الأحد، ديسمبر 30، 2012

إيران الإسلامية... الطَّائفية في عروق الدَّولة!

في مقابلة أجريت مع صباح الموسوي، الكاتب العربي الأحوازي، المقيم في كندا، مدير موقع: "المركز العربي الكندي" والمختص في الشؤون الإيرانية أفصح فيها عن بعض التجاوزات:

- مسجد الجامع في ميناء "لنجة" قد تعرض إلى هجوم من قبل الحرس الثوري الإيراني (أوائل الثمانينيات)؛ وجرت فيه مذبحة راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى من المصلّين والمعتكفين.

- بعد سقوط الشاه وقيام نظام الثورة زادت السلطات الإيرانية من ضغوطها على (عرب الأحواز)، وأخذت تعمل على إلغاء هويتهم العربية، وبدأت تستعمل الخرافات والطقوس الصفوية بشكل واسع، من أجل الهيمنة الفكرية والثقافية على الشعب الأحوازي.

- إن السلطات الإيرانية قامت باعتقال إمام أهل السُّنّة في الإقليم الشيخ عبد الحميد الدوسري، وأصدرت ضده حكماً بالسجن سبع سنوات، وأغلقت جامع الإمام الشافعي، المسجد الوحيد لأهل السُّنّة في الإقليم، إضافة إلى الاعتقالات والإعدامات في صفوف العديد من النشطاء الإسلاميين .

- ويفيد آخر أنه في العام 2005 كشفت وثائق ومخططات رسمية، صادرة من قبل أعلى الهيئات القيادية في إيران، وهي مكتب رئاسة الجمهورية، عن تهجير مئات الآلف من الأحوازيين وتوطين أعاجم محلهم في إطار سياسة التفريس المستمرة.

- ويفيد "المركز الأحوازي لحقوق الإنسان" أن السلطات الإيرانية تقوم بقتل المدنين الأحوازيين - حيث نسبة العرب السنّة فيها كبيرة- العزّل؛ بعد كل مظاهرة سلمية مدنية بهدف زرع الخوف و الإرهاب في قلوبهم و العمل على إخماد أصواتهم المنادية بحقوق الإنسان والحقوق المدنية و الإنسانية. وشهدت هذه المدينة التاريخية العريقة في فترة ما بعد الثورة (1979) جملة من التجاوزات في حق رموز سنّية:

- الشيخ ناصر سبحاني، من رموز أهل السُّنّة في إقليم كردستان أعدم في عام (1992)، بتهمة نشر الوهابية بعد تعرّضه للتعذيب الشديد على يد الاستخبارات الإيرانية.

- أحمد مفتي زادة، من رموز السُّنّة في محافظة كردستان، وهو مؤسس أول حركة دينية لأهل السُّنّة في إيران بعد الثورة عرفت باسم (شمس– شورى المسلمين السُّنّة)، وبسبب مواقفه الصريحة مع ما رآه توجهاً طائفياً لنظام الخميني أطلقت عليه النار أثناء إلقائه كلمة في "حسينية إرشاد" في طهران، ومن ثم تم اعتقاله. وبعد عشر سنوات من سجنه أُطلق سراحه بعد التأكد من إصابته بمرض عضال. وقد توفّى (1993)، عقب إطلاق سراحه من السجن بشهور قليلة بعد رفض النظام السماح له بالسفر إلى الخارج من أجل العلاج، وقد منع تشييع جنازته ودفن بأيدي رجال الحرس الثوري.

- الشيخ محمد الربيعي من مشاهير الكتّاب في محافظة كردستان، وكان إمام جمعة مدينة كرمانشاه. أُغلق جامعه في (1996)، واغتيل على يد الاستخبارات الإيرانية في العام نفسه. وبعد اغتياله شهدت المدينة مظاهرات احتجاجية قتل وجرح فيها العشرات من أهل السُّنّة كما تم اعتقال آخرين منهم.

- الشيخ أيوب كنجي، اعتُقل وعذّب، منذ بداية (1429ه) للهجرة، وكان إماماً و خطيبًا في جامع قبا في مدينة "سنندج".

محافظة أذربيجان الغربية:

- مدينة "مهاباد" إحدى أهم مدن أهل السُّنّة والجماعة، التي تقع جنوب بحيرة أرومية في وادٍ ضيق، على ارتفاع (1300 متر) فوق مستوى سطح البحر، في محافظة "آذربيجان الغربية" (شمال غربي إيران). تعد "مهاباد" رمزاً وطنياً بالنسبة للأكراد -ذوي الأكثرية السنّية-. فقد كانت عاصمة (لجمهورية مهاباد) التي تأسست في أقصى شمال غرب إيران حول هذه المدينة، وكانت دُويلة قصيرة العمر غير معترفٍ بها دولياً مدعومة سوفياتياً كجمهورية كردية أُنشئت سنة (1946م) ولم تدم أكثر من 11 شهرًا. شهدت هي الأخرى تجاوزات حقوقية. فالملا سيد محمد أبو بكري، إمام سنّي في بلدة «ربط» قرب سردخت (شمال غرب) أصيب برصاصات عدة أطلقها مجهولان أثناء توجهه إلى المسجد لصلاة الفجر، وقد تم العثور على (52) رصاصة فارغة في مكان الحادث.

محافظة كرمنشاه:

شهدت هذه المحافظة أيضا ملاحقات لرموز من أهل السنة؛ منهم: الشيخ حسين الحسيني، من علماء أهل السنّة في محافظة كرمنشاه.

منطقة تركمن صحرا:

تعيش الأقلية السُّنّية في هذه المنطقة في أزمة من أساسيات الحياة وسبل العيش؛ فالفقر، والشعور بعدم الأمان والتحرك بحرية، أخبار تتناقلها بعض الأوساط التي هاجرت منها.

محافظة خراسان:

- نسبة السُّنّة في خراسان حتى منتصف الثمانينات (25%)، ولغة أهل السُّنّة فيها هي لغة إيران الرسمية الفارسية. وفي حدود العام (1985) تم اعتقال الشيخ مولوي محي الدين، مدير مدرسة دينية سنّية بتهمة أنه وهابي، بسبب قيامه بنشاط علمي يرد فيه على ما يراه خطأ.

- تم حلُّ جمعية "جوانا توحيد" بتهمة الشيوعية مرة، وبتهمة الانتماء ل"مجاهدي خلق"، وهي معروفة بقربها من السنّة.

- مدينة تايباد عدد سكانها - حتى منتصف الثمانينيات- (25) ألف نسمة، و(60%) منهم من أهل السُّنّة، تمارس ضدّهم الرقابة الأمنية في الخطب والتقييدات في الأنشطة المدنية.

محافظة سيستان وبلوشستان:

- يعيش أهل السُّنّة، وهم أكثرية، حياة بدائية بسبب الإهمال، والتهميش. وتنتشر بين شريحة الشباب المخدرات.

- تتحدث السلطة عن وجود الوهابية والوهابيين، ويتم إصدار الفتاوى بتكفيرهم.

- تم اعتقال صوفي دوست محمد، وهو ناشط ديني وتم عقابه بالسجن لمدة سنتين.

- مع أن جامعة دار العلوم بزاهدان، وهي أكبر مركز علمي لأهل السُّنّة في إيران، في حين أن الجامع المكي – الضخم- في مدينة زاهدان مركز بلوشستان جنوب شرقي إيران؛ هو أكبر مسجد لأهل السُّنّة في إيران، ويری أهل السُّنّة أن هذا الجامع هو الوحيد ظل ساطعاً نجمه في سماء إيران، حيث يستهدي به في الليالي والدياجير، ويراه معقل آماله وملتقی أفكاره، وعندما تضيق الدنيا عليه وتضطهده، فإن هذا الجامع يبسط له أحضانه بحنان قلب ورحابة صدر.

- أغلق النظام الحاكم جميع المدارس التي تدرِّس المذهب السنّي الإسلامي في إقليم بلوشستان الإيراني فيما عدا أربع مدارس فقط.

محافظة هرمزقان/هرمزگان:

- حصلت في العام (1980) مصادمات بين السُّنّة والشيعة في مدينة "بندر لنكة"، بسبب خطبة ألقاها الدكتور إسماعيلي، وهجمت مجموعة شيعية على المسجد لقتل الخطيب وأستاذه الشيخ محمد علي الخالدي المشهور بـ"سلطان العلماء"، وبدأ القتال بعد صلاة الجمعة، واستمر حوالى ساعة، وتم إطلاق النار على المصلين.

محافظة فارس:

- يرى البعض أن مدينة شيراز - التابعة لمحافظة فارس- أصبحت مستهدفة (قتل للعلماء، وإغلاق مراكز التعليم)، في وقت مبكر من تاريخ تعاقب الولايات عليها حتى عهد الثورة الإيرانية، فقد كانت من أهم مراكز العلم والفقه والشعر في تاريخ هذه الأمة، وتلألأت كنجم لامع في سماء الحضارة الإسلامية بتخريجها العباقرة والجهابذة في كل فن وعلم، وازدهرت ازدهاراً مرموقاً عظيماً في زمن غابر من تاريخها، ثم تمايل نجمها إلی الأفول والغياب والتخلّف في العلوم الإسلامية بعد ما كانت مأوی الطلبة الوافدين من مختلف الأقطار، وملجأ أصحاب العلم والعرفان والتزكية. هذه المدينة أصبحت تقارن بمثيلاتها -من حيث التردّي العام للسنّة فيها- واستهداف السنّة فيها في حرياتهم كمركز علمي من قبل النظام؛ كغيرها من المدن التي تزخر بحضور السنة مثل: "أصفهان" و "تبريز".

مدينة بوشهر: التشييع لأكثرية سُنّية

- بوشهر من المحافظات الإيرانية التي تقع في جنوب غرب إيران، تبلغ مساحتها حوالى (27،653)، ويسكن فيها قرابة (653،000) نسمة، (48%) في المائة منهم قرويون والباقي يسكنون في المدن.

- كانت مدينة بوشهر (عاصمة محافظة بوشهر باسمها نفسه) منذ نشوئها مدينة سُنّية، (مدينة دشتي التي بناها الخليفة عمر بن عبد العزيز، أيضا كانت سنّية)، وكانت أسرة آل مذكور، التي هي أول أسرة حاكمة في هذه المدينة، جميعاً من أهل السُّنّة الشوافع، إلى أن قدم حسن آل عصفور ( 1216 ه.ق)، من البحرين إلى بوشهر، وقدّم مساعيَ كبيرة لتشييع أهلها، وازداد عدد الشيعة في هذه الناحية نتيجة نشاطاته. وقد كانت أيضاً نشاطات آل عاشور والبحرينيون، وآل أمير مرموقة أيضاً في مدينة "دشتي" للدعوة إلى التشيع في تلك السنوات. 

مع وجود هذا التاريخ الطويل، الذي عاشه أهل السُّنّة في بوشهر، لم يجرِ حتى الآن بحث كامل وشامل حول تاريخ حضور علمائهم في بوشهر، وحول نشاطاتهم وخاصة مراكزهم التعليمية والتربوية والمكاتب الشخصية لكبار العلماء، بحيث ليست لدينا معلومات كافية عن علمائها وعن علماء أهل السنّة المقيمين في بوشهر، وما هي الكتب التي أُلِّفت ودوِّنت أو تُرجمت على أيديهم؟. ويوجد بها حالياً مسجدان للسنّة.

محافظة أردبيل:

- يبلغ عدد سكان مديرية خلخال - التابعة لمحافظة أردبيل- حوالي (1000) عائلة ومنهم (280) عائلة بعدد (1120) نسمة من أهل السُّنّة والجماعة والآخرون من الشيعة.

- بتاريخ 13 مارس ( آذار) 2010 السلطات الإيرانية تعتقل عالم الدين الشاب الشيخ علي رضا رسولي، من علماء أهل السُّنّة، في مدينة مشهد " (كانت تسمى قديما طوس). جدير بالذكر أن هذا العالِم الشاب كان أستاذاً بجامعة دار العلوم في زاهدان، ولكن قبل زهاء سنتين – من تاريخه - ذهب إلى منطقته في محافظة خراسان الرضوية واشتغل بنشاطات دينية تربوية في مدينة مشهد. وقد قامت السلطات الأمنية باعتقاله، يوم الأربعاء 24 ربيع الأول1431ه)، بعد اقتحام بيته ومطالبته بالإجابة على أسئلتهم في دائرة الاستخبارات، ولكنه لم يرجع. 

منطقة طالش وعنبران:

- مدرسة الإمام عبد القادر الجيلاني -السُّنّية- في مدينة أسالم، من مدن منطقة طالش إحدى مناطق أهل السُّنّة الحدودية الشمالية، بدأت نشاطاتها العلمية والدينية (سنة 1396) بمساعي وجهود كبار علماء المنطقة آنذاك كالشيخ شير محمد آفندي والشيخ حاج رؤوف آفندي ومسلم آفندي. واستمرت دراسة العلوم الشرعية فيها نحو خمس عشرة سنةً في عمارة المسجد والغرف المتواضعة بجنبها. ثم نقلت المدرسة بسبب وجود المزيد من الإمكانيات إلى مسجد فاروق الأعظم الجديد، وتولى إدارة شؤونها الشيخ برهان آفندي إمام الجمعة في مسجد الفاروق الأعظم. ثم تبرع بعض أهل الخير، من سكان المدينة، بقطعة أرض وقفاً باسم المدرسة، حيث بنيت العمارة الجديدة للمدرسة في الأرض الجديدة الموقوفة بعد جمع الإعانات الشعبية ومساعداتهم وأخذ ترخيص البناء والإنشاء من البلدية وسائر المؤسسات، وواصلت فيها نشاطاتها إلى أن واجه أصحابها ضغوطاً ومخالفات من جانب مسؤولي المنطقة وقالوا مرة إن المدرسة لا تحمل الترخيص للنشاط التعليمي، ولما رأوا المقاومة من قبل أساتذتها جاؤوا بعد شهور بعذر جديد وهو أن عمارة المدرسة غير مضادة للهزات الأرضية والزلازل ويمكن أن تسقط على الطلاب والأساتذة بأول زلزلة. وزادوا في الضغوط على مدرّسيها إلى أن تمكنوا من تخريبها.

العاصمة طهران: 

- تشير المصادر إلى أن الوجود السُّنّي في العاصمة الإيرانية طهران ليس بالقليل، وتتضارب التقديرات حول هذه النسبة التي يرجح البعض أنها لا تقل عن "مليون سني". وتتحدث أوساط سنية - في ما أصبح من قبيل الظاهرة الشائعة بين القاصي والداني ودونه ما يحصى من المقالات والكتب- أن السُّنّة في طهران لا يوجد لهم مسجد واحد؛ على الرغم من حضورهم الكبير فيها، بينما تنفي أطراف أخرى هذه الشائعة. وعلى كل فإن دلّ ذلك على شيء إنما يدلّ على ضعف التحقيق المسيحي الببليوغرافي، وهذا الأخير مؤشر على مدى عدم الوضوح والضبابية التي تكتنف المسألة السنّية في إيران وسياساتها الداخلية، لا بل في طهران العاصمة.

- لا يوجد في طهران مركز أو مؤسسة رسمية لمتابعة قضايا أهل السُّنّة إلا ممثلوهم في مجلس الشورى، وهم قليلون؛ والسبب في قلة هذا العدد هو أن مجلس صيانة الدستور في الغالب يرفض صلاحية معظم المرشحين من أهل السنّة من ذوي الخبرة والصلاحية.

1 comments:

Old Mourabit يقول...

إيران لعلها الوحيدة، بين البلدان المتعددة المذاهب، تؤكد في دستورها على الحكم للطائفة والرئيس منها ناهيك عن التمييز على أساس الهوية الطائفية.

المقال خلاصة من بحث أحمد الأحمدي 'الملف الحقوقي لسنة إيران ضبابية الأرقام وكابوس البقاء' ضمن كتاب 46 'أهل السُّنَّة في إيران' (أكتوبر 2010) الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث- دبي.

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية