السبت، يونيو 08، 2013
ماذا كان يحضّر “حزب الله” لولا سقوط القصير؟
هل كان “حزب الله” يحضّر لـ”7 أيار” جديد لو لم يتمكن من الدخول إلى القُصير مع جيش النظام السوري؟
يقول مصدر قيادي في فريق 14 آذار لـ”الجمهورية” أن “حزب الله” كان يحضّر فعلاً لانتشار عسكري واسع في صيدا وبيروت وبعض مناطق الجبل لمحاصرة مواقع “14 آذار” السياسية، وكذلك لإلغاء دور القوى السلفية كالشيخ أحمد الأسير، إضافة إلى مجموعة أسباب كان يسعى إلى تحقيقها، أوّلها الضغط على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للتخفيف من حدّة خطابه الذي لا ينفك يوجّه الملاحظات والإتهامات، المباشرة وغير المباشرة، إلى الحزب من جهة، وتزامناً من جهة أخرى مع حال الكره الشديد والمتبادل بين سليمان ورئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون، الذي يتمظهر في مجموعة أمور ترتبط بإدارة الدولة بين الرجلين.
أمّا الأسباب الثانية فتركّز على الضغط في اتجاه تأليف حكومة شبيهة بحكومة الدوحة لانعدام أي إمكان تأليف حكومة من لون واحد، ذلك أن الرئيس المكلّف تمّام سلام لن يقبل، كما أن أي رئيس سنّي آخر لن يوافق أيضاً، وبالتالي لن يتمكن الحزب من انتزاع أكثرية نيابية تحقّق هذا الهدف.
إلّا أن معركة القُصير، بحسب المصدر القيادي في “14 آذار”، ولو لم تكن انتصاراً كاملاً لمحور النظام على محور الثورة، فرضت معطيات جديدة ترتبط إرتباطاً مباشراً بالحدث المحلي اللبناني، لذلك فمن المتوقّع أن يجهد محور “حزب الله” ـ عون في المرحلة المقبلة لاستثمار ما حصل في الداخل اللبناني، من خلال فرض الشروط على الحكومة العتيدة لناحية التأليف ومضمون البيان الوزاري، وكذلك على رئيس الجمهورية في محاولة للتأثير والهيمنة على قراره، كما للضغط على التيار الوسطي في الساحة السياسية. إلا أن هذه المحاولة، تابع المصدر نفسه، لن تنجح بالضرورة لأن تيار “المستقبل” لن يسير في أي تسوية مع “حزب الله” ولو بالقوة، وبطبيعة الحال “القوات اللبنانية” ايضاً، بعدما كانت في أساس المعارضين لاتفاق الدوحة، وكان رئيسها سمير جعجع أكثر الرافضين لأي تسوية في حينه ولا يزال على حساب الدولة اللبنانية.
من هنا، فإن خطة “حزب الله” المتوقّعة، والتي تستلزم السيطرة على الحكومة المقبلة عبر الثلث المعطّل لثنائي عون ـ “حزب الله” من جهة، وعبر فرض معادلة “الشعب ـ الجيش ـ المقاومة” على بيانها الوزاري من جهة ثانية، دونها عقبات كثيرة تبدأ بالمقاومة السلمية لـ”14 آذار”، ولا تنتهي بتدخل الحزب في القصير، الذي تصفه قوى “14 آذار” بـ”العدوان على الشعب السوري”، مروراً بالإرتباك الداخلي الذي يجسّده عدم اقتناع الرأي العام بالتسويق المكثّف واليومي من خلال وسائل الإعلام التابعة لقوى “8 آذار” مجتمعة، بأن من يدير المعارك في سوريا ضد “حزب الله” هي “جبهة النصرة”، لأن كل المعلومات تؤكد أن “جبهة النصرة” لا يزيد عدد مقاتليها عن سبعة آلاف من أصل مئة الف مقاتل سوري وأكثر.
من جهتها، تُبدي مصادر سياسية متطابقة خشيتها من إلغاء التيار الوسطي والمعتدل من المشهد السياسي الداخلي، بحيث لا يبقى مكان لأي وسطية أو أي منطقة رمادية في السياسة اللبنانية، بعد أن تنقسم السلطة بين مناصر لنظام الرئيس بشار الأسد ومناصر للثوار في سوريا. ويبدو أن جبهة الشمال، يتابع المصدر نفسه، تتجه إلى سخونة غير مسبوقة تحت عنوان يرتبط بالثورة السورية من جهة، أو بمنطق “الأقليات في خطر” من جهة أخرى، ما يجعل من القوى المسيحية في منطقة الشمال طرفاً أساسياً في النزاع الذي استورده “حزب الله” من سوريا إلى لبنان، وعندها سيصبح أي تيار سياسي في “14 أو 8 آذار” من هذه المنطقة طرفاً مباشراً أو غير مباشر في الإنقسام المذهبي الذي بات ينذر بفتنة خطيرة، ويستحضر شبح الحرب الأهلية، حسب ما أكد أكثر من ديبلوماسي عربي ودولي على تماس مباشر من التطورات السورية، كما اللبنانية.
0 comments:
إرسال تعليق