الأحد، يوليو 29، 2012

مستقبل سورية: دولة علوية بدعم إيران وروسيا وإقليم كردي مستقل

يعيد توني كارن من صحيفة «تايم» إلى الأذهان ما يتردد من اخبار عن حملة تطهير اثني خلال الهجمات على الأحياء السنية في دمشق وحلب وحمص في سورية بهدف السيطرة على أراضي الدويلات العلوية.
وكتبت صحيفة «تليغراف» أن القيادة الكردية في سورية أصبحت «جزءا من الخطط التي ترمي إلى إنشاء منطقة كردية تخضع لحماية جيشها الخاص على طول حدود كردستان العراقية، ويشجع الزعيم الكردي العراقي مسعود برزاني على حصول تطور مماثل».

وفي الوقت ذاته، يرى راجح الخوري أنه آن أوان القول الآن ان «تقسيم سورية مطلب الجميع». ويلخص خوري المستقبل السوري، «فإما الانغماس في حرب اهلية طويلة تجعل سورية ساحة معركة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية، وإما تنظيم الخلافات الاقليمية والدولية حول مستقبل سورية على قاعدة حصول الجميع على جائزة ترضية من الجغرافيا الجديدة التي قد تنشأ من التقسيم».

ويعتقد محمد آل الشيخ أن العميد مناف طلاس هو «أفضل الحلول لخلافة الأسد»، ضمان مرحلة انتقالية دون مخاطر لتجنب تقسيم سورية أو اشتعال آتون حرب طائفية. وربما عده آل الشيخ «أفضل الحلول السيئة»، الا ان أن الخيارات المتاحة تظل محدودة، وكلها ـ أيضا ـ قد تؤدي بسورية إلى الكارثة.

ويصف الشيخ المشهد السوري الحالي الذي يكتنف الثورة السورية فيقول ان «الثورة بلا قيادة وليس لها رأس، والمعارضة الداخلية أو الخارجية، المسلحة وغير المسلحة، لا تخضع لقيادة موحدة».

وتضم المعارضة السورية قيادات متعددة، ذات توجهات متباينة ومختلفة ومتصارعة أيضا، تجمعهم فقط مناوأتهم للنظام الحالي، وما دون ذلك يختلفون اختلافات جذرية في التوجهات وفي الأجندات، بل وفي كل شيء غير إسقاط الأسد. ويرجح آل الشيخ أن «سقوط الأسد الآن أصبح حتميا، والمسألة مسألة وقت، والمعارضة أخفقت في أن تتحد، وسقوطه دون إيجاد بديل يعني أن مؤسسات الدولة السورية ذات الأكثر من عشرين طائفة ومذهبا واثنية، مرشحة لأن تتفكك وتذوب، وتنزلق سورية إلى حرب أهلية طاحنة لن تبقي ولن تذر».

ويعتقد آل الشيخ في مقاله في جريدة «الجزيرة» السعودية أن طلاس يمكنه أن يحافظ على مؤسسات الدولة قائمة، وهو كذلك الوحيد الذي قد يكون حلا وسطا لجميع الأطراف للحفاظ على الدولة من الانهيار، لذلك فإنه الرجل المناسب ليخلف الأسد بعد رحيله.

وينبه آل الشيخ الى أن «كثيرين من أقطاب المعارضة سيشكلون حجر عثرة في تحقيق هذا الحل».

لكن آل الشيخ يرى أن «مناف هو بمثابة الحل الوحيد لأن تصطف المعارضة بجميع أطيافها خلفه لتحقيق الهدف الذي يجتمعون عليه وهو (تنحي الأسد)».

ويضع راجح خوري في مقاله في جريدة «النهار» اللبنانية جملة من الاحتمالات وفق تطورات الاوضاع في سورية:

٭ اولا: اذا كان النظام يعجز عن استعادة سيطرته على البلد وخسائره الى ازدياد، فلماذا لا يذهب الى دولته العلوية التي يؤكد سير المعارك في حمص وحلب وشريط القرى السنية عند السهل، حيث تبدأ جبال العلويين، أنها كانت في حساباته منذ البداية؟

٭ ثانيا: اذا كانت روسيا قد تيقنت من أن النظام لن يتمكن من الاحتفاظ بسيطرته، فلماذا لا تقبل بدولة علوية تبقي لها نفوذها ومواطئ اقدامها؟

٭ ثالثا: لماذا تخسر ايران 35 عاما من الجهود التي بذلتها للوصول الى شواطئ المتوسط عبر سورية، ولماذا تنخرط مع النظام الى النهاية في لعبة دموية خطرة وخاسرة، وما المانع من أن تدعمه لا بل أن تسيطر عليه اكثر في دولته العلوية؟

٭ رابعا: وماذا يضير الاميركيين من تقسيم سورية وقيام دولة علوية في مواجهة دولة سنية وربما ثالثة للدروز والاقليات ورابعة كردية منضبطة إرضاء لتركيا؟

٭ خامسا: هل هناك من سيكون اكثر سعادة من العدو الاسرائيلي الذي يضاعف الآن من حركة دفن فلسطين وقضيتها تحت ركام هذا الخواء العربي الطويل والمرعب سواء كان خواء انظمة الممانعة والصمود والتصدي المنهارة أو انظمة التسويات الواهمة واللاهية؟

"الأنباء"

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية