الخميس، مايو 10، 2012

ميشال عون من الأسد الأب الى الأسد الابن 3 جنرال "التحرير" لجأ الى أبو عمّار فطلب منه وقف "حرب الإلغاء

المستقبل


في الحلقة الثالثة اليوم، وقائع من مرحلة انفتاح الجنرال على رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، بعدما أُقفلت أبواب دمشق في وجهه، وصار في حاجة الى مظلة عربية، وفّرتها له القيادة الفلسطينية من خلال دعم مباشر من جهة، وغير مباشر من جهة ثانية من خلال اللجنة السداسية العربية.
ويروي فايز قزي كيف عُقد اللقاء الأول بين الرجُلين، أبو عمّار وعون، في تونس في منزل السفير اللبناني ومن دون علمه، وكيف أبلغ الرئيس الفلسطيني رئيس الحكومة العسكرية اللبنانية وضْع البندقية الفلسطينية في لبنان بتصرفه، عارضاً عليه مساعدات عسكرية سخية، بما في ذلك استعداده لاحتلال المصرف المركزي في بيروت "الغربية"، بعدما شعر أن عون يفكر في إقامة مصرف مركزي في "الشرقية".
كما تكشف هذه الحلقة النقاب عن أول لقاء بين ممثل لعون وآخر لجعجع في تونس برعاية أبو عمّار الذي كان شديد الحرص على وقف "حرب الإلغاء" التي كانت دائرة في ذلك الحين بين الخصمين اللدودين للنظام السوري في لبنان.
وفي الحلقة أيضاً نص للزميل يقظان التقي تحت عنوان "عندما صار الكتاب البرتقالي... قشوراً"، يقارن فيه بين ما ورد في هذا الكتاب وبين شعارات وتحالفات الجنرال اليوم.

ما إن أصبح العماد عون رئيساً للحكومة الانتقالية حتى صار همّه الوحيد الحفاظ على هذه "الغنيمة" كجسر عبور إلى رئاسة الجمهورية. قَطَع علاقته بالنظام السوري آنذاك، فبات وحيداً يحتاج إلى علاقة أخرى تحميه. فلم يجد سوى الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ليكون بوابته إلى العالم العربي.
سانده "الختيار" بلا حدود. أبلغه في لقائهما الأول في تونس ما حرفيتّه: "سنسلّمك البندقية الفلسطينية في لبنان، وسنتولّى دعمك والدفاع عنك في المحافل العربية"، قبل أن يصبح أبو عمار "عرّاب" علاقة عون بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، حيث دخل الجنرال في لعبة الصراع الفلسطيني السوري ومن ثم الصراع العراقي - السوري، وعينه على أن يُطيح أبو عمار وصدام بحافظ الأسد ليصبح رئيساً للجمهورية. لكن رهانه خاب كالعادة.
كان الناشط السياسي فايز قزي عراّب علاقة عون بـ"أبو عمّار"، إذ رأى فور انقطاع علاقة الجنرال بالنظام السوري أن عون صار في حاجة إلى مظلة عربية أخرى، تعوّض حال القطيعة مع سوريا. نظّر لهذه الفكرة وأقنع عون بها، ثم ترجمها على أرض الواقع.
كانت البداية في تونس، حيث كانت "اللجنة السداسية العربية" تسعى إلى "صيغة حل" بين حكومة ميشال عون وحكومة سليم الحص، لكن السوريين لم يتعاونوا معها. يقول قزي "ذهبت مع الجنرال إلى هناك، وكنت قد رتّبت له موعداً مسبقاً مع أبو عمّار، بعد أن أقنعته بأنه يفتقد إلى بوابة عربية، ولا يجوز أن يكون رئيساً للحكومة وليس لديه علاقات عربية، وأن المفتاح الأساسي لهذه العلاقات هو الفلسطيني، وأبو عمّار بالذات".
التقى قزي موفداً من جانب أبو عمّار، وتم الاتفاق على ترتيب اللقاء في تونس، حيث كان "الختيار" حريصاً على دعم عون أمام "اللجنة السداسية" التي كان يرأسها وزير خارجية الكويت آنذاك الشيخ صباح الأحمد الصباح. حاولت اللجنة، أن تنظّم لقاءً بين الحكومتين. وافق الجنرال. لكن الرئيسين حسين الحسيني وسليم الحص لم يحضرا، ما عَكَس ممانعة سورية لهذا اللقاء، فسجّل عون أمام "اللجنة السداسية" أن حكومة الحص لم تكن تستطيع التصرّف بحرية، بل كانت "رهينة" القرار السوري.
إعداد: جورج بكاسيني وعبد السلام موسى
الحكومة الانتقالية فتحت شهيّته على إقامة
"مصرف مركزي" في "الشرقية"
إده: أراد إقامة دولة يكون رئيساً عليها
طالما لا يستطيع أن يكون رئيساً لكل لبنان
"أبو أيمن" كان همزة الوصل بين الجنرال
وأبو عمّار فأقام في فندق "البستان"

ما حصل في تونس كان "انتصاراً معنوياً" للجنرال. نجح في خطب ودّ العرب الذين كانوا لا يرتاحون للأداء السوري في تلك المرحلة، خصوصاً في لبنان. عاد إلى بيروت منتشياً، بعد أن عزّز أسهمه مع الجانب الفلسطيني، عندما سلّمه أبو عمّار البندقية الفلسطينية في لبنان.
كيف حصل اللقاء الأول بين الرجلين؟
قبل أن يخوض قزي في تفاصيله، يشدد "حرصاً على التاريخ الذي زوّره بعض العونيين، على أنه هو من رتّب اللقاء بين عون وأبو عمّار من ألفه إلى يائه، من دون علم أي شخص من فريق عون، بمن فيهم المسؤول العسكري العقيد فؤاد الأشقر، وعلى وجه الخصوص يوسف الأندري الذي كان مسؤولاً إعلامياً، والذي يذكر الأرشيف الرسمي العوني أنه رتّب اللقاء مع أبو عمّار "وهذا كذب وتزوير للتاريخ" يقول قزي، ليسرد كيف تم اللقاء في تونس: "بعد نزول الوفد اللبناني برئاسة عون في فندق "هيلتون" ذهبت إلى مكتب أبو عمّار الذي استقبلني بالقول: "حدد الموعد الذي يريده الجنرال وأنا استقبله في مكتبي"، فرفضت ذلك، وقلت لأبو عمّار: "لا، لن يأتي عون الى المكتب، أريدك أن تذهب أنت اليه في الفندق، فهو جاء من لبنان، ويحتاج الى دعم، وحتى تستطيع أن تعزّز قوّته على خصومه، لا يجوز أن تستقبله في مكتبك".
اقتنع أبو عمّار بوجهة نظر قزي، وسأله: "هل تريد أن يتم اللقاء في السفارة الفلسطينية؟" فأجاب الأخير بالرفض أيضاً، فقال أبو عمّار: "أين تريده إذن؟" اقترح قزي أن يكون في فندق "هيلتون". لكن عرفات لم يوافق لكونه رئيس دولة، والبروتوكول لا يسمح له بالذهاب إلى فندق للقاء رئيس حكومة.
في نهاية المطاف، اتفق قزي مع أبو عمّار على أن يتم اللقاء في بيت السفير اللبناني لدى الجامعة العربية سليمان فرح، عند التاسعة والنصف صباحاً: "لم أبلغ فرح بموعد اللقاء، لاعتبارات أمنية تتعلق بعون وأبو عمّار، واعتبرت أن الأخير كفيل بإبلاغه بذلك إذا أراد. سَبَقنا أبو عمّار إلى بيت السفير بنحو خمس دقائق، فوجد المدخل مغلقاً. نادى حارس المنزل كي يفتح له، ثم دخل وجلس ينتظرنا، إلى أن وصل فرح بعد أن أبلغه الحارس أن أبو عمّار في المنزل، فجنّ جنونه، لأنني رتبت اللقاء من دون علمه".
أبلغ أبو عمّار عون في لقائهما الأول ما حرفيتّه: "سنسلّمك البندقية الفلسطينية في لبنان، وسنتولّى دعمك والدفاع عنك في المحافل العربية، وبخاصة مع اللجنة السداسية". أكثر من ذلك، عرض أبو عمّار على عون مساعدات عسكرية سخّية لم يُكشف النقاب عنها، كما لم يتجّرأ الجنرال على قبولها. حتى أن الرئيس الفلسطيني عرض على الجنرال قوة عسكرية لاحتلال المصرف المركزي في بيروت "الغربية"، لكن الجنرال تردّد خوفاً من ردود الفعل المسيحية واللبنانية وحتى ردود الفعل العربية الأخرى.
جاء عرض عرفات رداً على فكرة كانت تراود عون في ذلك الحين بإقامة مصرف مركزي في المنطقة "الشرقية"، لأنه كما يقول روجيه إده كان "يريد أن يقيم دولة في منطقته، هو رئيس عليها، طالما أنه لا يستطيع أن يكون رئيساً على كل لبنان. لم يكن همّه وحدة لبنان بقدر ما كان همّه أن يصبح رئيساً".
إذاً، نال عون ما يريده من أبو عمّار، "فقد كان يهمّنا أن يفتح أمامنا بوابة الخليج والعراق على الأقل"، وهذا ما حصل كما يضيف قزي، إذ عدنا الى بيروت، واستمرت العلاقة بين الجانبين بواسطة همزة وصل بينهما يدعى "أبو أيمن" كان يقيم في فندق "البستان" في برمانا.
[ عرفات عرض عليه
مساعدات عسكرية سخية
أما بوابة العراق فكانت مفتوحة أمام عون قبل علاقته بأبو عمّار الذي لعب دوراً كبيراً في تطوير هذه العلاقة التي تعززت أكثر وأكثر مع بداية "حرب التحرير"، وهذا ما يؤكده قزي وبعض المطلعين على هذا الملف: "حين بدأ الصراع بين "القوات" وعون في حرب "الإلغاء" طلب مني أبو عمّار في تونس العمل على وقف هذه الحرب، واقترح تأليف لجنة مشتركة للتفاوض، وهذا ما حصل فيما الحرب كانت لا تزال دائرة. حينها، أطلعت الجنرال على محضر اللقاء مع أبو عمّار، وأبلغته أنه يريد أن ترسل ممثلاً عنك إلى تونس، فقال: "ليس لدي من أرسله، وإذا أردت إذهب أنت"، فقلت له: "أنا لا أمثّلك، أنا صديقك، وهم يريدون شخصاً من فريقك". فرّد: "إذا لم تذهب أنت فلن أرسل أحداً".
رضخ قزي لإرادة عون انطلاقاً من حرصه على تحصين العلاقة التي بدأها مع أبو عمّار والعراق. ذهب إلى قبرص، ومنها استقّل الطائرة إلى تونس، حيث وجد إلى جانبه توفيق الهندي الذي كان مستشاراً لقائد "القوات اللبنانية"، ليتبين لاحقاً أنهما ذاهبان إلى الشخص نفسه، أي أبو عمّار الذي كان موكبه ينتظرهما في المطار.
عندما وصلا الى مكتب أبو عمّار، قال الأخير للهندي: "لماذا فعلتم ببعضكم هكذا يا توفيق". فرد "نحن لم نفعل شيئاً، نفّذنا خطة دفاع ويجب أن تسأل فايز". قال قزي: "مهلاً توفيق، ومن أوّل الطريق يجب أن يتم توضيح هذه المسائل. فكلمة أننا نفّذنا خطة دفاع، ممكن أن ترددها امام كل الناس وفي كل المحافل، إلا أمام أبو عمّار وفي حضوري أنا. الجيش الإسرائيلي سيحتلّ الوطن العربي كله، ولا يزال يسمّي نفسه جيش الدفاع الإسرائيلي. أنا أتيت لأقول لك إن لا مانع لدى الجنرال من الوصول إلى حل، ومن ثم يمكن معالجة بعض المسائل التفصيلية في موعد آخر. وبالفعل جرى تحديد موعد جديد في بغداد. أرسل عون الى هذا اللقاء العميد فؤاد عون، ومنذ ذلك الوقت أصبح قزي خارج دائرة هذا الملف الذي صار تحت إشراف المخابرات العراقية.

غدا

قال للعراقيين: السياسة تبحثونها مع فؤاد عون
أما المال فمعي أنا

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية