الأربعاء، أكتوبر 31، 2012
الكيان الصهيوني لا زال يعارض حتى الساعة تغيير نظام الاسد وهل يشتري سلاح سوريا الكيماوي؟
الأربعاء, أكتوبر 31, 2012
اضف تعليق
لجوء النظام السوري إلى الإستعمال المكثف لسلاح الطيران الحربي في حربه ضد مسلحي المعارضة السورية، يعكس إلى حد بعيد صحة المعلومات، العسكرية منها والاستخبارية، بلوغه مرحلة اليأس في حربه هذه، إذا ما تمّ النظر إليْها من الناحية الاستراتيجية. سجل المراقبون عشرات الطلعات الجوية لهذا الطيران خلال اليومين الماضيين، وهو يعيث خراباً في المدن والبلدات الثائرة، في ما يؤكد أنّ نظرية خسارته للأرض باتت اكثر من حقيقة. وإذا كانت المعلومات الصحافية والاستخبارية قد كشفت خلال الايام الماضية عن حجم سلاحَيْ الجو والصواريخ الذي يملكه نظام الاسد وتكثيفه استعمال هذا السلاح، فالجديد في هذا الموضوع هو بعض المعلومات السياسية ومن مصادر استخبارية غربية، تشير الى أنّ غضاً للطرف قد حصل، وخصوصاً من قبل اسرائيل، مقابل اطمئنانها من أن نظام الاسد قد حيّد سلاحه الكيماوي، في ما يشبه المقايضة السياسية، ما يسمح لكل من اسرائيل والاسد بتأجيل استحقاق سقوط نظامه في القريب العاجل! تقول تلك المصادر إن اسرائيل لا تزال تعارض حتى الساعة تغيير نظام الاسد، لانها ترى أن الوقت لم يحن بعد "لجائزة الترضية" والمتمثِلة بإيران. وقيام رئيس وزرائها بحل الكنيست والدعوة الى انتخابات مبكرة في أوائل شهر كانون الثاني المقبل يعني أن القيادة الإسرائيلية الحاكمة ليست مستعجلة لا على سقوط الاسد ولا على توجيه ضربة الى ايران . فالإدارة الأميركية وخصوصاً دوائر البنتاغون كانت حاسمة في ابلاغ تل أبيب بانها ليست مستعدة الآن للقيام بمثل هذا التحرك ضد ايران. وحين ركزت الادارة الأميركية على سلاح العقوبات الاقتصادية انما كانت تقول إن اوان العمل العسكري لم يحن بعد، خصوصاً وانها تتوقع المزيد من التأزم السياسي داخل الطبقة الحاكمة في طهران ومن حولها، فيما الاستعدادات جارية لاستبدال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، مع ما قد تثيره هذه العملية من احتمالات صدامية سياسياً وشعبياً. إدارة الرئيس باراك اوباما والمرشح الجمهوري الذي ينافسه على موقع الرئاسة، رسما الخط الأحمر الذي لا يمكن القبول بتجاوزه، سواء في ايران او في سوريا. لا يمكن القبول بإيران نَوويّة، ولا يمكن السماح لنظام الاسد باستعمال السلاح الكيماوي. تقول تلك المعلومات الاستخبارية أن وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا كان اوّل من صرح بان سوريا قد حرّكت في الآونة الآخيرة سلاحها الكيماوي وأعادت تموضعه، من دون أن يكشف الى اين وفي اي وجهة. لكن ما كشفته تلك المصادر هو أن هذا السلاح قد تم تجميعه في هضبة الجولان تحت مرمى المواقع الاسرائيلية! وتضيف أن اسرائيل كانت على ما يبدو قد أخطرت بهذه الخطوة السورية، وقابلتها بعكس ما قد يتبادر الى الاذهان. فمن يريد استعمال هذا السلاح لا يضعه في مرمى "عدوّه"، ما يعني عملياً اخراجه من معادلة الصراع، سواء مع الخارج او في الداخل. وهذه الحقيقة باتت معلومة ومفهومة من قبل كل من واشنطن وتل ابيب. وتزيد تلك المصادر بان تجارا اسرائيليين ينشطون في دول القوقاز في ما كان يُعرف بالاتحاد السوفياتي السابق، وخصوصاً تلك التي تجاور ايران، بدأوا في تقديم عروض لشراء المخزون السوري من هذا السلاح الكيماوي، عبر شركات ايرانية تعمل في تلك الدول القوقازية. وتضيف تلك المصادر أنّ المساومة بين الاطراف المعنية جارية على قدم وساق، بعدما تلقى هؤلاء عرضاً مباشراً من وسطاء على علاقة بالنظام السوري، لبيع هذا السلاح بسبب حاجة نظام الاسد الى العملة الاجنبية. ويشير هؤلاء الى أن خزينة الدولة السورية وصلت الى حافة الخواء، مع بلوغ الضغط الاقتصادي والعقوبات والحصار الدولي المفروض على سوريا الى ذروته، وتراجع المساعدات النقدية الايرانية بشكل شديد، في ظل الصعوبات المماثلة التي تتعرض لها طهران ايضا. وتعتقد تلك المصادر أن صفقة سرية يجري استكمال بنودها بين الطرفين عبر وسطاء ايرانيين، وتتم متابعتها من الدوائر الغربية بشكل حثيث لمعرفة مآلها. وتضيف تلك الاوساط أن الازمة المالية والاقتصادية التي دخلتها كل من سوريا وايران، تهدد بعواقب سياسية كبيرة على البلدين، وقد لا تقتصر مفاعيلها عليهما فقط، بل وستشمل اطرافاً اخرى وعلى رأسها حزب الله اللبناني الذي يعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات المالية المباشرة التي تقدمها له ايران. ويرى هؤلاء أن حزب الله سيواجه ازمة مالية كبيرة هو الآخر، ما قد ينعكس على عملياته ودوره السياسي والعسكري والامني، سواء في لبنان او في سوريا او في غيرها من المناطق التي ينشط فيها. ويربط هؤلاء بين سلسلة العقوبات النقدية والمالية التي فرضتها واشنطن على هذا الحزب، ودعوتها الدول الاوروبية لتحذو حذوها في اتخاذ خطوات مماثلة تجاهه، لتصنيف الحزب حركة ارهابية. الامر الذي سيؤدي عملياً الى فرض عقوبات فورية مماثلة عليه. هذا ما دعا اليه يوم امس وبشكل مباشر "توم دانيلون" مستشار الامن القومي للرئيس باراك اوباما. وتختم تلك الاوساط بأن الايام المقبلة قد تحمل تطورات بالغة الاهمية في ملف السلاح الكيماوي السوري، وتشير ايضا الى أنّ التطورات الامنية الاخيرة التي شهدها لبنان، قد لا تمر مرور الكرام، خصوصاً وان ما بدا أنه تصعيد الحد الاقصى الذي مارسه حزب الله وسوريا ضد المعارضة اللبنانية، سوف لن يبقى من دون رد، لكن ليس قبل تبلور الكثير من المواقف في انتظار انتهاء معركة الرئاسة الاميركية الجمهورية
0 comments:
إرسال تعليق