نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إسماعيل كوثري على اردوغان بالقول إن "المسؤولين الأتراك هم الذين ليسوا صادقين ولا مستقيمين لأنهم لا يقولون ما يفكرون. وان اردوغان وصانعي القرار لا يتخذون هم قراراتهم بل يطبقون ما يملى عليهم".
وشن عضو اللجنة حسين إبراهيمي هجوماً نارياً على اردوغان بالقول "إنه هو الذي ليس صادقاً". وأوضح "يقول اردوغان إن الدرع الصاروخي ليس تهديداً لإيران، وهذا يظهر انه ليس صادقاً. لأن هذا الدرع هو في الأساس ضد إيران. هذا واحد من الأمثلة على عدم صدق اردوغان".
مع ذلك فإن المصادر الإعلامية التركية ذكرت أن اتفاقاً قد تم على أن تعقد المباحثات بين إيران ومجموعة الخمسة زائداً واحداً في اسطنبول في 14 الحالي، لكن رئيس الحكومة التركية صرّح، من منطقة سنجان الصينية ذات الغالبية الأويغورية والتي تتمتع بالحكم الذاتي، انه ليس عنده علم بعد بما صدر عن وسائل إعلامية إيرانية عن عقد الاجتماع في اسطنبول. وقال انه عندما يتقرر ذلك سيكون أول من يعلن الخبر ولكن ليس من شيء مؤكد حتى الآن.
وفي صلة بالملف النووي الإيراني، أظهر استطلاع أجراه "مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية" التركي إن 54 في المئة من الأتراك يؤيدون أن تمتلك تركيا قنبلة نووية لمواجهة التهديدات الخارجية.
لكن السؤال الذي وجّه إلى المشاركين يختزن الكثير من الخبث والتحريض على العداوة بين تركيا وإيران من خلال طبيعة السؤال التالي: "هل تؤيد امتلاك تركيا لقنبلة نووية رداً على التهديدات الإيرانية أم أن المظلة الأطلسية كافية لحماية تركيا؟". كما لو أن الخطر على تركيا سيأتي من إيران لا من إسرائيل أو حتى الغرب أو جهة ثالثة، في إساءة بالغة إلى العلاقات الجيدة والثابتة بين إيران وتركيا منذ ثلاثة قرون ونصف القرن، وفي حرف لجوهر الصراع لجعله بين المسلمين أنفسهم.
وجاء في الاستطلاع إن 34.8 في المئة اعتبروا أن تركيا يجب ألا تطور أي سلاح نووي، فيما رأى 8.2 في المئة فقط أن حلف شمال الأطلسي يمكن أن يشكل ضمانة لتركيا.
0 comments:
إرسال تعليق