السبت، يوليو 14، 2012

الانتفاضة السورية لماذا والى أين؟لقاء حواري مع الدكتور خالد الناصر أمين عام التيار الشعبي الحر.

الانتفاضة السورية لماذا والى أين؟

                                                                                            

لقاء حواري مع الدكتور خالد الناصر أمين عام التيار الشعبي الحر. 
حاوره: راني البيك

دكتور خالد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ويسعدنا اللقاء معك ولا سيما في هذا الوقت العصيب الذي تمر به سوريا الأبية.

1:   
نعرف تماما ماضيك المشرف والمشرق في الكفاح من أجل الحرية والديمقراطيه، هلا حدثتنا باقتضاب عن هذه المرحلة؟

ج 1 : بدأت مبكراً في العمل السياسي منذ أن كنت طالباً في بداية المرحلة الثانوية حيث انتميت للتنظيمات الوحدوية المناهضة لانفصال سورية عن مصر وكنت من القيادات الطلابية في الاتحاد الاشتراكي وفي نهاية الستينات من القرن الماضي كنت من العناصر الأولى التي أسست فرع الطليعة العربية في سورية وهو التنظيم القومي السري الذي أنشأه عبد الناصر من أجل تحقيق مشروع الثورة العربية لتوحيد الأمة وفي عام 1973 انتخبت عضواً في القيادة القومية للطليعة ، كما ساهمت في إنشاء رابطة الطلبة العرب الوحدويين الناصريين وهي تنظيم طلابي على امتداد المهجر الأوربي والأمريكي وكان له دور بارز في النضال القومي وكنت ضمن قيادته لما ذهبت إلى ألمانيا من أجل الاختصاص ، وعندما عدت إلى سورية عام 1985 انتخبت أميناً عاماً للتنظيم الشعبي الناصري وهو الصورة العلنية للطليعة العربية في سورية ، ثم ساهمت عام 2003 في توحيده مع حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي وتخليت عن أي منصب قيادي ، بعد ذلك ساهمت في تأسيس المؤتمر الناصري العام وهو هيئة تضم كل الأحزاب والشخصيات الناصرية في الوطن العربي ومقره القاهرة وانتخبت رئيساً له لمدة أربع دورات متتالية حتى تموز 2011 حيث تفرغت للعمل في خدمة الثورة المباركة في سورية .

2: 
النظام السوري الذي يدعي القوميه والممانعة كيف كان تعامله مع الناصريين ونعلم أن لك تجربة شخصية مع هذا النظام?.

ج 2 : من المعلوم تاريخياً الدور السلبي لحزب البعث أثناء دولة الوحدة وكيف أيد الانفصال في بداية الأمر ثم تنصل من ذلك والتحق بالجهود التي كانت القوى الوحدوية تبذلها للإطاحة بالانفصال ثم استبق تلك المحاولات بانقلاب استباقي في 8 آذار 1963 ودخل في مباحثات الوحدة الثلاثية بين مصر وسورية والعراق تحت ضغط المشاعر الوحدوية الجارفة في سورية ولكنه في نفس الوقت قام بتصفية الضباط الوحدويين في الجيش وأقصى التنظيمات والشخصيات الوحدوية وبعد ذلك دخل في سلسلة تصفيات في صفوفه انتهت بانقلاب حافظ الأسد على رفاقه 1970 مستدرجاً حزب الاتحاد الاشتراكي صاحب الشعبية الأكبر وقتها في سوريا ليقدم له التغطية السياسية تحت وعود الشراكة الكاملة ثم نكث بوعوده حين سن عام 1973 دستوره الشهير الذي ينص على قيادة حزب البعث للدولة والمجتمع . أما عن حكاية دعم امقاومة والممانعة فكلها كانت شعارات يتلطى خلفها ويلعب بقوى المقاومة وغيرها من حركات قومية منخدعة به كأوراق يستخدمها في صفقاته مع القوى العظمى ؛ فرأيناه يبطش بالمقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية حين كانت قاب قوسين من سيطرتها على لبنان عام 1976 فدخل إلى جانب الكتائب والقوى الانعزالية حين حاصر مخيم تل الزعتر وارتكب ما ارتكب ، ومثال آخر على زيف ادعاءات ممانعته حين اشترك في التحالف الثلاثيني بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية الذي شن الحرب على العراق عام 1990 . أما عن موقفه من القوى الناصرية فيكفي مثالاً اعتقاله المئات من كوادر التنظيم الشعبي الناصري في أيلول 1986 وكنت آخر من خرج من سجنه في نهاية عام 1994 . ولقد شملت سجونه كل القوى السياسية السورية من الشيوعيين إلى الإخوان المسلمين مروراً بالناصريين وحتى البعثيين !.


3:  
بشار الأسد كان يصر بان " سوريا الأسد" محصنة. لماذا وصل الربيع العربي إلى سوريا?.

ج 3 : كل ديكتاتور يظن نفسه محصناً ويظن نفسه لن يذوق الكأس التي ذاقها من سبقه ؛ هكذا قال مبارك وصالح قبله . هو كان يظن أن ادعاءات المقاومة والممانعة وأن سورية هي قلعة العروبة الأخيرة منطلية على الشعب ، بل هو كان لا يقيم للشعب حساباً لأنه كان يظن أن جذوة الانتفاض على الظلم والعسف والفساد قد أخمدتها مجازر ثمانينات القرن الماضي وكذلك ثقته بأن شبكة الأجهزة الأمنية المتغولة وإرهابها الشديد للمجتمع كفيلة بوأد أي تحرك شعبي حتى قبل أن يبدأ . ولكنه نسي أن الشعب في سورية جزء من هذه الأمة ولابد أن تدب في عروقه الصحوة التي أطلقت شرارتها ثورة تونس ثم مصر ثم تحرك الشعب العربي من المحيط إلى الخليج ، كما نسي أن شعب سورية طليعة شعوب هذه الأمة عبر تاريخها الحديث في طلب الحرية والانتفاض على الظلم .

4: 
منذ بداية إنتفاضة الشعب السوري ضد قمع النظام وانتم مشاركون مع الشعب في انتفاضته ما مدى التعاون بينكم وبين شباب الحراك في الداخل؟

ج 4 : مشاركتي في الثورة بدأت حتى قبل اندلاعها حينما كنا نعقد الجلسات الأسبوعية بعد اندلاع الثورات العربية لنناقش أنسب توقيت لاندلاع الثورة وأنجعه وأقله تكلفة لعلمنا بشراسة هذا النظام وإجرامه ، وكنت على تواصل وتحاور مع إخوتنا في الداخل ضمن هذا السياق ، ولذلك كان من الطبيعي أن أكون من اللحظة الأولى في قلب هذه الثورة وفي خدمتها . وفي تموز 2011 عند انعقاد دورة المؤتمر الناصري العام الذي كنت لا أزال رئيساً له تخليت عن كل مسؤولية فيه وتفرغت لنصرة الثورة ونزلت إلى سوريا في ذات الشهر والتقيت بشكل سري مع قادة الحراك في ريف دمشق ثم مع قادته في حلب وكذلك مع أبرز قياداته في حمص ، وعدت بعد ذلك إلى مقر إقامتي في الخليج لأشكل هيئة دعم الثورة السورية في الخليج العربي التي تحولت إلى هيئة التنسيق الوطنية في الخليج والوطن العربي .

5: 
دكتور خالد كنت عضواً فاعلاً في هيئة التنثيق الوطني لماذا انسحبت منها؟ أهو خلاف في طريقة التعاطي الهيئة مع النظام أم في التفاصيل؟

ج 5 : لم يكن انسحابي خلافاً شخصياً ولا خلافاً على التفاصيل وإنما خلافاً في الموقف من الثورة حيث كانت القوى المسيطرة على هيئة التنسيق تنظر إليها على أنها احتجاجات شعبية وفي أحسن الأحوال انتفاضة تستطيع الاستفادة منها في معارضتها التقليدية مع النظام ، ولم يكن لديها الاعتقاد الجازم بانتصارها لذلك كانت تراهن على ضعف النظام وتغير مواقف حلفائه مثل روسيا والصين وحتى ايران وبالتالي اضطرار النظام إلى تقديم تنازلات يمكنها من مشاركته في التغيير الديموقراطي المتدرج كما كانوا يقولون قبل الثورة بينما كنت أنا مؤمناً بها منذ اللحظة الأولى ومؤمناً بانتصارها الحتمي ، وهو موقف بديهي إذ أنها تأتي تأكيداً لصحة المواقف والتضحيات التي وقفتها في مواجهة هذا النظام الفاسد من قبل .

6: 
أخي العزيز حدثنا قليلا عن التيار الشعبي الحر؟ لماذا انشئ مع كثرة الكيانات المعارضة؟

ج 6 : التيار الشعبي الحر قام ليسد ثغرة موضوعية تمثلت في غياب التمثيل الحقيقي للتيار العروبي الوحدوي ضمن قوى الثورة ولتصحيح التشويه الذي حصل لمواقفه في الداخل من خلال مواقف هيئة التنسيق الملتبسة وادعاءات النظام بأنه ينتمي للخط القومي العربي وكذلك في الخارج من خلال مواقف بعض القوى القومية واليسارية في الساحات العربية التي تؤيد النظام من منطلق ارتباطاتها المصلحية أو انخداعاً بادعاءاته كما أسلفت سابقاً . والتيار الشعبي الحر ليس مقصوراً على الناصريين وإنما يضم كل أطياف التيار العروبي من اسلاميين ويساريين وأيضاً بعثيين مؤمنين بهذه الثورة .

7:
هل هناك تعاون بين التيار وباقي المعارضة؟

ج 7 : ليس لدى التيار أي تحفظ في الحوار والتعاون والتنسيق مع باقي قوى المعارضة مادامت ملتزمة بخط الثورة وتعمل لإسقاط النظام الأسدي ، ولقد تجلى هذا في مشاركتنا الفعالة في مؤتمر اسطنبول التحضيري وفي اللجنة التي شكلها للإعداد لمؤتمر المعارضة الذي انعقد مؤخراً في القاهرة ثم في المؤتمر ذاته وما بعده . ونحن الآن نجري حواراً جاداً مع المجلس الوطني السوري حول إعادة هيكلته بشكل يجعله مظلة حقيقية للثورة وليأخذ التيار العروبي موقعه اللائق ضمنه باعتباره أحد التيارات الأساسية في سورية .

8: 
يقوم البعض بتصوير المعارضة على أنها تريد التدخل الخارجي في سوريا ويغفلون أن روسيا وايران هم الدولتان اللتان تتدخلان في سوريا حاليا بامداد النظام بالسلاح والمعونات اللوجستية. ومع أن للشعب السوري ألحق أن يدافع عن نفسه، ما هو موقفقكم من التدخل الخارجي؟.

ج 8 : كما تفضلت فإن النظام هو الذي استدعى التدخل الخارجي ، وايران وروسياً تتدخلان عسكرياً وبشكل مباشر من خلال إمداد النظام بالسلاح والمال والخبرات وكذلك بالتغطية السياسية الدولية وشل أي إجراء دولي فعال ضده كما رأينا من خلال الفيتو وغيره . نحن بالطبع ضد التدخل العسكري الخارجي الذي يؤدي إلى الاحتلال وفقدان السيادة ، ولكننا مع كل جهد دولي يحقق حماية المدنيين من القتل والتنكيل الذي يمارسه النظام عبر آلة البطش الجبارة التي سلطها على الشعب الثائر ، ونحن مع كل الإجراءات الدولية الفعالة التي تساعد الثورة في تحقيق هدفها في التخلص من هذا النظام المجرم .

9: 
أنتم كمعارضة فاعلة على الأرض ماذا تقولون للاقليات في سوريا لسحب هذه الذريعة التي يستعملها النظام؟

ج 9 : النظام هو الذي يتخذ من الأقليات ولا سيما الطائفة العلوية رهينة من أجل دوام بقائه ، ويزجها في مواجهة بقية الشعب السوري موهماً إياها بأن دوام بقائها مرهون ببقائه ، وبالطبع فإن هذا ضد مصلحة هذه الطوائف وهي قد نالها من عسف النظام مثل ما نال غيرها من بقية مكونات الشعب السوري . إن الثورة المباركة رفعت شعار الوحدة الوطنية من اللحظة الأولى حين هتف المتظاهرون : ( الشعب السوري واحد ) ، وفي العهد الوطني الذي أقره مؤتمر القاهرة الأخير الذي ضم كل أطياف المعارضة ينص على نظام وطني مدني يتمتع فيه المواطن السوري بكل الحقوق بغض النظر عن دينه أو مذهبه أو اعتقاده أو انتمائه القومي أو لونه أو جنسه . ونحن في التيار الشعبي الحر متمسكون أشد التمسك بهذه القيم وتضم صفوفنا أفراداً من كل مكونات المجتمع .

10: 
هل أوضحت لنا تصور التيار الشعبي الحر عما سيكون النظام السوري الجديد بعد سقوط نظام الأسد؟

ج 10 : سوريا الجديدة التي نتطلع إليها تقوم على نظام ديموقراطي برلماني تعددي يكفل الحريات العامة ويتمتع فيه كل أفراد الشعب بالمواطنة الكاملة وكل حقوق الإنسان وحرية التعبير والعمل السياسي بغض النظر عن لونه وجنسه وعرقه واعتقاده ، كما تكون فيه سوريا حرة مستقلة وتؤدي دورها القومي في نصرة القضايا العربية والتحرر العربي والسعي نحو وحدة الأمة العربية .


11: 
دكتور خالد ما هو النداء الذي تريد أن توجهه إلى شعبنا في سوريا؟

ج 11 : هو نداء اعتزاز وإكبار بهذا الصمود الأسطوري والمعجزة التي حققها وكذلك بإصراره الذي لا يلين على انتزاع حريته من قبضة نظام فريد في شراسته وإجرامه وانعدام القيم الإنسانية . إننا إذ نحيي شعبنا البطل نؤكد على أن النصر آت لا ريب فيه لأن إرادة الشعوب من إرادة رب العالمين وشعبنا قد عقد العزم على نيل حريته بعزمه وتضحياته بالدرجة الأولى شاء من شاء أو أبى من أبى .
دكتور خالد لقد استمتعنا بلقائك وشكرا لاجابتك على الاسئلة مع علمنا المسبق بان وقتك ضيق.
إلى لقاء ثان قريب أن شاء الله في ربوع الوطن

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية