الأحد، يوليو 15، 2012

كلينتون في مصر توزع الادوار: مرسي للرئاسة وطنطاوي لأمن المنطقة

بحثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عملية التحول الديمقراطي المضطربة في مصر مع رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة حيث يحاول الجيش الحفاظ على نفوذه بعد انتخاب الرئيس الجديد.

وجاء الاجتماع الذي استمر لمدة ساعة مع المشير حسين طنطاوي بعد يوم من اجتماع كلينتون مع الرئيس محمد مرسي الذي قلص الجيش سلطاته قبل ايام من توليه المنصب في اعقاب اول انتخابات رئاسية حرة بالبلاد.

ورد مرسي على تقليص الجيش لسلطاته بإصدار قرار بإعادة البرلمان الذي يهيمن عليه الإسلاميون والذي حله المجلس العسكري بعد صدور حكم قضائي ببطلانه مما عمق الازمة قبل ان يتاح حتى للرئيس الجديد الوقت لتشكيل حكومة.

وكانت نتيجة ذلك حالة من الاضطراب السياسي الحاد حيث تحاول مراكز القوى المختلفة ايجاد وسيلة للتوافق في بلد ما زال بدون دستور دائم أو برلمان أو حكومة بعد اكثر من عام من سقوط حسني مبارك.

ومرسي هو أول رئيس مصري من خارج الجيش منذ عام 1952. وقال المجلس الأعلى للقوات المسلحة مرات عديدة انه لا يرغب في البقاء في الحكم وسيقصر دوره على الحفاظ على الأمن القومي.

وتحقيق ذلك عمليا ستحدده العلاقة التي يحاول مرسي وحلفاؤه في جماعة الاخوان المسلمين اقامتها مع مؤسسة سياسية قديمة لا تزال تسيطر على جزء كبير من الحكومة.

وسيقرره ايضا دستور جديد يحدد صلاحيات مرسي. وتدور منذ شهور مشاحنات حول وثيقة الدستور الجديد الذي أعطى الجيش لنفسه فيها حق الاعتراض على المسودة النهائية.

وقالت كلينتون بعد اجتماع مع مرسي السبت ان اجتماعها مع طنطاوي سيشمل عودة الجيش إلى "دوره المحض في (حماية) الامن القومي" بالإضافة إلى قضية البرلمان.

ولم يحظ اجتماع كلينتون مع طنطاوي باهتمام اعلامي كبير مقارنة بلقائها مع مرسي وذلك وفقا للبروتوكول المتبع في مثل هذه الزيارات اذ ان طنطاوي لم يعد القائد الفعلي لمصر. وأبدت وزارة الخارجية الأميركية تحفظا شديدا بشان الموضوعات التي جرى بحثها خلال اللقاء.

وعملت الولايات المتحدة -التي تقدم لمصر 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية سنويا مما يجعلها واحدة من أكبر المانحين لمصر - جاهدة على عدم الانحياز إلى أي طرف في الازمة السياسية التي تشهدها مصر.

وقال مسؤول أميركي يرافق كلينتون انها تحدثت عن تحول سياسي في مصر في حين ابلغها طنطاوي بأن ما تحتاجه مصر بشدة في الوقت الراهن هو المساعدة في تجاوز مشكلاتها الاقتصادية.

وتواجه مصر خللا في ميزان المدفوعات وأزمة في الموازنة ما لم تحصل على مليارات الدولارات من المانحين لكن معظم المساعدات تأخرت بسبب المشاحنات السياسية.

وفي تعليق مقتضب بالبريد الالكتروني قال المسؤول الأميركي انهما بحثا ايضا قضايا امنية مثل الأمن في سيناء وعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.

وبعد اجتماعه مع كلينتون قال طنطاوي ان الجيش سيواصل دوره في "حماية" مصر لكنه قال ان الجيش يحترم الرئاسة.

وقال في تصريحات له خلال الاحتفال بمراسم تسليم وتسلم قيادة الجيش الثاني الميداني في الاسماعيلية إن "القوات المسلحة ومجلسها الاعلى تحترم كافة السلطات التشريعية والتنفيذية." واضاف "القوات المسلحة لن تسمح لأحد خاصة من المدفوعين من الخارج أن يثنيها عن دورها في حماية مصر وشعبها."

وتوترت العلاقات بين القاهرة وواشنطن هذا العام عندما داهمت الشرطة المصرية مكاتب عدد من منظمات المجتمع المدني التي تدعمها الولايات المتحدة للاشتباه في حصولها على تمويل من الخارج بشكل غير مشروع وإحالة عدة أمريكيين للمحاكمة نتيجة لذلك.

وانتهت الازمة عندما سمحت السلطات المصرية للمواطنين الأمريكيين وعمال اجانب اخرين بمغادرة البلاد.

وفي اول زيارة لها لمصر منذ تولي مرسي منصبه أقرت كلينتون على ما يبدو بوجود حدود على ما تستطيع واشنطن القيام به للتأثير على الاحداث في القاهرة وأكدت ان الأمر يعود للمصريين لرسم مستقبلهم بأنفسهم.

ولكنها قالت امس السبت ان نجاح مرسي يتوقف في جزء منه على تأكيد "السلطة الكاملة للرئاسة".

وكتب المسؤول الأمريكي عن اجتماع اليوم الأحد "ناقشا التحول السياسي والحوار المستمر للمجلس العسكري مع الرئيس مرسي" في اشارة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى السلطة من مبارك عندما أطيح به في فبراير شباط العام الماضي بعد انتفاضة استمرت 18 يوما احتجاجا على الفقر والفساد.

وقال المسؤول الأمريكي "أكد طنطاوي ان اكثر ما يحتاجه المصريون في الوقت الراهن هو المساعدة في إعادة الاقتصاد إلى مساره."

وبعد اجتماعها مع طنطاوي التقت كلينتون مع مجموعة من رجال الاعمال المصريين ومن المقرر ان تعقد محادثات منفصلة مع عدد من الشخصيات النسائية والقيادات المسيحية وكلاهما يخشى من تقليص حقوقه في ظل حكومة يهيمن عليها الاخوان المسلمون.

وأضاف المسؤول الأمريكي ان كلينتون أكدت خلال محادثاتها مع طنطاوي على "أهمية حماية حقوق جميع المصريين بمن فيهم النساء والاقليات".

وردد مئات من المحتجين هتافات مناهضة للولايات المتحدة والاسلاميين امام الفندق الذي تقيم فيه كلينتون مساء امس السبت. وقال البعض ان الولايات المتحدة ساندت صعود الاخوان المسلمين إلى السلطة.

وفي اجتماعاتها مع جماعات المجتمع المدني لا سيما اعضاء من الطوائف المسيحية سعت كلينتون لتبديد تلك الفكرة.

وقال مسؤول أمريكي كبير للصحفيين "ارادت بعبارات واضحة جدا جدا خاصة مع المجموعة المسيحية هذا الصباح تبديد تلك الفكرة وتوضيح ان المصريين وحدهم هم الذين يستطيعون اختيار قادتهم واننا لم ندعم اي مرشح أو اي حزب ولن نفعل ذلك."

ومن المقرر ان تسافر كلينتون بعد ذلك إلى الاسكندرية لحضور مراسم رفع العلم على القنصلية الأمريكية التي اعيد افتتاحها ثم تتوجه إلى القدس لاجراء محادثات بشأن عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل العودة إلى واشنطن.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية