الخميس، مايو 10، 2012

الدولار الأمريكى والحضارة المصرية ج7

الكاثوليكية (Catholic لفظ من أصل يونانى يعنى "الجامعة") فى إنجيل (أى بُشرى) متى ، دون غيره من الأناجيل الثلاثة الأخرى (والمعترف بها رسمياً من كل الكنائس) سأل السيد المسيح تلاميذه عمن يعتقدون أنه هو (فأجاب سمعان بطرس وقال : أنت هو المسيح ابن الله الحىّ ، فأجاب يسوع وقال : طوبى لك يا سمعان ابن يونا . إن لحما ودما لم يُعلن لك لكن أبى الذى فى السماوات . وأنا أقول لك أيضا أنت بطرس (بالآرامية "صفا" وتعنى الحجر الأبيض) وعلى هذه الصخرة أبنى كنيستى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها . وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات . فكل ما تربط على الأرض يكون مربوطاً فى السماوات . وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً فى السماوات . إنجيل متى 7 : 15 – 19 .

بهذا القول من السيد المسيح صار اسم سمعان : صفا (بالآرامية) وبطرس أو بيتر فى غيرها . واعتبرت الكنيسة الكاثوليكية أن مؤسسها هو بطرس ، وأنها هى الصخرة التى لا تقوى عليها أبواب الجحيم ، وأن بطرس هو خليفة المسيح وباباوات الكنيسة الكاثوليكية - وحدهم دون غيرهم - خلفاء بطرس ، وأن لبطرس ولباباوات الكنيسة أن يحلّوا فى الأرض ما يصبح محلولاً فى السماء ، وأن يربطوا على الأرض ما يصير مربوطاً فى السماء . وبهذا سُميت الكنيسة الكاثوليكية (أى الجامعة) ، ومن ثم فهى بهذه المثابة ، تنكر الكنائس الأخرى وتصر على أنها وحدها صاحبة الشأن فى تحديد ماهية الإيمان وعناصره ، وأن تُحرم من ترى من حق الإيمان ، وهذا الحرمان يُسمى (Excommunication) . وذلك الأمر الذى تستقر عليه معتقدات الكنيسة الكاثوليكية أفصح عنه بابا الكنيسة الكاثوليكية الحالى بندكت الثانى عشر ، حيث صرح بإنكار الكنيسة الأرثوذكسية (Orthozox وهى لفظ يونانى يعنى "المستقيمة") وقال عن البروتستانت إنهم جماعات دينية (أى دون كنيسة) .

وهذا الإتجاه من الكنيسة الكاثوليكية يكرس مفهوم الديانة المنظمة (Organized Religion) ويلتفت عن نص مماثل قاله المسيح لأتباعه (الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً فى السماء . وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً فى السماء) انجيل متى 18 : 18 ، وهو ما يقرر القاعدة العامة فى الدين ، بأن كل مؤمن هو المعبد وهو الراعى وهو الداعى ، فلا يقول ولا يفعل إلا الصدق (لأنه صدّيق) وما يحله على الأرض يكون محلولاً فى السماء ، وما يربطه فى الأرض يكون مربوطاً فى السماء . فما دام هو الحق والصدق والإستقامة فقد صار بنفسه وبذاته – ودون أى واسطة – قانون الله فى السماء وفى الأرض .

كانت الديانة المصرية القويمة تستديم منذ عشرة آلاف عام قبل ميلاد المسيح على عناصر خمسة هى الأساس فى المعتقد ، وما عداها فهو فروع .

(أ) أوزير هو تشخيص لكلمة الله وتجسيد لروح الله ؛ وأن له طبيعتين فهو إله كامل كما أنه على الأرض إنسان كامل .
(ب) قانون الله فى السماء والأرض ، فى كل أوان وكل مكان ، هو الحق والعدل والإستقامة والنظام ، الذى يُرمز له بماعت سيدة (أو ربة) القانون ، وهى قرين أوزير (Consort) ، وفى تعبير أدق صورة منه ووظيفة له .
(ج) يكون الخلاص من ذات الإنسان الدنيا ، التى تكونت بالأخلاط وتشكلت بالأغلاط ، بالمعرفة المقدسة حتى تسكن فيها منازع الشر وتسكت فيها مدافع العدوان ، فيمكنها الإفلات من دورة المقادير التى تقبض على مناشط الإنسان وتكبل قواه ، حتى تخلُص نفسه ويهدأ كيانه ، فيشرق فيه قانون الله ، ويكون من ثم هو القانون والطريق ، دون أية مساعدة من خارجه ، وبغير أدنى معاونة أو وصاية من ديانة منظمة أو كهانة مرتّبة .
(د) وفى عصر الدولة الحديثة ، قبل ظهور المسيحية بأكثر من ألف عام ، كان الفهم المصرى القديم قد إستقر على أن أوزير هو "كلمة الله" وروح الله ، وملك الملوك ، وأمير السلام ، ورب الأرباب (الذى تعبر عنه التوراة بقولها إله الآلهة) ، وسيد السادة ، وأمير الأمراء ، حاكم العالم ، الجميل فى عدة أشكال وبطرائق مختلفة ، بِكْر المادة التى لم تكن قد تشكلت بعد ، واهب الحياة منذ البداية ، إله إبن إله .
(هـ) أن ما فى السماء يتعين أن يكون على الأرض (As above as below) .

ولعل المسيحية الأرثوذكسية قد إنتشرت فى مصر وازدهرت بين المصريين ، لأنها كانت هى بذاتها عقيدتهم الكونية القويمة ، فبدلوا إسم المسيح بأوزير وإسم مريم بإيزيس . ورأوا أن التغيير تجديد لعقيدتهم ليس إلا ، بلا تبديل لها أو تغيير فيها ، ومن ثم كان إسم الكنيسة هو الأرثوذكسية أى المستقيمة.

ولما دخل إلى مصر بعض المسيحيين من غير المصريين (يغلب أنهم من الكاثوليك) صدمهم أن يكون فهم المصريين لطبيعة أوزير مطابقاً للاهوت المسيحى ، الذى كان قد نُقل عن مصر ، فأنكروه وادعوا أن ما يُقال عن أوزير هو من وحى الشيطان سبق به ظهور المسيح فنقله إلى المصريين . ولم ينتبه هذا الإدعاء إلى أنه يُعطى الشيطان قوة وقدرة أكبر وأسبق من قوة الإله وقدرته ، إذ استطاع أن يصل إلى اللاهوت المسيحى عشرة آلاف عام من قبل أن يولد المسيح ، أو يكون ذلك اللاهوت . فى تلك الفترة تشكلت صيغة تقوم على ضرورة وجود إمبراطور واحد (هو إمبراطور روما) وبابا واحد (هو بابا الكنيسة الكاثوليكية) فاستغلت الكنيسة الكاثولوكية الكتائب الرومانية وحاربت الأقباط المصريين عامة ، ومن كانوا يتّبعون ما سُمى أناجيل المعرفة خاصة ، خلال حكم الإمبراطور الرومانى تيدوسيوس عام 479م . وبقوة الكتائب أُحرقت وتبددت أناجيل المعرفة – التى هى إمتداد وتأكيد للعقيدة المصرية القويمة – وفُرضت على الكنيسة الأرثوذكسية وعلى القبط المصريين الأناجيل الأربعة التى كانت قد إعتمدتها الكنيسة الكاثوليكية ، وأُعدمت أناجيل المعرفة وأُعدم كل من يحوز إنجيلاً منها .

واستقرت المسيحية نتيجة لذلك ، على أن الخلاص يكون بالإيمان الذى تُحدد كل كنيسة عناصره ، والتى تصر الكنيسة الكاثوليكية على أنها وحدها صاحبة الشأن فى تحديده وتطبيقه ومراقبة أشخاص المؤمنين وأعمالهم ، ولو كان ذلك من خلال محاكم التفتيش (Inquisitive Councils) .
من بين عشرات (وربما مئات) الأناجيل التى كتبها كثيرون حسبما تراءى لكل مما سمع ، ، إختارت الكنيسة الكاثوليكية على ما أنف أربعة أناجيل (بشارات) هى أناجيل متى ومرقس ولوقا ، ويطلق عليها تعبير أناجيل المقابلة (Synoptical) لأنها تتضمن بيانا ، يكاد يكون متشابهاً أو متقابلاً عن حياة المسيح خلال تبشيره برسالته . أما الرابع فهو إنجيل يوحنا ويسمى إنجيل العقيدة ، لأنه تضمن ما أصبح أساس اللاهوت المسيحى . ففى بدايته بيان عن الخلق بالكلمة (وهو مفهوم مصرى نشأ فى مدينة منف) ، وفى الإصحاحين الرابع عشر والخامس عشر كلام للسيد المسيح بأنه فى الله وأن التلاميذ (والمؤمنين) فيه ، وهو مبدأ الكل فى واحد ، المبدأ المصرى الصميم .

كذلك فقد فرضت الكنيسة الكاثوليكية ، بقوة سلاح الكتائب الرومانية ، أن يمتنع المصريين عن كتابة لغتهم بحروف هيروغليفية أو هيراطيقية أو ديماطيقية (وهما صيغتان مبسطتان للكتابة الهيروغليفية) وألزمتهم التحول إلى كتابة لغتهم المصرية بحروف يونانية ، كى تنقطع صلتهم بتراثهم المصرى القديم والقويم والمستقيم ، فيصبحوا عاجزين عن قراءة ما كُتب على المعابد والحيطان ، وما سُجل فى الأوراق واللفائف ، فيختفى الفكر المصرى تماماً (والذى يلوح أن الكنيسة المصرية القبطية كانت تركن إليه وتستند عليه) .

وقد عبر أهم فلاسفة المسيحية الكاثوليكية (القديس) أوغسطين (353 – 430م) عن العقيدة المستقيمة ، مُلمحاً إلى العقيدة المصرية التى كانت قد بدأت تشيع فى ترجمات لصحف إدريس (أوزير) فقال : إن ما سُمى بالعقيدة المسيحية وُجدت مع الأقدمين ولم تكن غير موجودة أبداً ، منذ بداية البشرية حتى جاء المسيح فى الجسد . حينذاك بدأت العقيدة الحقة التى توجد منذ البداية تُسمى المسيحية .

وقد فات على آباء المسيحية فى الكنيسة الأرثوذكسية (المستقيمة) أن اعترافهم بالأناجيل الأربعة التى اختارتها الكنيسة الكاثوليكية ، واعتبار ما عداها ممنوعاً (Apocrypha) ، ورضائها بتغيير حروف الكتابة من المصرية إلى اليونانية ، هذا وذاك ، قد قطعاها عن تراثها الأصلى الذى كانت تعد نفسها بمقتضاه مستقيمة ، وتتحول روح مصر وعقلها ، وتُسلم بما ورد فى إنجيل متى من أن آباء الكنيسة الكاثوليكية هم خلفاء بطرس ، وبالتالى خلفاء للسيد المسيح ، وأن لا كنيسة أخرى تحوز هذا الحق ، ومن ثم لا تكون كنيسة وإنما هى تركيب تنظيمى وترتيب كهنوتى ، يتبعها فلا يكون مستقلا متوحدا فى الحقيقة والواقع .

وانحصر الخلاف بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية فى أن الأولى تؤمن بطبيعتين للسيد المسيح ، إحداهما إلهية والأخرى بشرية ، وهو صميم الإعتقاد المصرى عن أوزير بوصفه كلمة الله وروح الله . أما الكنيسة الأرثوذكسية ، فلكى تتوقى هذا التوافق الصارخ بين المسيحية والمصرية القويمة فقد غيرت الإعتقاد لتقرر أن للمسيح طبيعة واحدة ، فهو إله كامل وإنسان كامل ، لكن له مشيئتين (لأن المسيح كان قد قال قبل واقعة الصلب : يا أبتاه لوعبرت عنى هذه الكأس ، لكنها مشيئتك وليست مشيئتى) .

بعد أن فرغت الكنيسة الكاثوليكية من مصر ، كنيسة مستقيمة وعقيدة قويمة وكتابة فصيحة مبينة ، إتجهت صوب أوروبا حيث كانت صحف إدريس (The Hermatica) التى دُونت فى عصر بطليموس الأول 323 – 283 قبل ميلاد المسيح ، فى حروف ثلاثة : اللاتينية واليونانية والمصرية ، كانت هذه الصحف قد انتشرت وصار لها مشايعيين ومريدين ، يتزايدون ويتكاثرون – أنشطهم برونو (جيوردانو) . فرصدت الكنيسة الكاثوليكية مبلغا ماليا طائلا لمن يقبض عليه ، وقد تم القبض عليه فعلا وأُحرق فى ميدان الزهور 1600م .

وكان من هؤلاء الدعاة الثائرون روشلان أب الإصلاح الدينى ومعلم مارتن لوثر مؤسس الإحتجاجية (Protestant) والتى بفضل الروح المصرية صارت تحتوى على أفكار تحريرية فى الأمور الدنيوية والدينية ، وفى السماح للفرد بحرية التفكير والتقدير والعمل والحكم على الأمور .

وبعد سقوط القسطنطينية فى يد العثمانيين عام 1453 هجر المدينة كل علمائها والمستنيرين فيها ، وذهب عدد منهم إلى إيطاليا فكانوا بداية لعصر النهضة فيها (Renaissance) . وإذ كان بعضهم قد استقر فى فلورنسا (بإيطاليا) وكانوا – كما كانت الكنيسة الكاثوليكية – يدركون أنهم يعملون وفق تعاليم الحضارة المصرية ، فقد قوضت الكاثوليكية جمهورية فلورنسا عام 1792 بمساعدة من ملك فرنسا .

وحدث قبل ذلك أن نَفَذَت إلى البابوية الكاثوليكية أسرة بورجيا الإيطالية الأسبانية ، فكان من البابوات كاليكتوس الثالث واسكندر السادس وسان فرنسيس بورجية ، كما عُين كاردينالا تشيزارمى بورجيا (1476 – 1507تقريبا) فاتبع إجراءات سياسية وإجرامية متدنية ، واشتهر برذائله المفضوحة ، وعدم مبالاته بأى قيم خلقية . وبينما دعا هذا الفساد إلى التمهيد إلى ثورة دينية (فى أوروبا الغربية ، فى القرن 16) فإنه دعا آخرين إلى التعلق بالتراث الهرمسى ، من خلال النصوص المصرية المتاحة ومنها (Corpus Hermetic) أى المجموعة الكاملة للفكر الهرمسى ؛ وكان ذلك فى نهاية القرن الخامس عشر قاده شخص اسمه مارسيليو فيكونو ، فبدأت حكمة هرمس مثلث العظمة (Hermes Transmigus) تتجلى بوضوح ودقة عام 1614 .

وفى جو الدراسات الدينية الحرة ساد إعتقاداً بأن اليهود أُخرجوا من مصر غصباً ولم يخرجوا منها طوعاً . كما كان التقدير السائد أن موسى أنشأ لليهود ديانة مخالفة لكل الأعراف القائمة والتقاليد المرعية ، ويُعبر عن ذلك باللاتينية فيقال (Novas Cantrarisque Ceteris Mortali bus Indidit) .ذلك أنها ديانة أساسها أن المعبد هو الهيكل وليس قلب الإنسان ، كما أنها تقوم على الشعائر والتطهير ، وعلى حق الفرد المخطىء فى أن يمحو خطأه بتقدمة أو بشعيرة أو بدعاء أو بنذر أو يحملها عنه الكاهن ، ويكون كل محرّم على الإسرائيليين – حلالا – للكاهن ، وفى كل ذلك يكون التدين على الظاهر لا الباطن ، وبالمظاهر لا السرائر ، وبالذبائح لا بالقلوب ولا النوايا .

وبدا واضحاً مستقراً من الدراسات والمقارنات فى ذلك العهد أن مصر هى مصدر كل المؤسسات الموسوية (اليهودية) ، وأن القانون فى الفهم المصرى يعتبر قناعاً (باللاتينية Velum وغطاء Invalucrum وصَدَفة Cortey ) لينقل معانى مُقنّعة أو مغطاة أو مكنونة .
والمعانى الخفية للقانون – فى الفهم المصرى – قد تكون :

(أ) صورة لأشياء سماوية (Images rerun Coelestiun) .
(ب) عدة أسرار فلسفية (Arana queadum philosiphica) .
(ج) صور لأسرار تبشيرية (Mestericana evange licorum simulacra) .
(د) أسرار معنوية خالصة (Arcana queadam ethica) .
(هـ) أسرار تاريخية مخفاة تحت الشعائر الدينية (Mysteria quadam historica in rituum) .

لابد أن يكون إتجاه الكنيسة الكاثوليكية ، وما فعلته وتفعله ، مرفوضاً من كثيرين ، كان منهم – بلا شك – المحافل الماسونية وتنظيم المستنيرين ، فاستهدفوا تقويض الكاثوليكية ، لا المسيحية الأصلية التى تتوافق مع معتقدهم مصرى المنشأ والتكوين . وكانوا لذلك يجلّون السيد المسيح بإعتباره تشخيصا فى عصره للكلمة وتجسيدا فيه للروح ، وبالنظر إلى تعاليمه الصحيحة التى وردت فى أناجيل المعرفة .وإذا صح أن تنظيم المستنيرين – الذى قد صار سريا بعد حلّه فى بافاريا – والمحفل الماسونى الفرنسى – الذى كان بطبيعته وظروف الماسونيين سريا كذلك ؛ إذا صح أنهم ساعدوا فى إندلاع الثورة الفرنسية 1789 ، فيلوح أنهم كانوا من دوافع الحملة الفرنسية على مصر (1897) ، لأن هذه الحملة – لم تكن حملة عسكرية فحسب ، لكنها ضمت إلى الجنود علماء لتكون بعثة علمية تعمل على إستكشاف مصر ، وفك شفرة لغتها المصرية .

وفيما يتصل بهذه الدراسة فقد إنتهت الحملة الفرنسية إلى ثلاثة أمور مهمة :-
(أولاً) فك شفرة اللغة المصرية والكتابة الهيروغليفية ، حيث قام بذلك الفرنسى شمبليون (1790 – 1832) . وبهذا نطقت الحيطان وصرخت الأوراق ، وعرف الناس حقيقة الفكر المصرى القديم ؛ ونشأ علم المصريات (Egyptology) على أسس سليمة ، يتساند فيها إلى نصوص مكتوبة ويتراكن فيها إلى وثائق مدونة .

(ثانياً) رفع الأتربة التى كانت تُغطى منحوت أبى الهول ، وكان قد اختفى تحت أكوام من الأتربة والرمال ، مما يقطع بأنه كان لدى علماء الحملة بيان عن حقيقة وضع هضبة الأهرام ، وأنها سُرّة الأرض التى تتصل منها بالسماء . فأبو الهول يماثل فى الشكل كوكبة بعيدة وخافتة الضوء فى السماء ؛ أما الأهرام الثلاثة فهى تماثل فى الوضع والمسافات والأبعاد ثلاثة نجوم توجد على الحزام الأوسط لكوكبة الجبار (Orion Constellation) مما يفيد بطريق اللزوم العقلى ويقطع بأسباب المنطق الفهمى ، بأن ثمت صلة بين كوكبة الجبار ومصر ، وقيام تشابه بين أهرام الجيزة الثلاثة والنجوم المشار إليها ، يربط السماء بالأرض . وهو ما لم يثبت لأى بناء أخر .

(ثالثاً) نقل قبة معبد دندرة إلى باريس ، ولما وُضعت القبة على عربة جابت أنحاء باريس إنبهر المشاهدون من دقة رسم القبة السماوية ، وقال علماء الفلك (Astronomy) إن هذا الرسم لا يحدث إلا من حضارة فلكية ، لها دراية عميقة بأرجاء وأبعاد عناصر الفلك ، مدة لا تقل عن عشرة آلاف عام من تاريخ الرسم . ومن هذا الوقت حدث ما يسمى بالولع المصرى (Egyptian mania) بين الفرنسيين وغيرهم من شعوب أوروبا .

وكما لو أن الأمور تحدث بقضاء ، كيما تُعد ساحة الكون ومسرح العالم للعودة الجديدة لكلمة الله المجسدة وروح الله المشخصة ، فى رجعة لها إلى الأرض – كما قالت من قبل – حتى ترشد الإنسانية إلى الحقيقة الإلهية والعقيدة الكونية ، فقد عثر راع بسفوح الجبل عند نجع حمادى بمحافظة قنا ، عام 1945 على مجموعة لفائف تبين من فحوص جامعة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا لها أنها أناجيل من أناجيل المعرفة ، كانت قد أُخفيت فى جرة ودفنت فى الرمال السافية ، حتى توجد عندما يحين الحين . وقد تُرجمت هذه الأناجيل وصدرت فى كتاب إسمه (Nag Hammadi Library) .وبذلك كله تتأكد روح مصر ويبين حقيق فكرها ؛ وبهذا إنكشف غطاء المعرفة المقدسة ، الخافية فى الصدور والثابتة على الألواح من المعانى والرموز الموجودة على الدولار الأمريكى ؛ فيصل حضارة مصر القديمة بالحضارة الأمريكية المعاصرة


الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الثاني
الجزء الاول
الجزء الخامس

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية