الاثنين، أبريل 02، 2012

الشاطر رئيساّ! هل تتحول مصر إلى إيران السنية على يد الإخوان؟

اعلنت جماعة الاخوان المسلمين، اكبر قوة سياسية في مصر، السبت اختيار خيرت الشاطر نائب مرشد الجماعة كمرشح وحيد عنها لخوض أول انتخابات رئاسية بعد سقوط حسني مبارك في شباط/فبراير 2011.

وقالت الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة، على صفحتها على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي انها "قررت ترشيح المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية".

واكد المرشد العام للجماعة محمد بديع هذه المعلومات في مؤتمر صحافي في مقرها في القاهرة، موضحاً ان الشاطر تقدم باستقالته من منصب نائب المرشد تمهيداً لترشحه.

وتلا بديع بياناً مقتضباً من خيرت الشاطر "لا يسعني سوى قبول قرار الاخوان المسلمين تعييني مرشحا لهم للانتخابات الرئاسية" لذلك "ارجو قبول استقالتي كنائب للمرشد وعضو في مجلس الشورى".

ويثير ترشيح الشاطر مخاوف القوى التقدمية المصرية بالإضافة إلى الإسلاميين على حد سواء.

ويرى التقدميون المصريون أن حكم الشاطر يعني استنساخ التجربة الخمينية حيث يتولى المعممون السيطرة على جميع نواحي الحياة في إيران.

ولا يشبه الإخوان في هرميتهم هرمية الحكم الخميني فحسب، بل إن الأمر يتعدى ذلك إلى التوافق حيال القضايا السياسية الإقليمية وطريقة إدارة النزاعات في المنطقة.

ويعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين هي البوابة الخلفية التي يتسلل منها الإيرانيون لتوسيع نفوذهم في المنطقة، وأنهم منحوهم موطئ قدم لا يقدر بثمن في مصر.

واعتبر أحمد ماهر المنسق العام لحركة شباب 6 أبريل، قرار اختيار خيرت الشاطر (يشير إلى ) "استمرار مخالفة جماعة الإخوان لكل ما أعلنوا عنه قبل ذلك، بأنهم لن يرشحوا أحدا للرئاسة.. وأعتقد أن سبب تراجعهم عن تصريحاتهم السابقة بعدم الترشح للرئاسة هو انقسام الجماعة والحزب المنبثق عنها على ترشيح الشيخ حازم أبو إسماعيل أو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح".

وقالت د.كريمة الحفناوي القيادية في حركة "كفاية" على صفحتها على موقع "فيسبوك" إن الإخوان المسلمين لم يكتفوا بالبرلمان والجمعية التأسيسية بل يطمعون في الحصول على الرئاسة معتبرة أن رجوع الإخوان عن تصريحاتهم السابقة فيما يخص الرئاسة " ليس إلا دليلاً على وصول الصراع بين الإخوان والمجلس العسكري إلى أشده".

أما الإسلاميون فيتخوفون أن يؤدي ترشح الشاطر إلى المزيد من التشتيت في الأصوات التي يتنافس عليها أكثر من مرشح إسلامي وعلى رأسهم عبدالمنعم أبوالفتوح القيادي المفصول من الجماعة والذي يتهمه المرشد بشق عصا الطاعة ونقض البيعة.

ولم تكد تمر ساعة واحدة على قرار جماعة الإخوان المسلمين بمصر، ترشيح المهندس خيرت الشاطر لخوض انتخابات الرئاسة المصرية، حتى توالت ردود أفعال غاضبة من قيادات إخوانية كبيرة.

وأعلن الدكتور كمال الهلباوي، المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين، في أوروبا، استقالته من الجماعة، السبت، وحث جميع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين على عدم المشاركة فيما سماه بـ"الفساد".

وقال الهلباوي في مداخلة هاتفية في برنامج "العاشرة مساء" على قناة دريم، "أعلن استقالتي من جماعة الإخوان لأنهم دفعوا بمرشح رئاسي، وأتمنى من الشباب عدم التورط في التردد والفساد والتخبط داخل الجماعة".

وشدد الهلباوي على أن هذا القرار يفقد الجماعة مصداقيتها، وأضاف "وهذا يعرضها للخطر"، مؤكداً أن "الإخوان أصبحوا يكذبون، وقاموا باتباع أسلوب (الحزب الوطني المنحل)".

وأكد أن هناك صفقات تمت بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري قائلاً "أعتقد الآن أن هناك صفقات بين الجماعة والعسكري وليس صفقة واحدة".

وكان حزب الحرية والعدالة الذي يهيمن على البرلمان ذكر انه يفكر في تقديم مرشح للرئاسة بعدما اكد اشهراً انه يفضل شخصية توافقية.

وبعد ان اكد ان الشاطر هو "المرشح الوحيد" للجماعة، تلا الامين العام للاخوان محمود حسين بياناً باسم حزب الحرية والعدالة برر فيه عودة الجماعة عن قرار عدم تقديم مرشح عنها للانتخابات.

وقال البيان الذي تلي في بداية المؤتمر الصحافي ان الجماعة لم تغير موقفها، بل اتخذت هذا القرار "امام المتغيرات والتحديات التى تمر بها الثورة الآن والتهديدات التى تواجهها وبعد دراسة كاملة للموقف وما يصبو إليه شعبنا العظيم من أمال وطموحات".

وتابع ان مجلس الشورى الجماعة اتخذ القرار "بعد ان وجد ان هناك تهديداً حقيقياً للثورة وللديموقراطية تمثل برفض تشكيل حكومة ذات صلاحيات حقيقية معبرة عن ارادة الشعب".

كما اشار الى "التلويح والتهديد بحل مجلسي الشعب والشورى المنتخبين لاول مرة بارادة شعبية الامر الذي ينذر باجهاض الانجاز الاهم للثورة والدفع بمرشح رئاسي او اكثر من بقايا النظام السابق ودعمهم من فلول الحزب المنحل في محاولة لانتاج النظام السابق".

وذكر ايضاً "محاولة اعاقة عمل اللجنة التأسيسية واثارة الجدل حولها بهدف تعويق اعداد الدستور في الزمن المحدد له".

وقال البيان انه "في ضوء ما تم من مناقشات ودراسات في الجلسات الطارئة لمجلس الشورى العام (...) وتحقيقا لأهداف الثورة، اصدر مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين قراره فى هذا الصدد".

واكد رئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسي من جهته للصحافيين ان تقديم مرشح للاقتراع "ليس تغييراً في المبادئ".

وقال ان "مصر بحاجة الى مرشح منا يمكنه تحمل المسؤوليات".

واضاف ان "مصر لديها مشاكل لم تحل بعد"، ذكر منها خصوصاً النقص في المحروقات والغاز وغياب الامن.

وقال ان "كل هذا دفعنا باتجاه السلطة التنفيذية".

والشاطر استاذ في الهندسة في الواحدة والستين من عمره حقق ثروة في مجال الاعمال وانضم الى الاخوان المسلمين في 1981 واصبح عضواً في مجلس الشورى في 1995.

وقد سجن عدة مرات في عهد مبارك الذي كان يغض النظر عن نشاط الجماعة التي كانت محظورة.

وتعتبر شركات الشاطر الكثيرة مصدر تمويل الجماعة التي تحاط دوائر تمويلها بالغموض.

وتنظم في 23 و24 ايار/مايو دورة اولى من الانتخابات الرئاسية التي يفترض ان تنهي فترة انتقالية مضطربة.

وستكون هذه الانتخابات الرئاسية الاولى منذ رحيل حسني مبارك الذي تنحى عن السلطة تحت ضغط شعبي بعد ثلاثة عقود في السلطة.

وسيواجه الشاطر في هذا الاقتراع المرشح السلفي المتزمت حازم ابو اسماعيل والامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والعضو السابق في الاخوان المسلمين عبد المنعم ابو الفتوح.

وينتهي موعد تقديم الترشيحات في 8 نيسان/ابريل لتبدأ حملات المرشحين.

وتوترت العلاقات خلال الفترة الاخيرة بين المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد والاخوان المسلمين الذي يطالبون بحل الحكومة.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية