
هؤلاء لم يكتفوا بتدمير الدولة العراقية والوطن العراقي ، وتشريد الملايين من ابناء العراق ، ونهب ثروة العراق ، وتمزيق نسيجه الاجتماعي ، بل ما زالوا يتنافخون على الفضائيات الرخيصة، التي تعطيهم فرص التنافخ الكاذب ، لان مثل هذه الفضائيات ، فقدت ادنى المعايير الموضوعية في الاعلام ، وادنى المعايير في الصدق والموضوعية ، ليكرروا اسطوانات الاحتلال المشروخة ضد النظام الوطني القومي التقدمي ، الذي جاء الغزو والاحتلال ليتخلص منه ، لأن اهدافه في الاتجاه المعارض للاهداف الامبريالية والصهيونية ، ولو كان غير ذلك لما اجتمعت قوى العدوان الامبريالي الصهيوني الطائفي على ذلك .
ما زال عملاء المنطقة الغبراء في بغداد يتنافخون ضد الدول العربية ، فبالامس كانت العناصر الطائفية البغيضة تهدد سوريا ، وتؤلب الاميركان عليها ، ثم انطلق المالكي ليهدد السعودية ، وتنافخ عميل من عملائهم في لندن ليؤلب على الأردن ، بسبب ان الجماهير في احدى قرى جنوب الاردن، ارادت ان تطلق على الحي الذي تقطنه اسم الشهيد الرئيس صدام حسين ، كيف لا وان عملاء المنطقة الغبراء في بغداد لا يفقهون شيئا من الحس الجماهيري ، وهم عاجزون عن النزول الى شوارع بغداد ليواجهوا الناس ، لانهم يخافون جماهير الشعب العراقي التي ابتليت بهم وبأسيادهم .
ماذا بقي لعملاء المنطقة الغبراء في بغداد من علاقات عربية ؟ ، بعد ان هاجم النائب المصري مصطفى بكري زيارة المالكي الى مصر ، وطالب بالقاء القبض عليه كمجرم وقاتل ، فهذه مصر وسوريا والسعودية والاردن يصرون على اساءة العلاقات معها ، واظن ان ذلك امر مفروغ منه بالنسبة اليهم ، لأنهم يظنون خائبين ان استنادهم الى الجدار الفارسي سوف يحميهم عراقيا وعربيا، وما عرفوا ان ابجدية الوجود لأي قطر عربي هو في ارتباط انتمائه الوطني بانتمائه القومي ، فكيف اذا كان هؤلاء العملاء يفتقدون للحس الوطني والقومي ؟ ، فكان ولاؤهم لاسيادهم خارج حدود العراق ، والارتماء في احضان اعدائه التاريخيين ، من امبرياليين وصهاينة وفرس مجوس ، ففي الوقت الذي يوجه هؤلاء سهامهم ضد الدول العربية ، كان الفرس يحتلون بئر الفكة العراقي ، وكانت مواقفهم ازاء ذلك كمواقف الاموات ، لا يرون ولا يسمعون ولا يفقهون .
عجبا من عميل لا يخجل من عمالته ، ويتنافخ على الشاشات الفضائية يلوك الكذب ، ويتخيل ان الناس لا تضحك عليه ولا تحتقره ، فماذا ابقى هؤلاء من قيم الرجولة ؟ ، حتى يتنطعون في خطاباتهم؟ ، وهم الذين نهجوا نهجا خيانيا لم يسبقهم به أحد ، فهل هذه الشرذمة تملك القدرة على الدفاع عن نفسها بعد زوال الاحتلال ؟ ، والى اي الجحور يهرولون ، وفي اي االقبور سيختبؤون، بعد ان يزول عنهم غطاء الاحتلال .
تبا لانسان لا يملك قيم الرجولة ، فهو كشاة في قطيع لا يملك من امره شيئا ، وما هو الا عبد يجيد تنفيذ تعليمات اسياده ، ولا يملك من امره شيئا ، فهو كالحيون الذي لايملك الا اداء وظائفه البيولوجية ، ولو كان في صورة انسان ، فليس كل من على شاكلة انسان بانسان ، وليس كل من هو على هيئة رجل برجل ، فهل من يملك قراره بنفسه ؟ ، ويصنع مستقبله بيديه ، ويستخدم عقلا اعطاه الله اياه ليستخدمه ، كالامعة الذي يجيد تنفيذ الأوامر الصادرة اليه ، فدلوني بربكم على افضل تصنيف وتوصيف لعملاء العراق ، الذين جاءوا على ظهور الدبابات الاميركية ، وانطلقوا من الجحور الفارسية ، ليجهزوعلى العراق ، الدولة والوطن والشعب والثروة والسيادة .
الدكتور غالب الفريجات
0 comments:
إرسال تعليق