الأحد، أكتوبر 14، 2012

المرتزقة الجدد...حزب الله في خدمة الديكتاتور

من منكم يتذكّر "شريط أوزو"، تلك المنطقة الشمالية من دولة تشاد، التي قرر الديكتاتور معمر القذافي أنها أرض ليبية ويجب أن تستعاد بالقوة. في أواسط الثمانينات أرسلت أحزاب "القوى الوطنية والإسلامية"، كما سمّت نفسها بعد اندثار "الحركة الوطنية"، المئات من المقاتلين اللبنانيين لدعم جيش القذافي المنهار في حربه على تشاد. ويُروى أن تلك الأحزاب "الوطنية" و"القومية" التي كانت ترطن بشعار "الدفاع عن وحدة لبنان وعروبته" تلقت مقابل كل "رأس" مقاتل أرسلته مبلغاً معتبراً من "البترودولار" الثوري والتقدمي. فيما تلقى الأهل بين اليوم والآخر توابيت تحمل جثامين أبنائهم. المقاتلون الذين بقوا أحياء، والذين حاقهم الموت إما عطشاً في الصحراء أو لدغات عقارب وأفاع أو رصاصاً وقذائف، عادوا وفي جيوبهم أيضاً مبالغ مالية تكفيهم ليقعدوا عاطلين عن العمل أو عن القتال سنة كاملة. وبطبيعة الحال لا هم انتصروا ولا معمّر القذافي حقق أهدافه. تلك الواقعة "التاريخية" كانت علامة كبيرة على مدى الانحطاط الذي وصلت إليه الميليشيات اللبنانية المتحاربة وعلى رائسها الحزب التقدمي الاشتراكي وتحوّلها الى "مرتزقة" كانت قد سبقتهم الى "الارتزاق" مجموعات "ثورية" أخرى من مثل جماعة أبو نضال، وجماعة كارلوس وجماعة أحمد جبريل. وتروي سيرة الحركات المسلحة في كولومبيا ونيكاراغوا وباناما والبيرو كذلك في إيرلندا الشمالية أو في شرق آسيا (كمبوديا ولاوس وتايلاند) كيف أنها انتقلت بحجة تمويل حروبها و"نضالها" الى التورّط في تجارة المخدرات وتزوير العملات وتبييض الأموال والتحالف مع المافيات وعصابات الجريمة المنظّمة.. حتى استقر بها الحال من غير أي فارق عن تلك العصابات سوى أنها أضافت الى كل هذا مهنة "بندقية للإيجار" والتحوّل الى مرتزقة محترفين قادرين على ارتكاب المجازر بحق الفقراء والفلاحين، الذين باسمهم أصلاً كانت بداية "نضالهم". يبدو هذا هو المصير المحتوم للذي "يحترف" حمل السلاح فينحرف ببطء لكن بثبات، من "مقاتل" الى "مرتزق" ومن "مناضل" الى "قاتل". ليست معلومات سرّية مسرّبة. ليست شائعات غير موثوقة. ليست "وثائق مزوّرة". إنها حقائق واقعية: جنازات "الواجب الجهادي"، وتصريحات مسؤولي الحزب "القومي" و"البعثي" و.. "الحزب اللهي"، وكلّها تقرّ وتعترف بأن مقاتلين لبنانيين محترفين يحاربون الى جانب جيش النظام السوري، يشاركون في قتل العدو الجديد (غير الصهيوني): الشعب السوري. من خبرة تفجير أرتال السيارات الإسرائيلية والكمائن في زمن "المقاومة" الى حرفة التفجير في شوارع بيروت بأرتال سيارات النواب والرؤساء والصحافيين في زمن "قدسية السلاح"، ومن خبرة قتال المحتل، الى اختبار مهارة القتل في حمص والقصير. المرتزقة الجدد... كما المرتزقة القدامى في خدمة "البترودولار" الثوري.. في خدمة الديكتاتور.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية