الأربعاء، أكتوبر 31، 2012
سيناريو إيراني لإطالة عمر النظام السوري بخلق فتنة مذهبية في لبنان
الأربعاء, أكتوبر 31, 2012
اضف تعليق
يتهم النظام السوري المعارضة بالتدخل في معارك الأسبوع الماضي في بيروت، خصوصًا بعدما أعلن الجيش اللبناني اعتقال سوريين وفلسطينيين. لكن المعارضة ترد التهم وتقول إن ما حصل تدبير من النظام لتوريط السوري الحر في صراعات مع دول الجوار لإضعافه.
واتهم خبراء ومحللون سياسيون النظام السوري بمحاولة توريط الجيش السوري الحر والمعارضة في أحداث لبنان الأخيرة، وفي مقتل اللواء وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي.
دخلت الأزمة السورية منعطفًا خطيرًا بعد انتقال الصراع بين النظام والمعارضة خارج الحدود السورية، ومحاولة توريط دول الجوار في الأزمة، إذ أعلن الجيش اللبناني أنه اعتقل 100 شخص على خلفية الاشتباكات في طرابلس وبيروت، بينهم 34 معارضًا سوريًا مسلحًا، آخرون يحملون الجنسية الفلسطينية والتركية. تزامن ذلك مع رفع أعلام الجيش السوري الحر أثناء تشييع رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن، الذي قتل في تفجير استهدف سيارته في منطقة الأشرفية ذات الغالبية المسيحية في شرق بيروت، وماتردد عن تورط عناصر من الجيش السوري الحر في عملية الاغتيال.
هذا وقد اتهمت المعارضة السورية النظام السوري بأنه يحاول جر لبنان إلى حلبةى الصراع ، ونقل الأزمة السورية إلى لبنانـ ووضعهم بوجه المدفع.
من تدبير النظام
السؤال الذي يفرض نفسه في ظل تلاحم تلك الأحداث هو: ما الهدف من تورط الجيش الحر والمعارضة السورية في أحداث لبنان ومقتل الحسن؟
وهل ذلك من تدبير النظام السوري لجر الأزمة السورية للخارج أم أن المعارضة السورية متهمة في أحداث لبنان؟
بداية استبعد السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، نهائيًا مشاركة الجيش السوري الحر أو المعارضة السورية في أحداث العنف الإرهابية الأخيرة في لبنان، أو في الاشتباكات التي حدثت على خلفية مقتل الحسن. وأكد الأشعل لـ"إيلاف" أن مهمة الجيش الحر "تحرير الشعب السوري من نظامه الديكتاتوري، ويدرك جيدًا أن خروجه عن هذا الإطار يُفقده الكثير من تعاطف الدول والشعوب على مستوى العالم في حربه ضد النظام السوري، فالجيش الحر والمعارضة يحتاجان إلى تعاطف دول الجوار وإمداداتها بالمال والسلاح، فلا تريد الدخول في عداء مع تلك الدول لأن ذلك يصب في صالح النظام السوري".
واشار الأشعل إلى أن التحقيقات سوف تظهر أن من اعتقلهم الجيش اللبناني "تابعون لنظام بشار الأسد، ومشاركتهم في الأحداث الأخيرة بلبنان وحمل أعلام الجيش الحر إنما يرمي إلى تشويه صورة الجيش الحر والمعارضة السورية، وخلق العداء بين لبنان والجيش الحر، وبالتالي الدخول في حرب ضده، ما يساعد على إضعاف قوته".
توريطه لإضعافه
يرى السفير صلاح فهمي، مساعد وزير الخارجية، أن بشار الأسد يريد الحد من تقدم الجيش الحر ونجاحه في تحرير الكثير من المناطق في ريف دمشق ومدينة حلب، بتوريطه في أزمات مع دول الجوار، من خلال خلق أزمة دولية تتجه إليها أنظار العالم. وبالتالي، كان الهدف من توريط عناصر من الجيش الحر في مقتل الحسن إثارة الشبهات بحمل أعلام الجيش الحر، والقبض على البعض من أفراده على خلفية الاشتباكات، بحيث يوحي للعالم أن الجيش السوري الحر وراء مقتله.
وقال فهمي لـ"إيلاف": "تدعم إيران وحزب الله هذا المخطط لتتحول القضية من أزمة سياسية إلى صراع طائفي بين السنة والشيعة في المنطقة، مما يطيل من عمر النظام السوري".
يضيف: "هذه خطة بديلة يسعى إليها بشار الأسد لضرب المعارضة بزرع الفتن بعد فشله في المواجهة العسكرية".
وتابع فهمي: "القضية السورية لن تنتهي من دون تدخل عسكري خارجي ،ولكن المشكلة أن الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا تريد استمرار المواجهة، لأن ضعف سوريا وانهيارها وتراجعها عشرات السنوات يصب في صالح إسرائيل بضمان احتلال الجولان السورية لسنوات قادمة دون خوفا من المواجهة مع سوريا ،والرئيس بشار الأسد يحقق لهم ذلك.
تشتيت المقاومة
أوضح الدكتور محمد منصور، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أسيوط، أن هناك مخططًا ثلاثيًا يقوده روسيا وإيران وحزب الله لنقل الأزمة السورية والحرب بين النظام والمعارضة إلى خارج الحدود السورية، "وقد بدا ذلك واضحًا في توريط تركيا بإجبار طائرة مدنية سورية على النزول، ثم توريط الجيش السوري الحر في مقتل الحسن، واندلاع الاشتباكات الأخيرة في بيروت وطرابلس، بهدف تشتيت المقاومة السورية للدفاع عن تلك الاتهامات".
وقال منصور لـ"إيلاف": "الجيش اللبناني مطالب بسرعة الكشف عن هوية المعتقلين السوريين، وهل ينتمون حقيقة إلى الجيش الحر؟ لأن ذلك يختلف سياسيا أمام العالم ويضيف لهم نجاحًا معنويًا في حالة ثبات دفع النظام السوري لعناصر تابعين له في أحداث لبنان الأخيرة.
''ELAPH''
0 comments:
إرسال تعليق