الأحد، أكتوبر 28، 2012

هل يعود نصرالله إلى طهران في حال تفكك حزبه؟

- ذكرت صحيفة "صندي تلغراف" الأحد أن حزب الله اللبناني، الذي يُعد من أشد مؤيدي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يخوض الآن نقاشاً مريراً حول ما إذا كان الوقت حان لتغيير المسار. وقالت إن حزب الله احتاج إلى مساعدة سوريا لكي يصبح القوة الأكبر في السياسة اللبنانية واعتمد دائماً على دعم نظامها خلال مواجهته مع إسرائيل، وقام شيعة لبنان في المقابل وفي وقت الحاجة بإظهار ولائهم لنظام الأسد ومده بالدعم اللوجستي والمعنوي وحتى إرسال مقاتلين للمشاركة في الحرب ضد المسلحين في سوريا. وأضافت الصحيفة أنها حصلت على معلومات "تفيد بأن نقاشات سرية تدور داخل صفوف حزب الله حول ما إذا كان الوقت حان للتوقف عن دعم نظام الأسد، جراء تنامي الشكوك بشأن قدرته على الاستمرار وبدء الحرب الأهلية في سوريا بالانتقال إلى لبنان". وأشارت إلى أن بعض أعضاء حزب الله، بما في ذلك رجال الدين، يخشون من أن يقود دعمهم لنظام الأسد إلى جرهم لمواجهة خطيرة مع العرب السنة في لبنان وسوريا، ويرون أن وقف دعمهم له بات يشكل مسألة عاجلة الآن لصياغة علاقة جديدة مع من يتولى السلطة في سوريا المقبلة. ونسبت الصحيفة إلى مصدر لبناني، وصفته بأنه يقيم صلات مع الدوائر العليا في حزب الله، قوله "هناك وجهات نظر مختلفة، حيث يرى البعض بأنه ينبغي علينا الضغط من أجل التوصل إلى تسوية في سوريا والتوقف عن دعم الأسد، وهناك ادراك داخل إيران وحزب الله بأنهما سيدخلان في مواجهة مع السنة أو يعملان كجسر لردم الهوة بينهما". وأضاف المصدر "المسألة الأكثر صعوبة هي سوريا، وهناك علاقة مباشرة بين مستقبل حزب الله والشيعة ومستقبل سوريا، وإذا استوجب الأمر التضحية بالرئيس الأسد، فلنضحي به وليس بسوريا". وقالت "صندي تلغراف" إن المؤشر الأكثر وضوحاً على هذا التحرك كان إلغاء مؤتمر حزب الله الذي يُعقد عادة كل ثلاث سنوات لأسباب أمنية، حسب التفسير الرسمي، لكن سياسياً شيعياً من عائلة سياسية هامة، لم تكشف عن هويته، قال أن حزب الله "غير قادر على عقد مؤتمره جراء خشيته من الفشل في الاتفاق على سوريا". وأضافت انه تردد ان الخلافات أقوى بين أعضاء حزب الله المدنيين، الذين هم أكثر ميلاً لصالح قطع الروابط مع دمشق، وبين جناحهم العسكري القوي الذي تم تدريبه وتلقينه على يد إيران ولا يزال موالياً بقوة للنظام السوري. ونقلت عن المصدر قوله إن الخلاف "عميق بين الجناح السياسي والجناح العسكري في حزب الله، وقرر أمينه العام حسن نصر الله إلغاء المؤتمر بسبب قلقه من أنه لن يكون قادراً على الخروج بقرار نهائي". وكانت مصادر مطلعة في الجيش السوري الحر أكدت قبل أيام أن مقاتلي حزب الله أصبحوا يسيطرون بشكل كامل على عدد من القرى السورية على ساحل البحر الابيض المتوسط، وذلك في سياق مشروع إقامة "كانتون علوي" على طول المنطقة بتشجيع من نظام بشار الاسد. وقالت المصادر إن قرى زيتة وحاويك والحمام والصفصافة والفاضلية وبساتين بلدة النزارية التي تقطنها أغلبية شيعية، أصبحت عمليا تحت سيطرة عناصر الحزب اللبناني الذين أقاموا فيها حواجز أمنية بتنسيق مع الجيش النظامي السوري. ويرجح مراقبون أن يكون الاسد قد خطط لإقامة مثل هذا "الكانتون العلوي" ليجعل منه ملاذا آمنا تلجأ إليه الأقلية العلوية السورية في حال فقد النظام سيطرته على مقاليد الأمور ونجح مقاتلو الجيش الحر السنة في قلب معادلة النفوذ في سوريا.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية