الثلاثاء، أكتوبر 30، 2012
لهذه الأسباب إنضمّ عيتاني إلى المخطوفين اللبنانيين في إعزاز
الثلاثاء, أكتوبر 30, 2012
اضف تعليق
بلغ عدد المخطوفين اللبنانيين 10 في مدينة إعزاز بعد احتجاز «لواء عاصفة الشمال» في حلب الصحافي فداء عيتاني، في خطوة مفاجئة أثارت الاستغراب نظراً لمواقف الأخير المتشددة في تأييد الثورة السورية وعمله الميداني الى جانب الثوار في ريف حلب تحديداً، بما في ذلك متابعة قضية المخطوفين اللبنانيين.
ولعلّ سخرية القدر أن يحلّ عيتاني بنفسه على مضافة إعزاز، هو الذي رفض استخدام عبارات الخطف والاحتجاز أثناء تغطيته الصحافية لقضية المخطوفين اللبنانيين، بل حرص على اعتبارهم ضيوفاً لدى الثورة السورية وبمثابة شهود لنقل "فظائع" النظام السوري بحق شعبه، مُبدياً تعاطفه في مرحلة ما مع الجهة الخاطفة على حساب المخطوفين، فما الذي حصل؟ وما الذي تبدّل؟
اكدت المعلومات الواردة من مصادر الالوية والكتائب المعارضة لـ"الجمهورية" أن عيتاني في خير وصحة جيدة، وهو موجود في مكان قريب من المخطوفين اللبنانيين، أي ضمن منطقة آمنة في إعزاز وسيُطلق سراحه وسيتمّ إبعاده عن الاراضي السورية خلال الساعات او الأيام المقبلة، مكررة موقف "لواء عاصفة الشمال" بأنّ اعتقاله كان للتحقيق معه بعد المعطيات المتعلقة بوجوده ودوره في ريف حلب وإبدائه حماسة مفرطة ومبالغات أحيانا في دعم الثورة في سوريا، ما لفت الانظار نحوه وجعله في دائرة الرصد والمتابعة، خصوصاً في ضوء إلحاحه للحصول على معلومات حساسة وبكثافة المادة المصوّرة التي في حَوزته عن عمليات المعارضة السورية والتي أثارت ريبة "تنسيقيات الثورة" في ريف حلب.
ولا بد من الاشارة هنا الى أن انحسار الدور المركزي لقيادة "الجيش السوري الحر"، والذي كان يضطلع به انطلاقاً من مركز عملياته في انطاكيا وقرار القيادة نقل كل عملها الى الداخل السوري، فضلاً عن غياب التنسيق العملي بين المجموعات، زاد من حدة التناقضات، بل لم يخلُ الامر من حصول بعض النزاعات على الارض أحيانا، ودوافعها واحدة هي الشهية المفتوحة لدى كل طرف لإظهار حكم قبضته وبسط نفوذه في منطقة ما؛ الامر الذي أحدث هوّة في مكان ما تزيد من حدة الانقسامات بين المجموعات، والتي قد يستفيد منها النظام في المستقبل، ما دفع الجهات الداعمة للثورة السورية الى توصية هذه المجموعات بضرورة التشدد في عملها الميداني والانضباط التام وسَدّ الثغرات، بما في ذلك تنظيم العمل الاعلامي ومتابعة جولات الإعلاميين كونها قد تكون سيفاً يتمتع بحدّين.
ولعلّ ما يبدو غامضاً هو سرعة تحوّل عيتاني من مصدر صحافي للتبشير بعدالة الثورة السورية وأحقية قضيتها، الى الريبة المفاجئة من أدائه، بل واتهامه بدور مُعاد نسبياً، كذلك لا تقلّ عنه غرابة انقلاب مواقف عيتاني وسرعة تبدّل خياره السياسي من مؤيد لـ"حزب الله" وقوى 8 آذار وخلفهما النظام السوري ضمن ما يسمّى "محور الممانعة"، الى مناصر فجأة ومن دون مقدمات للثورة السورية وانحيازه لمطالب الغرب بإسقاط نظام الاسد، حيث تحوّل داعماً للثورة في سوريا بكل خطواتها، بل وتبرير كل أخطائها تحت عنوان تحميل نظام الاسد المسؤولية عن كل ما يجري، نافضاً يديه من تاريخ طويل لم يخلُ من الحدة أيضا في الممارسة السابقة، وكأنّ في القضية سراً ما.
ولا يخلو الحديث عن عيتاني ودوره عند بعض المعارضين السوريين من التلميح الى أمر ما، خصوصا في ظل المعلومات المتوافرة عن اصراره على البقاء ضمن أمكنة القتال الخطرة وإصراره على المواكبة الميدانية في العمليات التي لا تخلو ايضا من مخاطر كثيرة، كذلك مبالغته في إظهار تعاطفه مع الثوار، ما دفعهم مرارا الى التساؤل عن الدوافع التي تدفع إعلامي لبناني الى فوهة البركان، والاستنتاج الطبيعي الى وجود قطبة مخفية، خصوصاً انهم اشاروا الى مسارعة خاطفيه لإصدار بيان صحافي والحرص على نشره قدر الامكان وذلك لطمأنة الرأي العام اللبناني والداعم للثورة السورية تحديداً، الى أنّ الامر يتعلق بسياق عمل الثورة والثوار.
أحد المسؤولين البارزين في الثورة في مدينة حلب رفض الكشف عن اسمه، شرح لـ"الجمهورية" أنّ الثوار لم يكونوا في وارد إحراج أنفسهم أمام جمهور عريض من اللبنانيين الداعمين للثورة السورية، ولكن على ما يبدو فإنّ ألوية "عاصفة الشمال" التي هي على صلة بقضية خطف اللبنانيين وجدت أنه من الأنسب احتجاز عيتاني لبعض الوقت بعد الريبة من عمله في ريف حلب، مع العلم أنها شرّعت الابواب امامه واسعة في منطقة إعزاز تحديداً، بما في ذلك مقابلة المخطوفين والاطلاع على أوضاعهم.
وينكر المسؤول صلة احتجاز عيتاني في إعزاز وفرض مغادرته الاراضي السورية بما يلفّ مصير إطلاق سائر المخطوفين من غموض، ولكنه قال باقتضاب: "لقد تجاوز حدوده كثيراً".
وفسّر هذا الكلام بسرد بعض المعطيات المسموح بها، والتي لا تخلو من العوامل الداخلية اللبنانية، فقال: "نحن لا ننسى دعم عقاب صقر لعملنا، ولا نسمح لأحد بالاساءة اليه والى اشخاص آخرين لأجل حسابات داخلية في لبنان عند البعض والتي لا دخل لنا بها مطلقاً؛ مع العلم انّ صقر لم يتحمل فكرة احتجاز صحافي مطلقاً، وطالب الخاطفين بإطلاق عيتاني فوراً، كذلك تدخّل منذ بداية أزمة المخطوفين اللبنانيين في سبيل إنهاء قضيتهم، وقد تم إبرام اتفاق منجز أعاق تنفيذه اغتيال اللواء وسام الحسن".
وختم هذا المسؤول قائلاً: "الدور المفترض لأيّ مناصر لثورة الشعب السوري هو احترام خيارات هذه الثورة، واحترام إرادة الشعب السوري وقياداته وليس الدخول في زواريب ضيقة، وليس مسموحاً أبداً أن ينفخ البعض أدوارهم أكثر من اللزوم والسعي الى مكاسب معينة على حساب دماء السوريين تحت عناوين التضامن والدعم".
"الجمهورية"
0 comments:
إرسال تعليق