الأحد، يوليو 15، 2012

فاروق جويدة : الاعلام المصري منافق ويتم تمويله من غسيل الاموال

هاجم الشاعر والمفكر المصري فاروق جويده في مقال له نشره في جريدة الاهرام المصرية الاعلام المصري واتهمه بالنفاق و ( القبض ) من اموال اجنبية ( مغسولة ) ... وقال جويدة في مقاله الذي عنونه ب ( وأين كانت هذه الشجاعة ؟ ) ستون عاما والنخبة المصرية ترتع علي موائد السلطة ما بين الأموال والمناصب والمصالح والهبات ولأن للنخبة المصرية طقوسا خاصة في عبادة الفرد ولأنهم أحفاد الفراعنة فهم دائما كانوا في حالة إنتظار لبركات الفرعون وعطاياه وما بقي من فتات موائده‏

اضاف جويدة : كانت النخبة المصرية نموذجا صارخا لحاشية الفرعون إنهم جالسون تحت أقدامه يسبحون له ويطلبون الصفح والغفران.. لم ينتهي الفرعون من حياة المصريين ولديهم قدرة علي صناعته مرة أخري إذا غاب بعض الوقت.. وكانت النخبة المصرية دائما تتصدر المشهد وهي تعلم ان مصالحها مع صاحب الدكان وهو الفرعون الذي يمنح ويعطي ولذلك إبتعدت عن الشعب مكانا وروحا وجسدا لقد ضبطت ساعاتها علي إيقاع الفرعون وهي دائما رهن إشارته ولا تستطيع ان تفعل شيئا إلا من خلاله ولهذا ظهرت الشواهد التي تؤكد هذا السياق رغم اننا نعيش في ظل ثورة أبهرت العالم كله.. اتعجب أحيانا وانا أشاهد علي الشاشات رموز العهد البائد وهم يتحدثون عن الثورة التي قاموا بها وتحولوا امام الجماهير إلي زعماء.. ويجلس كل واحد منهم يحكي.. حين انطلقت وسط ميدان التحرير كنت احمل أكثر من جثة ودماء الشهداء تغطي وجهي.. وتكتشف ان هذا الثائر الذي يحكي لم ينزل ميدان التحرير مرة واحدة.. أو ان تشاهد أحد رجال الأعمال وهو يتحدث عن تاريخه الثوري في نهب الأراضي وبيع اصول الدولة وهي حق للشعب وبدلا من ان يدعي الثورة زورا وبهتانا لماذا لا يرد البلايين التي إغتصبها دون وجه حق من دولة الفساد والإفساد

وقال : أو ان تشاهد واحدا من كتبة النظام السابق وهو يتحدث عن مصداقية القلم وما عاناه في معارك النضال وجواز سفره يحمل مئات التأشيرات مسافرا مع رأس النظام أو جالسا تحت اقدام لص من لصوص المال العام أو ان تشاهد صورة ثائر من هذه النخبة وهو يتحدث عن الشهداء بينما تجد له صورا علي موائد كل الطغاه العرب مادحا ومنافقا وطالبا للهبات والأموال وتحاول ان تسأل نفسك أين كان هؤلاء جميعا قبل الثورة وكيف تملكتهم شجاعة التضليل لكي يقولوا إنهم ثوار ويحسبوا انفسهم علي الثورة وكل تاريخهم الأسود يؤكد مواقفهم التي باعوا الشعب فيها آلاف المرات وفي قلب المشهد تجد أشخاصا صنعتهم أجهزة الأمن وكانوا جواسيس علي الثوار الحقيقيين.. ولهذا تستطيع ان تفرق بين ثوار الميدان الحقيقيين وثوار الفضائيات الذين صنعهم الإعلام المصري بالكذب والتضليل.. ولعل هذا يصلح عنوان كتاب يكتبه أحد شباب الثورة الحقيقيين واقترح ان يكون عنوانه الثورة بين حقائق الثوار وتضليل الأدعياء.. هناك عشرات بل مئات الأسماء التي تاجرت بالثورة وجنت ثمارها وهي لم تكن يوما طرفا فيها ولا قبلها ولا بعدها

وقال : مازالت أجهزة الدولة تخفي مصادر تمويل الإعلام المصري رغم ان هناك من يؤكد انها غسيل اموال.. وكنا نتصور ان حكومة د. الجنزوري سوف تعلن الحقائق حول هذه القضية ولكنها سكتت.. وقبلها كنا نتصور ان الحقيقة لدي المجلس العسكري ولكنه لم يتكلم وحين جاء مجلس الشعب أعلن عدد من الأعضاء انهم سوف يتبنون هذه القضية وذهب المجلس وبقيت القضية.. ان الإعلام هو الأن أخطر سلاح في هذا الوطن إنه يحرك الفتن ويعلن الحروب ويهدم اركان كل شئ.. إنه الأن ينشر الأكاذيب والإشاعات ويخوض المعارك لحساب هذا وذاك وقبل ذلك كله كان الإعلام سببا رئيسيا في حالة الإنقسام التي أصابت الشارع المصري حتي وصل الأمر إلي خلافات سياسية بين الأباء والأبناء وبين الأزواج والزوجات حتي ان مواطنا طلق زوجته بسبب الإنتخابات الرئاسية والزوجة تتهمه بأنه من الفلول.. في كل أسرة في مصر الأن شخص إخواني أو ليبرالي أو فل فما هو مستقبل وطن يعيش بهذا التشرذم والإنقسام إن الإعلام المستأجر أخطر ما يواجه مصر الأن والأمر يتطلب الأن كشف مصادر تمويل الإعلام المصري بكل وسائله.
< لابد ان نفتح ابواب الحوار مع المصريين في الخارج وهم بالملايين وفيهم خبرات وقدرات وإمكانيات نادرة.. وهنا اقترح إقامة مؤتمر يضم نخبة مميزة من هذه القدرات لأن مصر أحوج ما تكون لهؤلاء الأن.. إن هذه القدرات والمواهب عاشت بعيدا عن امراض وخطايا المناخ الذي ساد مصر في السنوات الماضية ونحن في حاجة إلي هذا التجرد في طرح قضايانا ومناقشة مشاكلنا.. إن القوي السياسية في مصر الأن تحمل كل أمراض العهد البائد ونحن في حاجة إلي نفوس لم تتعرض لهذا المناخ الذي أفسد كل شئ واصاب مصر بحالة من التصحر الفكري والعقلي والوجداني ولا مانع ابدا من ان نلجأ في هذه المرحلة الحرجة إلي أبناءنا في الخارج والبحث عن وسيلة للتواصل معهم وطرح قضايانا ومشروعاتنا عليهم إن مصر في حاجة إلي دعمهم من حيث الخبرات والأفكار والأموال وإذا لم نجدهم الأن في هذه اللحظة التاريخية الصعبة فمتي نجدهم.. مطلوب جهة إدارية رفيعة تنظم عملية التواصل معهم بكل وسائل التكنولوجيا الحديثة ودعوة القادرين منهم لمناقشة هموم الوطن مع المسئولين فيه


0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية