السبت، مايو 11، 2013

رسالة من تشومسكي وراء مقاطعة هوكنيغ اسرائيل

أثرت رسالة لعالم اللسانيات الاميركي اليهودي نعوم تشومسكي وقعها مع عشرين اكاديميا على قرار عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكنيغ مقاطعة المشاركة في المؤتمر السنوي لاتحاد الجامعات والكليات المؤمل عقده في اسرائيل في التاسع والعشرين من أيار/مايو.

وكشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية فحوى الرسالة التي غيرت قرار العالم البريطاني مكتشف "الثقوب السوداء" ومؤلف كتاب "موجز تاريخ الزمن".

وقالت جامعة كيمبردج إن عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكنيغ انسحب من مؤتمر اسرائيلي لينضم بذلك إلى مقاطعة أكاديمية لإسرائيل احتجاجا على احتلالها للأراضي الفلسطينية.

وقدمت تفسيرات متضاربة بشأن قرار هوكنيغ وأكد متحدث باسم الجامعة البريطانية أن العالم الذي يستخدم كرسيا متحركا امتنع عن حضور المؤتمر الذي ينظمه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس في إطار المقاطعة ويحضرة توني بلير وبيل كلينتون.

وسيمثل مشاركة المحاضرين والأكاديميين في المؤتمر دعما للجمعيات المؤسساتية الاسرائيلية. 
تفسيرات متضاربة بشأن قرار هوكنيغ

واشارت صحيفة الغارديان ان تشومسكي، المعروف بتأيده للقضية الفلسطينية، إنضم الى اكاديميين بريطانيين من جامعات كيمبردج، ولندن، وليدز، وساوثهامبتون، ووريك، ونيوكاسيل، ويورك والجامعة المفتوحة في مخاطبة هوكينغ بالقول إنهم "فوجئوا وخاب املهم خيبة كبيرة" من قبوله الدعوة للحديث في المؤتمر الرئاسي في القدس، والذي سيرأسه شمعون بيريز.

وأضاف تشومسكي، الذي دعم "مقاطعة وسحب الاستثمار في الشركات التي تقوم بعمليات في الاراضي المحتلة" وزنه الهام الى الضغط على هوكينغ بعد مراسلات الكترونية مع مجموعة حملة اللجنة البريطانية لجامعات فلسطين.

وذكرت الرسالة حسب تقرير صحيفة الغارديان الذي كتبه روبرت بوث وهارييت شيروود "تميز اسرائيل منهجياً ضد الفلسطينيين الذين يشكلون 20 في المائة من سكانها بطرق تعتبر غير قانونية في بريطانيا"، ومعاملتها للفلسطينيين في غزة هو بمثابة عقاب جماعي".

وقالت ان "اسرائيل تضع حواجز طرق عديدة، مادية، ومالية وقانونية، في طريق التعليم العالي لكل من مواطنيها الفلسطينيين واولئك الذين هم تحت الاحتلال، وبناء مستوطنات يهودية يخرق اتفاقية جنيف".

واضافت "اسرائيل عندها اسم للترويج لمكانتها الثقافية والعلمية: ماركة اسرائيل. هذه سياسة متعمدة لتمويه تصرفاتها القمعية وراء قشرة مهذبة".

وقال البروفيسور مالكولم ليفيت، وهو زميل في الجمعية الملكية وخبير في الرنين المغناطيسي في جامعة ساوثهامبتون وقع على الرسالة "اسرائيل لديها سياسة صريحة كلياً تقضي بجعل الحياة مستحيلة لاولئك السكان غير اليهود، وانا اجدها غير مقبولة كلياً. وكعالم، فان الاداة المتاحة لي لمنع جعل ذلك الوضع عادياً هي المقاطعة. وهذا خيار صعب لان اسرائيل مليئة بالعلماء اللامعين وهم زملاؤنا".

إلا ان الاكاديمي الليبرالي ديفيد نيومان، عميد كلية العلوم الانسانية والاجتماعية في جامعة بن غوريون في اسرائيل، قد حذر من إن المقاطعة الاكاديمية "ليس من شأنها الا ان تدمر احد الفضاءات القليلة الباقية التي يمكن للاسرائيليين والفلسطينيين ان يلتقوا فيها فعلاً".

وتم إسقاط اسم هوكنيغ في هدوء من قائمة المشاركين هذا الأسبوع وانتقد منظمو المؤتمر انسحابه.

وقال اسرائيل ميمون رئيس المؤتمر في بيان "المقاطعة الاكاديمية من وجهة نظرنا شائنة وغير ملائمة وخاصة بالنسبة لشخص تمثل روح الحرية بالنسبة له أساس مهمته الانسانية والأكاديمية".

وقال توم هيكي، عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد الجامعات والكليات، "كانت خطوة جريئة من قبل هوكينغ لسبب واضح هو ان شخصاً في مكانته البارزة سيصبح هدفاً لتشويه سمعته، واذا كان بامكانه ان يفعل ذلك، فان علينا جميعا ان نفكر بعمل ما قام به، والمسألة ليست استهداف اساتذة اسرائيليين، وانما استهداف المؤسسات".

وستدعو اللجنة البريطانية لحملة جامعات فلسطين اللورد سكيدلسكي، وهو احد كبار المؤرخين الاقتصاديين، لكي يرفض الدعوة للمشاركة في الحديث امام المؤتمر، الا ان سكيدلسكي، البروفيسور الفخري في الاقتصاد السياسي في جامعة ووريك وأحد لوردات حزب المحافظين رفض التعليق، ومن المفهوم انه لا يزال ينوي حضور ذلك المؤتمر.


ويرى الاكاديميون المناصرون للمقاطعة ان الاجراء الذي يتخذه العلماء ينطوي على فاعلية بصفة خاصة في معارضة معاملة اسرائيل للفلسطينيين، لان تاريخ البلاد في مجالي العلوم والتكنولوجيا عامل فاعل في الاقتصاد، ويدعون ان الامكانات البحثية للمؤسسات الاكاديمية الاسرائيلية استُخدمت في دعم البرامج التنموية، مثل تطوير الطائرات التي تطير من دون طيار.

وسبق ان قال الكاتب البريطاني إيان ماكوان، الذي تعرض قبل عامين لانتقادات عندما زار اسرائيل لقبول جائرة القدس "شعوري في العام 2011 كان انني اردت الارتباط بافضل عناصر المجتمع الاسرائيلي، ولم تكن لدي الرغبة في عزل هؤلاء الناس".

وأضاف ان هناك العشرات من الدول "التي قد نمقت حكوماتها او لا نرضى عنها، غير ان "اسرائيل-فلسطين اصبحت محك اختبار لجزء معين من الطبقات الثقافية. اقول هذا في اطار الاعتقاد بان من الخطأ الفادح الذي ترتكبه حكومة اسرائيل عدم سعيها الى بنشاط اكبر وبايجابية ومزيد من الابداع الى حل مع الفلسطينيين. وهذا ما يجعلني اعتقد ان على المرء ان يذهب الى تلك المناطق لايضاح وجهة نظره. وادرة الظهر ان تسفر عن اي نتيجة".

إلى ذلك انتقدت منظمة يهودية بشدة قرار عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكنيغ بعدم حضور مؤتمر في إسرائيل نتيجة لضغوط من ناشطين مؤيدين للفلسطينيين. 

وقالت "رابطة مكافحة التشهير" اليهودية ، ومقرها نيويورك، إن هوكنيغ "سدد صفعة في وجه الحرية الأكاديمية". 

وأضافت المنظمة إن حملة المقاطعة "تعتمد على تشبيه بغيض وخاطئ للديمقراطية الإسرائيلية بسياسة التمييز العنصري". 

وعلى الرغم من عدم قدرته على الحركة أو الكلام، إلا أن ستيفن هوكينغ يتمتع بقدر كبير من الاحترام في جامعة كيمبردج لدرجة أنه يعتبر بروفيسورا في مجال يخرج عن نطاق فهم معظم البشر، وتظل كتبه على قائمة أفضل الكتب مبيعا لاسابيع دون انقطاع. 

ويعتبر ستيفن هوكينغ ظاهرة من ظواهر العصر الحديث. وقدر الاطباء أنه سوف يعيش فترة محدودة بعدما تم تشخيص حالته عندما كان في الثانية والعشرين من عمره بأنه مصاب بمرض عضال لا شفاء منه في العضلات والجهاز العصبي يعرف باسم التصلب الضموري الجانبي. 

ولكن هوكينغ تحدى تكهنات الاطباء المتشائمة وبلغ عامه الحادي والسبعين في الثامن من كانون الثاني/يناير الماضي. 

وينجم عن حالة هوكينغ المرضية قدر من الالم لا يمكن لغالبية البشر احتماله. غير أن عالم الفيزياء الفلكية وعلم الكونيات يفضل المزاح بشأن ظروف مرضه حيث يقول: أنه على الاقل ليس معرضا لاغراء أن يهدر وقته في ممارسة الرياضة أو الغولف. 

وبصورة أكثر جدية، بات هوكينغ على قناعة بأنه عثر على "سعادة كبيرة" في حياته على المستويين الشخصي والمهني. 

وقال أن اكتشاف الاصابة بالمرض لم يكن بمثابة الصدمة الكبيرة بالنسبة له كما يفترض الكثيرون. 

وقال هوكينغ ذات مرة أنه "قبل تشخيص حالتي المرضية، كنت أشعر بالملل الشديد من حياتي ولم يكن يبدو أن هناك شئ جدير بأن أفعله. وأعتقد أنني أكثر سعادة الان". 

ولا يستطيع هوكينغ أن يقوم بأي حركة ولا حتى تعديل وضع نظارته، غير أنه يشار إليه في بعض الاحيان باعتباره "سيد الكون". وتزوج هوكينغ من جين ويلد في سن الخامسة والعشرين، أي بعد التشخيص المشؤوم لحالته المرضية. 

ويولي هوكينغ، عالم الفيزياء الفلكية، اهتماما كبيرا بالالغاز الكبرى التي تتعلق بالعلم والبشر. 

وقال هوكينغ ذات مرة "أن هدفي يتمثل في الفهم الكامل للكون وأسباب وجوده على صورته وِأسباب وجوده في المقام الاول".


كرم نعمة

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية