الثلاثاء، يناير 01، 2013
العاهل الاردني ينبه الإخوان: مجلس النواب أنسب مكان لاجراء الاصلاحات
عمان - تتجه المملكة الاردنية نحو انتقال النقاش من الشارع المحتدم بتحريض الاخوان المسلمين الى حيث يجب أن يكون في مجلس النواب حيث ينتظر ان تجري الانتخابات نهاية الشهر الاول من العام الجديد.
واستخدم العاهل الاردني سلاح الحوار في المواجهة مع الاخوان الذين استطاعوا في مرحلة معيّنة اختراق العشائر الشرق اردنية التي تعتبر من مكونات النظام الملكي في الاردن، بل العمود الفقري لهذا النظام.
الأمر الذي يؤكد أنه فضّل الحوار على كلّ ما عداه، التعليمات الصارمة التي التزمتها قوات الامن والتي تقضي بتفادي اي نوع من العنف، حتى عندما يكون هناك من يلجأ الى الاستفزاز بدافع سوري او ايراني... او اخواني.
وقد باشر عبدالله الثاني في نشر سلسلة مقالات بهدف واضح هو شرح الهدف من الاصلاحات وتأكيد ان الانتخابات جزء لا يتجزّأ منها.
وتبدو الانتخابات الاردنية التي تحدد موعدها في الثالث والعشرين من كانون الثاني- يناير 2013 خطوة على طريق اعادة الوضع الى طبيعته في المملكة، ووضع الملك عبدالله الثاني الانتخابات نصب عينيه من منطلق أنّ مجلس النواب هو المكان المناسب لاجراء اصلاحات في البلد.
واراد الملك نقل النقاش الى المؤسسات المعنية به بديلا من الشارع وذلك خلافا لما اراده الاخوان المسلمون الذين ارادوا استغلال "الربيع العربي" الى ابعد حدود.
ولم يسقط في الاردن اي قتيل على الرغم من حصول مئات التظاهرات التي اراد الاخوان، وغير الاخوان، من خلالها افتعال مشاكل كبيرة في البلد.
في المقابل لجأ الاخوان الى كلّ الاسلحة المتوافرة لديهم بما في ذلك اطلاق الشعارات التي تستهدف شخص الملك. اكثر من ذلك، لجأ الاخوان الى ممارسة ضغوط خارجية على الاردن استهدفت تعميق الازمة الاقتصادية التي يعاني منها البلد عن طريق وقف تصدير الغاز المصري اليه بين حين وآخر.
وكان ملفتا ان نسبة 18 بالمئة فقط من كمية الغاز المتفق عليها وصلت الى الاردن العام 2012. ورتب ذلك خسائر ضخمة تعرّضت لها الموازنة الاردنية نظرا الى اضطرار السلطات المختصة الى تشغيل معامل الكهرباء عن طريق السولار الذي يكلّف الكثير!
وصمدت الاردن في مواجهة ضغوط الاخوان، ولم يتراجع الملك عن امرين اساسيين اولهما القانون الانتخابي الذي اراد الاخوان ان يكون على قياسهم والآخر عن اجراء الانتخابات التي يصرّ الاخوان على مقاطعتها.
وتشهد البلاد فصلاً جديدا من المواجهة بين الاخوان ومن يقف خلفهم من جهات اقليمية، بينها ايران، من جهة والمؤسسات الاردنية، على رأسها القصر من جهة اخرى.
وتميل الكفة لمصلحة المؤسسات الاردنية لسببين على الاقلّ اولهما أن الشرق اردنيين مثلهم مثل الاردنيين من اصول فلسطينية بدأوا يخشون الفوضى في الشارع، فقد تحوّل السؤال المطروح في كلّ الاوساط الاردنية: ماذا اذا خسرنا الاردن والملك؟. اما السبب الاخر الذي جعل الاردنيين يفكرون طويلا في مستقبلهم، فهو يتمثل في ان الاخوان لا يمتلكون اي نموذج ناجح يقدمونه لـ"الجماهير الثائرة" التي بات عليها التفكير في البديل في حال المساس بالاستقرار.
ويتساءل المتابعون "هل يمكن للتجربة المصرية، حيث شبق اخواني لا حدود له للسلطة، ان توفّر نموذجا من اي نوع كان؟".
1 comments:
الاخوان لا يمتلكون اي نموذج ناجح يقدمونه لـ'الجماهير الثائرة' التي بات عليها التفكير في البديل بعد المساس بالاستقرار.
إرسال تعليق