السبت، أبريل 14، 2012

اللى مايتسمـّـاش


هى حكاية ستحتل سطورا بين صفحات الجرائد لعدد أو عددين على الأكثر، وسوف ترددها الألسن بضعة أيام، بعدها تتوارى كأنها ما حدثت، أخذة خطوات إلى الوراء تقبع فى مساحات الذاكرة المعتمة.. لكن الأمل أن مثلها من الحكايات لا تمحوه السنون وأن حتما لعودتها أوان..
هو شاب تتشمم فى صورته التى نشرتها الصحف رائحة الورود رغم أن التراب كان رفيقه طيلة حياته القصيرة جدا، فهو لم يمتلك أبدا رفاهية اللعب وسط الحدائق ولا نام فوق الأسرّة الناعمة ولا جلس فوق مقعد أنيق داخل فصله، لكنه طالما لعب وسط التراب ونام فوق أرض الحجرة الترابية وجلس فى فصله فوق تراب الأرض مستخدما من ركبتيه منضدة يسند كراسته عليهما ممسكا بأصابعه المتسخة بالتراب قلم رصاص يخط حروفا تشكل عبارات تقول: اسمى أحمد شعبان أحمد جابر، قريتى اسمها عزبة محمد على تابعة لمركز أهناسيا فى محافظة بنى سويف، وبلدى مصر هى جزء من وطن واحد اسمه الوطن العربى يعيش فوق أراضيه شعب واحد اسمه الشعب العربى، يقول التاريخ إن أراضيه فى الأصل واحدة، جاء الاستعمار وقسمها إلى بلدان وصنع بينها حدودا.. والتاريخ والحاضر يقولان إن هذا الوطن العربى له عدو واحد اسمه العدو الصهيونى يحتل أرضاً منه هى فلسطين، ويطمع فى احتلال المزيد..
هكذا تعلم أحمد من مدرس التاريخ الذى مازال يطبق دور المعلم الذى كاد أن يكون رسولا، فى زمن سمعنا فيه عن رجل قضاء أقتحم مدرسة ممسكا بحذائه ليضرب به المعلم أمام تلاميذه وهم ينشدون بلادى بلادى لك حبى وفؤادي..!!
وهكذا يكتب أحمد بين سطور كراسته، ويحفظ ما كتبه داخل عقله، ويجلس كل مساء بجانب أبيه الفلاح الفقير صاحب السبعين سنة، ملتصقا بأمه الفلاحة المصرية الصعيدية الطيبة التى حفر الفقر والكد والجهد فوق وجهها خطوطا عميقة تتشابه وتشققات الأرض العطشى لماء لم ترتوى منه.. أحمد وهو الأخ الحادى عشر يجلس بين إخوته العشرة، جميعهم يفترشون تراب أرض الحجرة، يقرأ عليهم أحمد ما علمه إياه مدرس التاريخ، ويزيدهم أبوهم مما عاشه وشاهده وسمعه وشارك فيه على مدى عمره داخل هذا الوطن..
وينتهى أحمد من سنوات الدراسة ويأتى اليوم ويصبح أحمد شعبان أحمد جابر جنديا فى جيش مصر يؤدى واجبه العسكرى فى موقع من فوق برج عال يصعد درجاته كل صباح ليقف حارسا حدود مصر مع مدينة غزة الفلسطينية..
أحمد صغير العمر (22 عاما) وفقير نعم، لكنه ثرى العقل والوجدان بفضل مدرس التاريخ وحكايات أبيه، وهو قد لاحظ فى الآونة الأخيرة من موقعه فوق برج الحراسة أن هناك معدات وآلات ضخمة وأعدادا غفيرة من البشر، وفهم من حكايات زملائه أن هناك شيئا ما سيتم بناؤه بين مصر وغزة، ولأن الحكايات والمسميات التى يسمعها من زملائه مختلفة، ولأن ما يصل إلى سمعه من تصريحات للمسئولين فى مصر خلال اللحظات القليلة التى يشاهد فيها التليفزيون فى فترة راحته غير مفهوم، كل هذا جعله محتارا وعاجزا عن فهم حقيقة ما يحدث، فقرر تحمل عدم الفهم هذا حتى موعد إجازته وسفره، وهناك سيفهم كل شيء من أبيه كما العادة..
وجاءت إجازته وسافر أحمد إلى قريته وقبل كل شيء قام بمصاحبة أبيه فى زيارة لأسرة خطيبته لتحديد موعد عقد القران، وتحدد الموعد وودع أحمد عروسه وقلبه يتراقص فرحا فهو بعد شهرين سيزف وعروسه وبعد أقل من سنة سيكون أباً..
وفى منزلهم وعلى نفس أرض الحجرة الترابية جلس أحمد وأبوه وأمه وأخوته العشرة ـ حتى من تزوج منهم ـ والتفوا حول الطبلية الخشبية يأكلون (الوليمة) التى أعدتها أمهم بمناسبة فرحة وجود أحمد معهم ومناسبة تحديد موعد زفافه، كانت الوليمة فقيرة كما هى ولائم الفقراء لكن القلوب كانت غنية عامرة بحب وفرحة ورضاء وقناعة..
وبعد الطعام ومع تناول حلوى الفقراء التى هى أكواب من الشاى المغلى الأسود المحلى بكمية من السكر حرصت الأم أن تكون زائدة هذه المرة رغم أن تعويض هذه الزيادة سيرهق (الميزانية) لأيام.. ـ لكن كله فى حب أحمد والفرحة بوجود أحمد يهون ـ هذا ما رددته فى سرها وهى تقلب الملعقة بشدة وقوة داخل الأكواب لتتأكد من ذوبان السكر تماما حتى آخر حبة ـ سأل أحمد أباه (إلا قوللى يا ابا.. ما هى حكاية هذا الشيء الذى يبنونه على الحدود بين مصر وغزة؟ فى البداية يا ابا شاهدت وزير الخارجية فى التليفزيون ينفى أن هناك شيء يبنى لكنى بعينى اللى حايكلهم الدود دول أنا شاهدت الآلات والمعدات والناس ـ وبسرعة البرق صرخت الأم: بعد الشر عليك إن شاالله عدوينك ـ وسمعت من زميلى أن خاله الصحفى بيقول إنها معدات وأجهزة أمريكية وأنه ده جدار عمقه 18 متر تحت الأرض حيتبنى بأمر الأمريكان وبطلب من الصهاينة علشان يقضوا على الأنفاق اللى بيتم تهريب الأكل والشرب والدواء والأغطية والملابس وكل شيء لأهل غزة عبر الأنفاق دى، بس الغريب يا ابا إن الوزير والمسئولين فى الحكومة بعدما نفوا علنا فى التليفزيون والجرائد أن هناك حاجة بتتبنى رجعوا وقالوا أيوه ده صحيح وهذا من حق مصر ولأمن مصر وليس من حق أحد التدخل فى شأن يمس سيادة مصر.. واللى قالقنى قوى يا ابا إنهم مطلعين الناس اللى بتكتب ضد البتاع اللى بيبنوه ده كأنهم خونة لمصر ومش هاممهم أمن بلدهم.. إيه الكلام الماسخ ده!! معقول يا ابا فيه حد مايهموش أمن بلده؟ طيب ما هو أمن بلدى هو أمنى أنا ذات نفسي.. الناس بتحتج على البناء يا ابا علشان صعبان عليهم عذاب أهل غزة ودول عرب زينا زيهم، دول مش إسرائيليين يا ابا، يعنى مش أعدائنا.. فين الخيانة الوطنية هنا بقي؟! ـ وكانت ابتسامة الأم تتسع وتفترش وجهها كلما زاد أحمد فى استخدام كلمات الفصحى ولا تمسك نفسها عن احتضانه وتقبيل خده قائلة يا حبيبى ربنا يحفظك ويزيدك علم ـ ويرد أحمد قبلة أمه بقبلة فوق جبينها ويستطرد: هى صحيح الأنفاق دى بتستخدم علشان توصيل الأكل والدواء وحليب الرضع لأهل غزة المتحاصرين من الصهاينة، ولا زى مابنسمع اللى بيقولوه الكُبارات فى الحكومة فى التليفزيون أن الأنفاق دى بيهربوا منها المخدرات والقرف ده اللى اسمه ستات روسيا لأهل غزة؟.. طيب هم أهل غزة فى إيه ولا فى إيه.. حد مهدود بيته وجعان وعريان وعياله الرضع بيموتوا من الجوع ويدور على مخدرات وستات من روسيا؟!.. الصح إيه يا ابا نورنى الله ينور دنيتك؟.. أصل يا ابا لو الأنفاق فعلا علشان الأكل والشرب والأدوية والحليب تروح للناس فى غزة وتيجى الحكومة هنا وتقفلها يبقى دى حاجة خطيرة قوى يا ابا، دول كده يا ابا كأنهم بيولعوها نار!!.. إزاى بس ناس عرب زينا زيهم ومتحاصرين من العدو هناك ومش لاقيين لا الأكل ولا الدواء ولا الهدمة ولا حليب الرضع ونيجى إحنا هنا كمان فى مصر ونقفلها عليهم؟! ده إحنا كده بنخنقهم خنق يا ابا، بنقولهم مفيش قدامكم غير الموت ليكم ولأولادكم!!.. يا ابا دول متحاصرين خالص هناك والصهاينة مطلعين عنيهم، وناس منهم نايمين فى عز البرد اللى هناك فى بيوت مفيهاش لا أسقف ولا حيطان، ومن الشتاء اللى فات لما الصهاينة دكوا غزة بصواريخهم، ما إحنا يا ابا شوفنا ده بعنينا فى التليفزيون، دول بردهم صعب قوى يا ابا اكتر مننا وعندهم تلج فى الشتاء موش مطرة بس زينا.. طيب دول بقى منتظر منهم يعملوا إيه لما إحنا كمان نمنع عنهم اللى كان بيروحلهم من أكل ولا لبس ولا دوى ولا حليب؟ منتظر إنهم يقفوا ساكتين مستنين الموت؟ حيستحملوا صريخ الأطفال الجعانة والمريض منهم اللى بيتألم لحد ما يموتوا؟ يا ابا ده اللى عنده قطه لو جه يوم وطقت فى دماغه ومسكها هى وولادها وحبسها فى زنق صغير ومنع عنهم الأكل والله يا ابا فى أى لحظة القطة دى لو لقت فرصة لتنط فى وشه وتقطعهوله حتت بضوافرها وتعميله عينيه كمان..
بصراحة يا ابا أنا فيه حاجات كتير مش فاهمها وعاوزك تفهمهالي.. وكمان نفسى تعرفنى هو ليه أحمد أبوالغيط وزير الخارجية لما بينطق اسم فلسطين وشه بيسود ويطفح غل وكره ويجز على سنانه وصوته يتحشرج مع أن صوته فى الأصل مسرسع.. هو فيه بينه تار شخصى وبين حد من فلسطين يا ابا، حد فيهم أذاه ولا حاجة؟ أصله بيفكرنى ببوش لما كان بيتكلم عن العراق ووشه كله كره وغيظ وانتقامه الفظيع بعد كده من العراقيين، وطلع فعلا إن بينه وبين صدام حسين تار شخصى، واتقال إن صدام كان عمل خطة يتقتل فيها أبوه بوش الكبير لما كان رئيس.. وبعدين فيه حاجة تانيه يا ابا: هو اللى بيبنوه على الحدود بين مصر وغزة ده إيه بالضبط؟ أصل وزير الخارجية والناس الكبيرة فى الحكومة بشوفهم فى التليفزيون زعلانين وبيتخانقوا مع أى حد يكتب أو يقول إنه جدار عازل، ويردوا يقولوا لا موش جدار عازل، يقولولهم طيب ده حائط، يردوا لا موش حائط، يقولولهم ده سد مانع يردوا ولا سد مانع.. وقال إيه بعد كل الخناق ده قالوا دى إنشاءات!! هو فيه حاجة اسمها إنشاءات وبس يا ابا ؟!.. إيه الكلام اللى مالوش طعم ده!!)
كان أحمد يتحدث بتدفق ويسأل بلا توقف وكأنه كان متعطشا منذ زمن إلى الكلام أو كأنه كان يعلم أنها فرصته الأخيرة فى أن يتحدث بلا خوف وسط أحبابه..
وصمت أحمد منتظرا إجابات أبيه، لكن الأب ظل صامتا ناظرا إلى ابنه وفى عينيه حكمة سبعين عاما عاشها فى الحياة، شاردا مسترجعا ماضيا يراه هو جميلا رغم ما كان فيه من كد وجهد وقلق، ماض كان فيه مجندا فى جيش مصر كأحمد، لكنه كان مجندا لا يحرس حدودا بين مصر وغزة ولا يرى منشأ خرسانيا يقف حائلا أمام حق أهل غزة فى الحياة.. كان جنديا مشاركا فى حروب بين مصر والعدو الصهيونى، بدأت فى 1956 بعد العدوان الثلاثى على مصر، ثم العدوان الصهيونى على مصر 1967، ثم لما يقرب من أربع سنوات من حرب وانتصارات متواصلة فى حروب الاستنزاف منذ 1967 وحتى 1970، وأخيرا فى الانتصار العظيم لمصر فى أكتوبر 1973.. لحظات قليلة مر فيها شريط السنوات الطويلة أمام عينى الأب يستعيدها فى صمت وهو ينظر إلى أحمد الذى عاد من خدمته العسكرية محتارا يفتش عن إجابة لعدد كبير من الأسئلة وجهها لأبيه، دون أن يدرى أنه قد أجاب عليها هو نفسه بالفعل وهو يسألها..
كانت الأم تنظر بقلق للأب الصامت وبقليل من الزعل لأنه ترك أحمد دون أن يجيبه.. ولأن قلبها يكاد ينفجر من كم الحب الذى يحمله لأحمد، ولأنها خافت أن يكون صمت الأب قد أحرج أحمد أمام إخوته، فقد قررت أن تجيبه بنفسها.. وحيث أنها لم تعتد حديث السياسة هذا بتشعباته، فإن أكثر ما استوقفها فى كلام أحمد واختزنه عقلها من الحديث، كان هذه الخناقة حول اسم الشيء الذى يبنى بين مصر وغزة.. ووسط صمت انتظار إجابات الأب، انطلق صوت الأم قائلا بحماس وثقة العارف: وهم بيتخانقوا ليه على الاسم؟ وعلى رأيك يا أحمد ده كلام ماسخ.. هو فيه حاجة اسمها إنشاءات دى ولا معرفش إيه؟.. عارف يا أحمد.. يمكن يا ابنى ده حاجة وحشة ومش عايزين ينطقوا اسمها بلسانهم؟ إحنا هنا فى الفلاحين مابننطقش اسم المرض الوحش وبنقول عليه اللى مايتسماش، وحتى لو فيه راجل وحش ولا ست مش ولابد بنقول اللى مايتسماش.. أنا عاوزة أقولك حاجة كويسة يا أحمد ويمكن يكونلك فايدة فيها: إنت بعد ماترجع المعسكر تروح للظابط ده اللى بتقول عليه القائد بتاعك وقوله يبعت جواب للوزير يقوله فيه بدل موش عاوزين يقولوا اللى بيبنوه ده اسمه إيه، خلاص يسموه اللى مايتسماش.. ما هم موش فلاحين زينا يا أحمد وميعرفوش الكلام ده نوره إنت يا ابنى وقوله، يمكن يديك ترقية، ولا يمكن ينزلك إجازة تانية قريبة مكافأة يعني..
وانطلقت الضحكات من الأبناء وانهالت التعليقات فى مزاح مع الأم التى تتصور أن القائد فى المعسكر فاضى يسمع أحمد ولا حتى لو سمعه سيرسل إلى المسئولين باقتراح تسمية ما يبنونه لعزل غزة عن مصر بـ(اللى مايتسماش).. وضحكت الأم معهم بلا زعل، لكن أحمد لم يضحك بل نظر إليها نظرة طويلة عميقة وكأنه يتشرب ملامحها بعينيه ويحتضن صورتها داخل قلبه ويختزنها فى ذاكرته ويمزج روحها بروحه.. كأنه كان يعلم أنها النظرة الأخيرة..
وسافر أحمد إلى معسكره وصعد درجات البرج ووقف فى مكانه يحرس حدود مصر مع غزة ويشاهد الآلات الضخمة والمعدات المنتشرة والأعداد من البشر التى أتت كى تقيم (اللى مايتسماش) كى تساهم مصر فى مزيد من الخنق لأهالى غزة ومزيد من الحصار والجوع والمرض وأنين الأطفال والمرضي.. وقف أحمد يستعيد جلسته الأخيرة مع أمه وأبيه وإخوته فى أرض الحجرة الترابية فيبتسم، ثم ينظر حيث توجد المعدات والآلات لبناء (اللى مايتسماش) فيشعر بأن قلبه يكاد أن يتوقف من آلام جراح تنزف دماء غير مرئية داخله.. وفى لحظة تتدفق الدماء حقيقية من جرح فى جسد أحمد بعد أن اخترقته رصاصة جاءته حيث يقف فوق برج حراسته.. ويتوقف قلب أحمد..
ويعود (أحمد شعبان أحمد جابر) صاحب الـ(22 ربيعا) يعود أحمد ابن أمه وأبيه وابن مصر وابن وطن عربى كان واحدا وخططوا لتمزيقه وساعدنا فى نجاح ما خططوا له.. يعود إلى قريته عزبة محمد فى مركز أهناسيا بمحافظة بنى سويف، يعود لا لكى يزف إلى عروسه التى كانت تنتظره حاملا الفرحة، فأتاها محمولا تغرقه دماؤه وفى داخل جسده رصاصة قد أطلقها وشارك فى إطلاقها كثيرون يحمل كل منهم لقب (اللى مايتسماش)..
عاد أحمد إلى منزله وفى عودته هذه المرة لم يأت حاملا أسئلة فهو الآن يمتلك كل الإجابات، عاد مكشوف عنه حجابه..
ولآخر مرة لامس جسده أرض الحجرة الترابية.. ناظرا إلى أبيه وقد انحنى ظهره حتى كاد الرأس أن يلامس تراب الأرض الذى تحول إلى طين بفعل أمطار دموع الأب..
مستمعا إلى صرخات وعويل أمه، يشاهدها تجمع تراب الأرض بين كفيها وتلقيه فوق رأسها فى مشهد قاس قسوة طقوس الحزن الصعيدية..
وبصوت لم ولا يسمعه سوى الأم ـ ومن غير الأم قادر على سماع حديث الروح؟ ـ تحدث أحمد إلى أمه محتضنا إياها قائلا: اذرفى يا أمى الدمع أنت وأبى على فراقى كما تريدان، فالتوقف عن البكاء لفقد فلذة الكبد شيء يفوق طاقة البشر، وقد كان فوق طاقة رسول الله نفسه عند فراق ابنه إبراهيم.. لكن يا أمى لا تطلقى الصرخات ولا تلطمى الخدين ولا تغبرى رأسك وشعرك بالتراب فالتراب قد غبر كل جسدك طيلة حياتك، واعلمى أن ابنك شهيد وأنك الآن أم الشهيد مثلك مثل أمهات الشهداء من فلسطين الذين هم الآن حولى يزفوننى عريسا بينهم عوضا عن زفافى الذى لم يتم.. واعلمى أن أرض الحجرة الترابية التى أنهكت جسدك الناحل قد عوضك الله عنها بقصر فى الجنة اسمه قصر الرحمة يا أيتها الأم الصابرة المحتسبة.. المهم أن تتمسكى بصبرك واحتسابك حتى نلتقي.
>> وسلام على أحمد وسلام على كل الشهداء فى فلسطين..
>> وسلام على سبعة من أبناء مصر، سبعة مواطنين مسيحيين معهم أخ لهم جندى مسلم.. قتلتهم رصاصات الإرهاب فى نجع حمادى وهم خارجون فرحون من صلاة العيد متوهمين أنهم آمنون فى ظل حراسة رجال أمن نظام مصر.. لكنهم كانوا واهمين حقا، فرجال أمن نظام مصر نسوا أن دورهم الحقيقى هو حماية الوطن من أعداء الوطن الذين يسعون لتفتيت وحدته الوطنية ـ حتى يتحقق الجزء الخاص بتفتيت مصر كما جاء فى (نشرة التفكيك الصهيونية) ونسوا أن دورهم هو حماية أبناء الوطن (كل أبناء الوطن) من غدر الإرهاب.. وليس ضرب وسحل عدد من أجانب جاءوا يحملون داخلهم قدرا غير مسبوق من الإنسانية والرحمة.. أتوا مصر تضامنا مع فلسطين وشعب فلسطين، تضامنا مع أهل غزة وتنديدا بممارسات عدو صهيونى محتل.. وليس أبدا تنديدا بمصر الوطن أو بشعب مصر العربي.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية