الجمعة، فبراير 08، 2013

تواصل ردود الفعل الرافضة لتشكيل حكومة كفاءات وطنية وسط توتر أمني في تونس

توالت ردود الفعل الرافضة لقرار رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي بتشكيل حكومة كفاءات وطنية غير حزبية لإدارة شؤون البلاد، فيما تجددت أعمال العنف والمواجهات بين محتجين غاضبين وقوات الأمن في عدة مدن تونسية غداة مقتل المعارض اليساري شكري بلعيد.

 ورفض رئيس الكتلة البرلمانية لحركة النهضة الإسلامية الحاكمة صحبي عتيق القرار، وأخذ في حديث للتلفزيون الرسمي التونسي على الجبالي عدم استشارته الائتلاف الثلاثي الحاكم أو حركة النهضة قبل إعلان قراره.

 وأعلن نائب رئيس حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي موقفا مماثلا يرفض حكومة الكفاءات، وقال إن تونس مازالت في حاجة إلى حكومة سياسية ائتلافية استنادا إلى نتائج الانتخابات التي قادت حركة النهضة إلى الحكم.

 غير أن المحامي التونسي مختار الطريفي يرى أن تلك المواقف تعدّ غير نهائية ولاسيما أن الجبالي يحتاج إلى موافقة المجلس التأسيسي على حكومته.

 وأضاف الطريفي  لـ"راديو سوا" أن "الخيارات موجودة أمام النهضة لأن رئيس الحكومة لا يستطيع أن يتخلى عن سلطة المجلس الوطني التأسيسي بأي حال من الأحوال سواء اعتبر هذه الحكومة التي سيشكلها تواصلا للحكومة السابقة  أو اعتبر أنها حكومة جديدة فإنه في تقديري لا يمكن تجاوز  المجلس الوطني التأسيسي بالتالي فإن التوافق داخل المجلس التأسيسي ضروري".

 وتابع أن مشاورات تجري الآن بين مختلف الأحزاب، ومشاورات أخرى بين رئيس الحكومة والفاعلين السياسيين والفاعلين الاجتماعيين، مشيرا إلى أن تطورات على مستوى البلد "ستحدث في الساعات القادمة".

الاتحاد الأوروبي يطالب بوضع حد لأنشطة "المتطرفين"

 ومن جهة أخرى، طالب الاتحاد الأوروبي الخميس الحكومة التونسية ببذل كل الجهود اللازمة من أجل وضع حد لأنشطة المجموعات المتطرفة إثر مقتل بلعيد.

 وحذرت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون من أنّ تنامي ما قالت إنها "جرائم مرتكبة من قبل المجموعات المتطرفة بما فيها لجان حماية الثورة، يهدد المرحلة الانتقالية في تونس".

أعمال عنف جديدة واتحاد العمال يعلن إضرابا عاما (16:23 غرينيتش)

 وكانت أعمال العنف والمواجهات قد تجددت بين محتجين غاضبين وقوات الأمن في عدة مدن تونسية الخميس غداة مقتل بلعيد.

 ففي العاصمة تونس، أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف لتفريق مئات من المتظاهرين الذين تجمعوا أمام مقر وزارة الداخلية ورددوا شعارات معادية لحركة النهضة الإسلامية الحاكمة.

 وطاردت الشرطة بالسيارات والدراجات النارية المتظاهرين الذين تفرقوا في شوارع متفرعة عن جادة الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة، حيث يقع مقر وزارة الداخلية.

 كما اندلعت مواجهات عنيفة  في مركز ولاية قفصة جنوب غرب تونس، بين الشرطة ومئات من المتظاهرين الذين نظموا جنازة رمزية لبلعيد بدعوة من منظمات المجتمع المدني و"ائتلاف الجبهة الشعبية" الذي كان بلعيد عضوا فيه.

 وبدأت المواجهات حين رشق أحد المتظاهرين الشرطة بزجاجة حارقة، فردت بإطلاق مكثف لقنابل الغاز المسيل للدموع قابله المحتجون برشقها بالحجارة.
  
إضراب عام

 وفي الإطار نفسه، دعا الاتحاد العام التونسي للشغل إلى إضراب عام الجمعة وإقامة جنازة وطنية لبلعيد.

 وأعلن الاتحاد عقب اجتماع استثنائي لهيئته الإدارية الخميس أن "أمام المخاطر التي أصبحت تهدد البلاد وتنذر بدفعها إلى حرب أهلية وإلى الانقضاض على حرية التونسيين وأمنهم وثورتهم، فإننا نقرر دعوة العمال إلى شن إضراب عام وطني سلمي كامل يوم الجمعة". إن هيئته الإدارية التي عقدت اجتماعا استثنائيا الخميس قررت "رسميا الإضراب العام غدا الجمعة".

العربي يدين اغتيال بلعيد

 وأدان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي اغتيال بلعيد واعتبر أنه "تحد خطير لمسار التغيير الديموقراطي في تونس وعدد من الدول العربية".

 وقال العربي في بيان إنه "يتضامن مع الشعب التونسي في هذا المصاب الأليم"، مناشدا الأطراف والحركات السياسية والمنظمات الوطنية المعنية بالدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية بالتحرك الفعال لنبذ العنف السياسي والوقوف بحزم ضد كل "من يحرض على ارتكاب الجرائم السياسية أو ممارسة العنف تحت أي ذريعة من الذرائع".
النهضة ترفض قرار تشكيل حكومة تكنوقراط (12:00 بتوقيت غرينتش)

 رفضت حركة  النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس الخميس قرار أمينها العام رئيس الحكومة حمادي الجبالي تشكيل حكومة كفاءات وطنية غير مرتبطة بالأحزاب السياسية تدير شؤون البلاد إلى حين إجراء انتخابات عامة.
  
 وأشارت الحركة إلى إنها تؤكد على ضرورة تشكيل حكومة ائتلافية تستند إلى انتخابات 2011 التي أوصلت النهضة إلى سدة الحكم.
  
 وقال نائب رئيس حركة النهضة عبد الفتاح مورو لـ"راديو سوا" إن تشكيل حكومة تكنوقراط على النحو الذي دعا إليه الجبالي قد يدخل البلاد في دوامة جدل سياسي حاد، خصوصا في ظل الخلافات الراهنة والواقع السياسي المتشنج.
  
 وأضاف أن القرار سيعمق أيضا الخلاف داخل حركة النهضة التي قد تتخلى عن الجبالي وتطرح مرشحا جديدا لرئاسة الحكومة التونسية.
  
 ونفى  مورو أن يكون حل الجبالي للحكومة مساء الأربعاء مرتبط  بحادث اغتيال المعارض شكري بلعيد. 
  
الجبالي "لم يشاورنا"
  
 كذلك، قال المتحدث باسم حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي في تصريحات صحافية الخميس إن حركة النهضة لا توافق على قرار الجبالي، وأضاف أن رئيس الوزراء "لم يشاورنا في هذه المسألة التي سمعنا بها بالأمس". 
  
 وتابع الجلاصي أن حركة النهضة ستجري مشاورات مع قوى سياسية برلمانية تهدف إلى الخروج بتوافقات في هذا الصدد.
  
يوم حداد
  
 ويأتي هذا، فيما تشهد تونس الخميس حدادا دعت إليه أحزاب معارضة عقب اغتيال الأمين العام لحزب الوطنيين الديموقراطيين شكري بلعيد.
  
 وأعلنت نقابة المحاميين التونسيين اضرابا عاما لمده ثلاثة أيام. وقال المتحدث باسم حزب نداء تونس المحامي محمد الأزهر العكرمي في اتصال مع "راديو سوا" إن الإضراب يأتي إكراما لبلعيد الذي قتل "بدم بارد" في عملية اغتيال سياسي لم تشهده تونس منذ عام 1952.

 ووضع أحد سكان المنطقة، حيث منزل بلعيد، مقطع فيديو على يوتيوب يظهر مكان الهجوم بعد دقائق من تنفيذه:

الجبالي يعلن تشكيل حكومة جديدة (الأربعاء 19:00 بتوقيت غرينتش)
  
وكان رئيس الوزراء التونسي الأمين العام لحركة النهضة الحاكمة حمادي الجبالي قد أعلن مساء الأربعاء تشكيل حكومة" كفاءات وطنية لا تنتمي لأي حزب سياسي" وذلك في كلمة وجهها للشعب التونسي في أعقاب اغتيال المعارض شكري بلعيد.

وجاءت كلمة الجبالي في وقت ارتفعت فيه حدة التوتر مع خروج تظاهرات مناهضة لحركة النهضة التي أحرق المتظاهرون مقرات لها، كما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين تجمعوا أمام مقر وزارة الداخلية.

ورفع المتظاهرون الذين رددوا النشيد الوطني شعارات مثل "الشعب يريد إسقاط النظام"و"الشعب يريد الثورة من جديد"و"النهضة جلاد الشعب".

وفي كلمته للشعب بعد اغتيال المعارض التونسي الأربعاء أمام منزله، قال الجبالي إن مهمة الحكومة تتمثل في "تسيير شؤون الدولة والبلاد إلى حين إجراء انتخابات سريعة".

وأوضح أن الحكومة ستكون مصغرة وستتشكل من أبرز ما لدينا من كفاءات، وفي كل الوزارات السيادية وغيرها، تعمل على الخروج من هذه الوضعية".

وتابع أن الحكومة سوف "تلتزم بحيادها عن كل الأحزاب السياسية كما أن رئيس الحكومة وأعضاءها لن يتقدموا (يترشحوا) إلى الانتخابات".

وشدد على ضرورة أن تكون الانتخابات العامة القادمة "سريعة وشفافة ونزيهة بمراقبة دولية كثيفة" داعيا رئيس المجلس الوطني مصطفى بن جعفر إلى "أن يحدد لنا تاريخا واضحا وجليا وفي أقرب الآجال للانتخابات".

ردود أفعال

وفي سياق ردود الأفعال، عبرت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان الأربعاء عن "إدانتها الشديدة لجريمة الاغتيال الدنيئة"، وعن "تضامنها العميق مع الشعب التونسي الشقيق".

ومن ناحيته وصف مكتب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بيان الإغتيال بالجريمة وعبر عن قلق فرنسا من تصاعد العنف السياسي في تونس.

مطالب المعارضة

 ويأتي تشكيل الحكومة الجديدة بعد أن جددت المعارضة التونسية دعوة الحكومة إلى الاستقالة بعد اجتماع عقدته تكتلات الأحزاب المعارضة على خلفية اغتيال  شكري بلعيد الأمين  العام لحركة الوطنيين الديموقراطيين على يد مجهول صباح الأربعاء  أمام بيته.

 وقالت الأحزاب، التي تضم كلا من الحزب الجمهوري وحزب نداء تونس والجبهة الشعبية والمسار، إنها تطالب بجنازة وطنية كما دعت جميع ممثليها في المجلس التأسيسي إلى تعليق عملهم وتشكيل هيئة مشتركة لتنسيق المواقف قبل اجتماع المعارضة المقررة مساء الأربعاء.

 وحملت الجبهة الشعبية الحكومة والداخلية وحركة النهضة مسؤولية اغتيال بلعيد، وقال  الأمين العام لحركة الجبهة الشعبية محمد جمور في مؤتمر صحافي إن الرئيس المنصف المرزوقي حذر بنسفه الفقيد  من أنه مستهدف.
وأضاف أن "هذا الاغتيال الذي كان مدبرا له من قبل، مش من الأيام القليلة الأخيرة، لقد وقع إعلامنا بصفة رسمية من رئاسة الجمهورية وأنا أقولها تحت مسؤوليتي، رئيس الجمهورية نفسه في لقاء معه ويمكن الرفيق هنامي يؤكد هذا، أعلم الرفيق شكري بالعيد أن رئاسة الجمهورية تلقت تقارير تفيد أن الرفيق شكري بلعيد مستهدف. رئيس الجمهورية لم يبح لشكري بلعيد بالجهات التي تستهدفه".

 وتابع جمور "لم يعلمنا شكري بلعيد بهذا. في المكتب السياسي ما علمنا به إلا عندما تكاثرت المعلومات التي ترد علينا بوجود تهديدات جدية للرفيق شكري"، مشيرا إلى أن "الشيء الذي دفعنا في نوفمبر خلال ندوة صحافية أن ننبه وزارة  الداخلية لهذا الأمر وقلنا بصريح العبارة أن لنا أنباء حول نية اغتيال الرفيق شكري بلعيد، وحملنا السلطة السياسية ووزارة الداخلية المسؤولية في ما قد يحصل للرفيق. لم يسمعنا أحد، لم تتخذ أي إجراءات حمائية" لبلعيد.

وزير الداخلية: لا يمكن توفير الحماية للجميع

 لكن وزير الداخلية علي العريض قال في تصريح لـ"راديو سوا" إن السلطات لا تستطيع توفير الحماية الشخصية للجميع.

 وأضاف "إحنا عندنا طبقة سياسية كبيرة فالأحزاب 150 زيادة على السياسيين والإعلاميين ورجال الدولة وغيرهم، حيث أن من الصعب أن نوفر حماية لكل شخص، وما هي حماية شخص؟ تعمل له شخصا أو اثنين معه فهذا لا يعمل نسبة كبيرة بالنسبة لإنسان كان هناك تخطيط ومحاولة للنيل منه".

 كما أبلغ الوزير "راديو سوا" أن نتائج التحقيقات غير متوفرة حتى الآن، وتابع قائلا "حاليا لم نوقف شخصا له علاقة بهذه الجريمة، لكن مسألة من تكون الجهة أو الشخص وراء هذا، حاليا ليس لدي معطيات يمكن أن أفيد بها، فكل السيناريوهات محتملة والشرطة المختصة تتبع كل الأدلة ونحن لن نترك أي احتمال".

قائد السبسي: الجميع مستهدف

 من جانبه، قال رئيس حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي إن ما شهدته تونس الأربعاء في غاية الخطورة ويؤكد أن الجميع مستهدف، مشيرا إلى أن البلاد قد تدخل في حرب أهلية، على حد قوله.
وأضاف "نحن لا نتمنى هذا، إن شاء الله ربي يحمي تونس من هذا، ولكن كل شيء ممكن. وإن شاء الله تونس عندها أولادها ورجالها يمنعوا مثل هذا الانزلاق".

 وعن الجهة التي قد تكون وراء العملية، رفض الباجي قائد السبسي توجيه الاتهام بطريقة مباشرة للنهضة، لكنه ألمح إلى احتمال تورط لجان حماية الثورة التي تتمع بدعم النهضة.

 وأردف قائلا "مسألة العنف في الوقت الذي نحن ننبه إليه وهناك غيرنا ما يسمعش لهذا التنبيه  بل بالعكس يعطي انطباعا وكأنه يشجعه أن يبارك للناس الذين يستعملون العنف مثل رجال حماية الثورة".

دعوة لإضراب عام ولتعليق العضوية في المجلس التأسيسي

 في سياق متصل، دعت أربعة أحزاب تونسية معارضة إلى إضراب عام في البلاد يوم الخميس وإلى تعليق عضوية الأحزاب المعارضة في المجلس الوطني التأسيسي المكلف بصياغة دستور الجمهورية الثانية في تونس.

 ووجهت أحزاب الجمهوري، والمسار، والعمال، ونداء تونس دعوتها خلال اجتماع عقدته بالعاصمة تونس حسب ما أبلغ رئيس الحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي لوكالة الصحافة الفرنسية.

واشنطن تدين

 وفي واشنطن، أدانت الخارجية الأميركية بأشد العبارات عملية الاغتيال التي تعرض لها بلعيد.

 وقال المتحدث باسم دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الوزارة أندرو هالوس في تصريح لمراسل "راديو سوا" في الخارجية سمير نادر "إن رد فعلنا في غاية الوضوح، فنحن ندين بشدة عملية الاغتيال ، ونوجه تعازينا لعائلة الفقيد وأصدقائه وزملائه، ومن المهم الإشارة إلى أن شريحة كبيرة من الشعب التونسي والأحزاب السياسية قد أدانت هذه العملية".

 و أعرب المسؤول الأميركي عن يقينه بأن عملية الاغتيال لن تؤثر سلبا على مسعى التونسيين للمضي قدما على تحقيق  الديموقراطية في بلدهم بعد الثورة.

 وفي باريس، أدان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "بأكبر قدر من الحزم اغتيال" بلعيد، كما عبر عن "قلق" بلاده من "تصاعد العنف السياسي" في تونس. 
  
 مظاهرات غاضبة تعم مدنا تونسية

 يذكر أن مسلحين اغتالوا صباح الأربعاء الأمين العام لحزب الوطنيين الديموقراطيين والذي يعد من أبرز القوى اليسارية المعارضة لحكومة حركة النهضة الإسلامية، وذلك بعد يوم من اتهامه لقادة النهضة بممارسة سياسة "الإغتيال السياسي" في البلاد.
  
 وقال عبد المجيد بلعيد إن شقيقه أصيب برصاصتين لدى خروجه من منزله في العاصمة تونس صباح الأربعاء، نقل بعدها إلى المستشفى حيث توفي متأثرا بجروحه، وأضاف أنه "محبط وحزين" جراء مقتل شقيقه.
  
 وأتهم بلعيد حزب النهضة بالوقوف وراء العملية، وقال "تبا لكل حركة النهضة. اتهم راشد الغنوشي باغتيال اخي"، في إشارة إلى زعيم حركة النهضة التي يترأس أمينها العام حمادي الجبالي الحكومة الحالية.

 كذلك اتهمت زوجة بلعيد حركة النهضة بالوقوف وراء عملية الإغتيال.

الغنوشي ينفي ضلوع النهضة

 وردا على اتهامات زوجة بلعيد، أكد راشد الغنوشي أن رد الفعل هذا "صدر عن امرأة مصابة"، مشيرا إلى أن ردود الفعل التي اعقبت اتهامات زوجه بلعيد بدأت تظهر من خلال حرق مقرات لحركة النهضة في أكثر من مكان في البلاد، حسب قوله.

 ونفى الغنوشي في اتصال مع "راديو سوا" أن تكون حركته وراء اغتيال المعارض شكري بلعيد، محملا من وصفهم بأنهم "أعداء الثورة" مسؤولية الحادث.

 وقال الغنوشي إن المستفيد من اغتيال شكري هم "الذين يريدون نشر الفتنة وعرقلة التنمية وإدخال البلاد في أتون العنف السياسي المستهدف به الجميع". وأضاف أن "لا مصلحة لهم في نجاح الثورة واستقرار البلاد وتنميتها وهم غير قادرين على المنافسة السياسية، مما يجعلهم يمارسون العنف".

 وكان شكري بلعيد قد اتهم في حوار تلفزيوني الثلاثاء حركة النهضة بتبني سياسة "الاغتيال السياسي" في تونس:


ويعد شكري بلعيد من القياديين البارزين في الجبهة الشعبية، وهي ائتلاف لأحزاب يسارية راديكالية، وعرف بمعارضته الشديدة لحكومة النهضة التي كان يعتبرها "حكومة الالتفاف على الثورة".

غضب شعبي

 وتسود حالة من الغضب الشارع التونسي اثر اغتيال بلعيد، واحتشد من الاف المتظاهرين في مدينة سيدي بوزيد مهد الثورة، حيث احرقوا الاطارات ورشقوا رجال الشرطة بالحجارة، كما خرجت تظاهرات في مدن أخرى مثل العاصمة تونس وسوسة والقصرين وغيرها، فيما أُحرقت العديد من مقرات حزب حركة النهضة الحاكمة، في مناطق عدة من البلاد.

 وأطلقت الشرطة التونسية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين هاجموا مقر مديرية الأمن في مدينة سيدي بوزيد..

 ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر إن نحو 200 شخص هاجموا مقر المديرية بالحجارة، ردت عليهم الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع قبل أن تنسحب وتترك مكانها للجيش الذي يحاول تهدئة الأوضاع.

 وفي العاصمة تونس، تجمع مئات شخص أمام مقر وزارة الداخلية التونسية مطالبين بـ"إسقاط الحكومة" التي تقودها حركة النهضة.


1 comments:

Old Mourabit يقول...

تجمع مئات شخص أمام مقر وزارة الداخلية التونسية مطالبين بـ"إسقاط الحكومة" التي تقودها حركة النهضة.

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية