الثلاثاء، يناير 29، 2013

الأسد: موسكو لن تتخلى عنا


دمشق - قال الرئيس السوري بشار الاسد ان قواته تستعيد زمام المبادرة على الارض في مواجهة المقاتلين المعارضين، في يوم تستضيف باريس لقاء يطالب خلاله الائتلاف السوري المعارض المجتمع الدولي بدعم بالمال والسلاح.

ونقلت صحيفة "الاخبار" القريبة من دمشق وطهران عن زوار التقوا الاسد في قصر الروضة الرئاسي في دمشق، تأكيده ان "الجيش استعاد زمام المبادرة على الأرض بصورة كبيرة جدا وانه حقق نتائج هامة، أضيفت الى ما حققه خلال الأشهر الاثنين والعشرين الماضية"، مشيرا الى ان "ما حققه الجيش سيجري تظهيره قريبا".

واوضح الاسد بحسب الصحيفة، ان الجيش النظامي "منع المسلحين من السيطرة على محافظات بأكملها، وبالتالي ظل ملعبهم بعض المناطق الحدودية مع تركيا والأردن ولبنان إلى حد ما، فضلا عن بعض الجيوب في ريف العاصمة التي يتم التعامل معها".

واكد الرئيس السوري ان "العاصمة دمشق في حال أفضل، والنقاط الاستراتيجية فيها، وبرغم كل المحاولات التي قام بها المسلحون، بقيت آمنة، ولا سيما طريق المطار".

وتشن القوات النظامية السورية في الفترة الاخيرة حملة عسكرية واسعة في محيط العاصمة للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين.

ووصلت الاشتباكات في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي الى محيط المطار وادت الى اغلاق الطريق المؤدية اليه، قبل ان تعود السلطات وتقول ان الطريق بات "آمنا" والمطار يعمل "بشكل طبيعي"، علما ان مسؤولين سوريين استخدموا مؤخرا مطار بيروت للسفر الى الخارج.

وانتقد الاسد الدعم الذي تقدمه تركيا للمقاتلين المعارضين، معتبرا ان اغلاق انقرة حدودها في وجه هؤلاء، يمكن ان يحسم "الأمور خلال أسبوعين فقط".

واشار الى ان "المجموعات المسلحة الممولة من الخارج تلقت ضربات قاسية خلال الفترة الماضية"، في خطوات تقاطعت مع حركة دولية "كان من أبرزها إدراج الولايات المتحدة لجماعة جبهة النصرة على لائحة الإرهاب"، متوعدا بـ"تصفية هذا الفرع القاعدي بالكامل".

ورأى ان حليفته موسكو ستبقي على دعمها له "فهي تدافع عن نفسها، لا عن نظام في سوريا".

وكان رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف قال ان فرص بقاء الاسد في السلطة تتضاءل "يوما بعد يوم" وانه ارتكب "خطأ فادحا، قد يكون قاضيا" بتأخيره الاصلاحات السياسية.

وعلى صعيد الحل السياسي، شدد الاسد على ان "لا تزحزحا عن بنود اتفاق جنيف" الذي تم تبنيه من قبل مجموعة العمل حول سوريا في 30 حزيران/يونيو، ولا يأتي على ذكر تنحي الرئيس السوري الذي تنتهي ولايته في العام 2014.

وقال الاسد ان الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي طرح عليه خلال زيارته دمشق الشهر الماضي "فكرة التنحي في المرحلة الانتقالية"، لكن الرئيس السوري "قطع عليه الطريق"، واكد له ان ما سيحسم وجهة الحل هو الوضع الميداني الذي يتحسن يوما بعد آخر" لمصلحته.

وكان الرئيس السوري طرح في السادس من الشهر الجاري خطة للحل رفضتها المعارضة والدول الداعمة لها لانها لم تأت على ذكر تنحي الاسد عن السلطة.

واليوم، صرح نائب رئيس الائتلاف الوطني المعارض رياض سيف ان "الشعب السوري يخوض حاليا حربا بلا رحمة. الوقت ليس الى صالحنا واستمرار هذا النزاع لا يمكن الا ان يجلب كارثة على المنطقة والعالم".

وتابع "لم نعد نريد وعودا لن تحترم"، وذلك امام اجتماع ذات طابع "فني" في العاصمة الفرنسية، يحضره دبلوماسيين وكبار الموظفين من نحو 50 دولة.

من جهته، قال جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري الذي يشكل ابرز مكونات الائتلاف، ان سوريا "سوريا تحتاج الى مليارات الدولارات. لكننا بحاجة الى 500 مليون دولار على الاقل للتمكن من تشكيل حكومة" في المنفى.

واضاف "نحتاج الى اسلحة والمزيد من الاسلحة"، وهو مطلب ما زال المجتمع الدولي يحجم عن التجاوب معه رسميا خوفا من وقوع الاسلحة في ايدي مقاتلين اسلاميين في سوريا.

ويفترض مراجعة حظر اوروبي على تصدير الاسلحة الى سوريا في اواخر شباط/فبراير المقبل في بروكسل، لكن رفعه بالكامل ينبغي ان يحظى بالاجماع.

وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "امام انهيار دولة ومجتمع تبدو الجماعات الاسلامية مرشحة الى توسيع سيطرتها على الارض ان لم نتحرك كما علينا. ينبغي الا نسمح ان تتحول ثورة انطلقت في احتجاجات سلمية وديموقراطية الى مواجهات بين ميليشيات".

اضاف الوزير الذي اعترفت بلاده بالائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري، ان على المؤتمر ان "يصدر اشارة، ولديه هدف ملموس يقضي بتزويد الائتلاف الوطني السوري بوسائل التحرك" التي تشمل "الاموال والمساعدات باشكالها كافة".

لكن الاسرة الدولية ما زالت متريثة. ويرى بيتر هارلينغ، الاختصاصي في الشأن السوري في مجموعة الازمات الدولية ان النزاع السوري المستمر منذ 22 شهرا "اقتصرت كلفته حتى الان على السوريين بدون ان تطاول لاعبين خارجيين".

اضاف ان هؤلاء اللاعبين يكتفون حاليا "بالمشاهدة ليروا الى اين ستصل الامور ويتخذون في هذه الاثناء بعض التدابير المترددة بدون ان يسعى احد جديا الى حل".

 وكان رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف قد قال الأحد إن فرص بقاء الأسد في السلطة تتضاءل "يوما بعد يوم" وإنه ارتكب "خطأ فادحا، قد يكون قاضيا" لأنه تأخر كثيرا في تطبيق الإصلاحات السياسية.

معارك عنيفة في جنوب دمشق

 في غضون ذلك، استمرت المعارك العنيفة بين القوات النظامية والمعارضين المسلحين الاثنين في جنوب دمشق فيما قتل 10 مقاتلين معارضين في مواجهات ليلا في شرق سورية، على ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 وأوضح المرصد أن المعارك اندلعت قرب مبنى الدفاع الجوي في المليحة بجنوب غرب دمشق مشيرا إلى أن قوات النظام قامت بقصف مدينتي داريا والمعضمية بالقذائف.

 ولم يتوقف القصف ليلا على منطقة الغوطة الشرقية الواقعة شرق دمشق حيث قتل مسلحان معارضان، بحسب المرصد.

 من جهة أخرى، تبنت الاثنين جبهة النصرة الإسلامية تفجيرا انتحاريا في بلدة السلمية في محافظة حماة وسط سورية، أدى إلى مقتل 42 شخصا، بحسب ما أعلنت الجبهة في حسابها الخاص على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي.

 وعرضت الجبهة على الانترنت صورة لمن قالت إنه منفذ العملية، وقد لثم وجهه بكوفية فلسطينية وحمل رشاشا أوتوماتيكيا، وإلى جانبه علم الجبهة. كما عرضت صورة لما قالت إنه رصد لتجمعات جنود النظام وبدا فيها جنود بملابس عسكرية وعناصر أخرى بملابس مدنية.

 وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد بمقتل 42 شخصا جراء تفجير سيارة مفخخة أمام معمل السجاد القديم "الذي يستخدم كمقر للجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام"، مشيرا إلى أن من القتلى عناصر من اللجان ومدنيين بينهم نساء وأطفال.

1 comments:

Old Mourabit يقول...

الرئيس السوري يقول ان جيشه استعاد زمام المبادرة على الأرض، والمعارضة تطالب المجتمع الدولي بدعمها بالمال والسلاح. صدقناكم حضرة الرئيس

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية