الخميس، نوفمبر 01، 2012
الإيرانيون يهربون من عملتهم إلى الذهب التركي بسبب الهبوط المتواصل للريال وتشديد العقوبات الدولية وفقدان الثقة بالاقتصاد
الخميس, نوفمبر 01, 2012
اضف تعليق
دفع التدهور المتواصل في العملة المحلية الإيرانية إلى ارتفاعات قياسية في الطلب على الذهب، مما أنعش في النهاية الصادرات التركية من الذهب والتي يشتري الإيرانيون جزءاً كبيراً منها في محاولة للحفاظ على مدخراتهم. وسجل الريال الإيراني انخفاضاً حاداً أمام الدولار الأمريكي تجاوز السبعين في المائة خلال العام ونصف العام الماضيين، كما سجل أيضاً هبوطاً كبيراً أمام كافة العملات الأخرى بنسب مختلفة، فيما سجل التضخم في البلاد نسباً مرتفعة، ما أدى الى ارتفاع كبير في أسعار السلع والمواد الأساسية خاصة تلك المستوردة من الخارج. وأظهرت أحدث البيانات المتعلقة بتجارة الذهب في العالم أن تركيا تربعت على رأس أكبر مصدري الذهب في العالم خلال شهر سبتمبر الماضي، بمبيعات بلغت قيمتها الإجمالية 1.6 مليار دولار أمريكي، فيما حلت دولة الإمارات العربية المتحدة ثانياً في تصدير الذهب الى الخارج بمبيعات بلغت قيمتها الإجمالية 1.4 مليار دولار، تلتها ألمانيا التي بلغت مبيعاتها من الذهب في سبتمبر 1.1 مليار دولار. وأوضحت جريدة "فايننشال تايمز" البريطانية هذه الأرقام بأنها تعود الى ارتفاع الطلب الإيراني على الذهب بسبب انهيار العملة المحلية وارتفاع نسب التضخم، ما جعل الإيرانيين يتدافعون على الذهب لشرائه من أجل الحفاظ على مدخراتهم المالية، وتجنب آثار التدهور في سعر صرف الريال الإيراني. وبحسب الصحيفة البريطانية فإن الارتفاع في الطلب الإيراني أنعش صادرات تركيا من الذهب، في الوقت الذي شددت فيه دولة الإمارات من العقوبات الاقتصادية على إيران تماشياً مع القرارات الدولية، وهي التي كانت وسيطاً تقليدياً لتصدير الذهب الى إيران، ما أدى في النهاية الى أن تتربع تركيا على عرش أكبر مصدري الذهب في العالم، بينما تتراجع الإمارات لتحل ثانياً. ويعكس الطلب الإيراني المرتفع على الذهب حالة عدم الثقة بالاقتصاد المحلي، والتوقعات بانهياره في أية لحظة، حيث يمثل الذهب الملاذ الأكثر أمناً في حالات الأزمات، كما أن العملة المحلية الإيرانية بدأت تختفي تدريجياً من كثير من الأسواق الخارجية، بما فيها أسواق الشرق الأوسط، نتيجة عزوف تجار العملات عن قبولها بسبب انخفاضها المتواصل منذ أكثر من عام ونصف العام، مع تشديد العقوبات الدولية على الاقتصاد الإيراني. وكانت جريدة "التايمز" البريطانية قد توقعت في تقرير مطول لها الأسبوع الماضي أن ينهار الاقتصاد الإيراني خلال الشهور القليلة المقبلة، وذلك استناداً الى ما كشفته الصحيفة من أن احتياطي العملة الأجنبية المتوفر في البلاد لا يكفي سوى لشهور معدودة فقط من أجل تسديد احتياجات البلاد من الواردات والتي يتم سداد أثمانها بالعملة الأجنبية. كما أشارت "التايمز" الى أن كمية النقد الأجنبي المتوفرة في طهران أقل بأكثر من 40% مما هو معلن من قبل الحكومة الإيرانية. العربية
0 comments:
إرسال تعليق