الثلاثاء، أبريل 10، 2012

تدريب " مجاهدي خلق" قد بدأ على بيئات إيرانية في "نيفادا" الأميركية.. تزامنا مع عمليات الـ CIA

كشف الصحافي الشهير سيمور هيرش، نقلاً عن مصادر استخباراتية أميركية، عن قيام الجيش الأميركي وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي بتدريب وتسليح عناصر من منظمة «خلق» الإيرانية، التي تدرجها واشنطن على لائحة المنظمات الإرهابية، وذلك خلال إدارة الرئيس السابق جورج بوش.


ويشير هيرش، في تقرير نشره في مجلة «نيويوركر» الأميركية، إلى أن «من يُعرفون بمجاهدي خلق قد حصلوا على تدريب مكثف من قبل قيادة العمليات الخاصة المشتركة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية»، موضحاً أن «التدريب حصل بشكل سري في موقع تابع لوزارة الطاقة الأميركية في نيفادا، وقد بدأ في العام 2005».

ووفقاً للتقرير تأسست جماعة مجاهدي خلق «بواسطة طلاب جامعيين يساريين كجماعة إسلامية ماركسية في العام 1965، وشكلت جزءاً من الحركة الواسعة التي قادت إلى إسقاط نظام الشاه، ولكنها دخلت في السنوات اللاحقة في حرب داخلية دموية مع السلطة الدينية الحاكمة، وفي العام 1997 أدرجتها الولايات المتحدة على لائحة المنظمات الإرهابية». ويضيف التقرير»في العام 2002، اكتسبت المنظمة نوعاً من المصداقية الدولية بعد كشفها عن قيام إيران بتخصيب اليورانيوم في موقع سري تحت الأرض، وهذا ما أكده لهيرش في وقت لاحق محمد البرادعي، الذي كان يرأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بقوله إن الموساد كان وراء تسريب هذه المعلومات».

ويشير هيرش إلى أن «العلاقات بين المنظمة وأميركا توطدت بعد سقوط النظام العراقي في العام 2003، وبدأت قيادة العمليات الخاصة المشتركة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية تعمل لإثبات صحة مخاوف بوش من أن إيران تسعى لبناء القنبلة، حينها وصلت الأموال بشكل سري إلى مجموعة من المنظمات المنشقة من أجل خدمات الاستخبارات ودعم الأنشطة الإرهابية المناهضة للنظام». وهكذا «وصل السلاح والموارد إلى مجاهدي خلق، يعلّق هيرش الذي يؤكد، نقلاً عن مسؤولي استخبارات حاليين وسابقين وعن مستشارين عسكريين، أن أميركا ما زالت تدعم بعض العمليات السرية داخل إيران حتى اليوم».

ويعتبر هيرش أن «العلاقات المتنامية بين الطرفين لم تنجح في سحب «مجاهدي خلق» من دائرة المنظمات الإرهابية»، مشيراً أن «لهذا السبب كان من الضروري الحفاظ على سرية التدريبات في نيفادا».

وأشار التقرير إلى أن «تدريبات مجاهدي خلق تمّ القيام بها كجزء من استراتيجية الحرب التي بدأتها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش فيما يعرف بالحرب ضد الإرهاب، وانتهت قبل تولي الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما سدة الرئاسة». وينقل عن جنرال متقاعد بأربع نجوم، وهو كان مستشاراً لإدارتي بوش وأوباما في شؤون الأمن القومي، كشفه أنه «تلقى معلومات في العام 2005 بشأن تدريب عناصر من مجاهدي خلق»، موضحاً أنهم يتلقون «التدريبات الأساسية لفترة تمتد إلى ستة أشهر».

وينقل هيرش عن العميل المتقاعد في «السي آي إيه» روبرت باير، وهو ضليع باللغة العربية وعمل طويلا في الشرق الأوسط، قوله إن «إدارة بوش طلبت منه مساعدة مجاهدي خلق على جمع معلومات استخباراتية عن برنامج إيران النووي». ويتابع باير» تبيّن حينها أن العملية طويلة المدى وليست مجرّد خطة مؤقتة». كما ينقل عن خبير المعلوماتية مسعود خودبندي، وهو كان مسؤولا في المنظمة حتى انشقاقه في العام 1996، روايته بأنه «بقي حتى العام 1996، كخبير معلوماتية، منخرطاً في أنشطة المنظمة الاستخباراتية كما في تأمين الحماية للمنظمة». ويقول هيرش إن خودبندي «أبلغه انه علم من خلال منشقين آخرين عن تلقي عناصر المنظمة التدريب في نيفادا، علماً أن الأخير تضمن أكثر من الحفاظ على الاتصال أثناء الهجمات بل اعتراض الاتصالات أيضاً».


ونقل التقرير عن مصادر، طلبت عدم الإفصاح عن هويتها، قولها إنه «تم تدريب عناصر تنظيم خلق على كيفية التنصت على المحادثات الهاتفية والرسائل النصية التي يتم تداولها داخل إيران، حيث يقومون بعد ذلك بترجمتها ومشاركتها مع مسؤولي الاستخبارات الأميركية».


وفيما يذكّر هيرش باغتيالات العلماء الإيرانيين التي تمت في السنوات الماضية، يؤكد أن مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة أوباما أكدا أن الهجمات نفذها عناصر من مجاهدي خلق ومولها «الموساد» الإسرائيلي، فيما نفيا أي تورط لإدارة أوباما في الأمر، ولكن أحد مسؤولي الاستخبارات السابقين أكد أن العمليات استفادت من دعم الاستخبارات الأميركية، مضيفاً أن الهدف لم يكن «الأينشتانيون» (نسبة إلى أينشتاين) بل «ضرب الروح المعنوية الإيرانية، واستهداف منشآت تخصيب اليورانيوم ومحطات الطاقة في طهران».

ويختم هيرش في النهاية بالقول إن «مصادره لا تعرف ما إذا كان من تدربوا في نيفادا يشاركون في عمليات حالياً في إيران أو في أماكن أخرى»، لكنهم يشيرون إلى حجم المنفعة التي تلقتها المنظمة من أميركا بالقول «كان مجاهدو خلق مجرّد مهزلة.. فيما باتوا اليوم يمتلكون شبكة حقيقية داخل إيران، وهم يمتلكون اليوم القدرة على تنفيذ عمليات ناجحة أكثر من قبل».

ويعلّق الكاتب في مجلة «ذا أتلانتيك» ماكس فيشر، من جهته، على تقرير هيرش قائلاً إن «أميركا بمساعدتها للإرهابيين الإيرانيين ترتكب الخطأ الفادح نفسه». ويكتب قائلاً إن «السياسة الأميركية يمكن أن تصبح أكثر تعقيداً.

ففي العام 1980، دعمت أميركا الدكتاتور العراقي صدام حسين لأنه كان العدو الأعظم لعدوتنا إيران، ثم اجتاحت القوات الأميركية بلاده في العام 2003 وقتلته، لأسباب من بينها دعمه للإرهاب»، مضيفاً «صدام كان يدعم مجاهدي خلق، والآن العديد من المسؤولين الأميركيين ينادون بدعمهم لأنهم أعداء إيران».
ويضيف فيشر موضحاً «حتى لو كان هيرش على خطأ بشأن الدعم الأميركي، إلا أن هناك لائحة طويلة من المسؤولين الأميركيين الذين يطالبون بجعله على حقّ.. ومنهم أعضاء ما يسمى «لوبي مجاهدي خلق» الذي يضم عناصر من «السي آي إيه» و«الأف بي آي» وغيرهم الذين ينادون بشطب المنظمة عن لائحة الإرهاب».

ويلفت فيشر إلى ان الولايات المتحدة لديها تاريخ طويل في تمويل المتمردين والإرهابيين كي يحاربوا أعداءنا بدلاً عنا، ويستشهد بمثال تمويل أميركا للمحاربين ضد السوفيات في أفغانستان، والذين انقلبوا في وقت لاحق عليها. كما يمكن أن يسهم هذا الأمر، برأي فيشر، بتعقيد الوضع مع الشعب الإيراني الذي يطمح المسؤولون الأميركيون لجذبه إلى ناحيتهم، فـ«كيف تدعم أميركا منظمة هم يرون أنها تهاجمهم وتعتدي على أمنهم؟ إنها أميركا تكرر تاريخ أخطائها نفسه».

السفير

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية