بيننا في العالم العربي من لا يفوته التطبيل لإيران بمناسبة أو من دونها. حينما تقع دولة عربية في مشكلة بسبب الإحتلال او التدخل الإيراني في الشؤون المحلية، يخرج علينا من يقول أن إيران لها الحق بسبب ضعف الأنظمة.
بالطبع هذا الموقف يسهم في ضعف الأنظمة. فالحقوق وصيانة مكتسبات الدول لا محل للمساومة فيها باعتبار أي تدخل خارجي وخاصة من دولة كإيران طامعة ولديها احلام توسعية أهمها إعادة بناء إيران الكبرى والحلم الفارسي القومي القديم المعزز بطابع ديني طائفي.
الوطن لا ينتظر من أي مواطن يدعي الإنتماء له التطبيل للخارجي ودعمه بموقف أو تطبيل إعلامي لنفوذ متطلع لسحق العرب ويعتبرهم محتلين لأراض فارسية كالبحرين او العراق وخاصة عاصمة الامبراطورية الفارسية القديمة المدائن.
من يقول أن إيران قوية يعرف جيدا انها قوية بقوتها الناعمة. أنظروا إلى باكستان. فشعبها أغلبيته سنة ورغم ذلك اختاروا رئيسا شيعيا، لأن الطائفية ليست في حساباتهم. لكن من يجعلهم اقرب للطائفية هي تصرفات إيران وتدخلها في شؤونهم المحلية بدعمها للجماعات المتطرفة.
إيران كما يقول كيهان بارزيجار، وهو أستاذ بجامعة آزاد الاسلامية الايرانية، وباحث في مركز البحوث الاستراتيجية تملك ورقة قوية هي العامل الشيعي في الخارج والذي يقول كيهان أنها تموله وترعاه لصيانة مصالحها.
اين إذا الراعي لمصالح السنة واللاعب بعامل السنة في سياسته الخارجية، بالطبع هو محجم أو متوارٍ خوفا من الضغوط الأميركية التي استفادت منها جماعات إيرانية لتتمدد في العراق والكويت واوروبا بل وحتى الداخل الاميركي.
لكن هذا لا يعني ان نقف شعوبا قبل حكوماتنا ضد التمدد الإيراني المهدد لأمن دولنا، بل يجب علينا مطالبة الإخوان المسلمين وغيرهم ممن يتحالفون مع إيران حتى في صمتهم في مصر ضد دعمها لنظام بشار الأسد الذي يقتل اشقائهم الإخوان المسلمين في سوريا.
لا يمكن لنا كشعوب ومثقفين أن نعلل صمتنا بغضبنا على أنظمتنا، بل وأن نطبل لإيران لأننا نكره الأسر الحاكمة في الخليج.
نحن المسؤولون عن دعم قضايانا العربية، حتى لو تهاونت الأنظمة الحاكمة، بضغوطنا من أجل الإصلاح، وأهم ما في ذلك إصلاح مؤسساتنا العسكرية، ودعم التجنيد لشبابنا لنملك قوة عسكرية تدافع عن ارضنا ومصالحنا دون إنتظار عطف العم سام.
ما أكثر الفرحين بإنجاز عسكري إيراني، وحين تعقد دولنا صفقات عسكرية ننهال على جيوشنا حماة ديارنا بالسخرية والحديث عن عتاد عسكري صدئ. بدلا من ان نطالب بتفعيل بناء جيوشنا وتقويتها وأن تكون هناك شفافية في العقود حتى لا نقع في فخ صفقات كاليمامة وغيرها أثرى عبرها من يعمل على نهب المال العام.
بدلا من المطالبة بتعزيز إستراتيجيات عسكرية رادعة، وحضور سياسي قوي في المنطقة يتفرغ بعضنا للتطبيل لإيران، أو الإشادة بسياساتها، ونتفرغ لجدل بيزنطي يقودنا لداحس وغبراء عربية جديدة.
لا وقت لدينا للجدل بل للعمل لبناء اوطان يكون فيها المواطن الأول في قائمة مهام الوطن. أما جالدو الذات فسينساهم تاريخ الوطن ويبقى ذلك الجندي الواقف كالصخرة على ماء الخليج هو من تتجسد في محياه الأوطان العربية الخليجية العزيزة، يقاوم فيها مولوتوفات الفرس وضوضاء العابثين.

الاثنين, أبريل 16, 2012

Posted in:
0 comments:
إرسال تعليق