الجمعة، يونيو 07، 2013

حين يحوّل "حزب الله" منطقة المتن ساحة حرب

بعد إعلان سقوط منطقة القصير السوريّة، وفور وصول الخبر إلى لبنان، أقامت المناطق التابعة لـ "حزب الله" احتفالات شعبيّة وتم توزيع الحلوى من مناصري الحزب، كعادتهم في التعبير عن فرحهم بما اعتبروه "نصراً"، غير آبهين لتداعيات ما يقومون به إن على الصعيد السياسي، الحزبي، أو حتى الشعبي، وتأثيره على الداخل اللبناني.

هذا المشهد الإستفزازي الذي اعتادت منطقة الضاحية الجنوبيّة لبيروت ان تعيشه، انتقل إلى منطقتي الفنار والرويسات في المتن الشمالي ـ الذي غابت عن تغطيته كل الوسائل الإعلامية ـ حيث جاب مناصرو "حزب الله" شوارع الدكوانة، الجديدة، سد البوشرية، وصولاً إلى الزلقا معبّرين عن فرحهم بإطلاق الرصاص وأصوات الموسيقى الصاخبة التي نادت باسم الرئيسين حافظ وبشار الأسد، وطبعا باسم السي حسن نصرالله.

هذا المشهد، استفزّ أهالي منطقة المتن، إذ عمد عدد من شباب "حزب الكتائب" الى التجمّع للتظاهر والمطالبة بوضع حدّ لما يحصل بعد أن تمّ إطلاق الرصاص بين المنازل لساعات متواصلة، ورُفعت أعلام "حزب الله" في مناطقهم المسالمة، فتدخّلت قيادة حزب الكتائب لتهدئة الأجواء.

النائب سامي الجميّل أوضح في حديث الى موقع "NOW"، أنّ ما حصل "تخطّى حدود الإحترام والقانون، لأنّ المواكب بقيت طوال اليوم تجوب شوارع منطقة المتن غير آبهة لأهالي المنطقة، و إطلاق الرصاص استمر لأربع ساعات متواصلة من دون مراعاة أحد إلى أن تدخّلت مخابرات الجيش والجيش وقوى الأمن الداخلي بعد اتصالات أجراها معهم حزب الكتائب".

وأتى موقف الجميّل حازماً، فإمّا تتدخّل الدولة وتحسم الأمر، أو هي فاشلة لا يمكنها القيام بأي واجب تجاه مواطنيها، مؤكّداً أنّ مناطق المتن آمنة، ولم تشهد مشاكل منذ عشرات السنين، وأهلها غير مستعدّين اليوم للموت برصاص طائش، أو أن يناموا ويستيقظوا على صوت الرصاص، ولا يسمحون لأحد بتغيير نمط عيشهم المسالم، آملاً من الدولة أن تسمع هذه الصرخة لأن المرة المقبلة قد لا تمرعلى خير. 

الا ان رئيس بلدية الجديدة أنطوان جبارة قال لـ"NOW"، إنّ "شيئاً لم يحدث، ولم يُستفز أحد من أهالي منطقة المتن الشمالي بما حصل من قبل أهالي منطقتَيْ الرويسات والفنار"، مستنكراً الإشاعات التي أُطلقت حيال الموضوع، مؤكداً، أنّ شباب "حزب الكتائب" اجتمعوا مع شباب "حزب الله"، و"حلّوا القضيّة".

واعتبر جبارة انّ "لا مشكلة من إطلاق بعض الرصاصات للتعبير عن فرحهم بالإنتصار، وهذا يحدث في كل المناسبات كما في الأعراس".

وعن أنّ هذه المناسبة لا تخصّ اللبنانيين، أشار جبارة أنّ المناسبة والانتصار يخصّ الذين فرحوا، لأنّهم كانوا موجودين في ساحة المعركة، وقد احتفلوا ضمن منطقتهم الرويسات حيث يتواجدون، ولم ينزعج منهم أحد، 
  
ولفت الى أنه لم يكن حينها موجوداً في المنطقة، لكنه تواصل مع مكتب "حزب الكتائب" قسم منطقة الجديدة، وعلم من المسؤول أنّ "الأمور حُلّت، ولا وجود لأي إشكال أساساً".

وأكد جبارة في حديثه أنّه لا يستنكر ما حصل، متسائلاً:" "وين المشكلة؟"، كل ما أراد "حزب الله الإحتفال بمناسبة علينا افتعال مشكلة!". وعلّل أنّهم كانوا يطلقون الرصاص في الهواء، وليس على الناس. موضّحاً أنّهم يرفضون بشكل قاطع أي إشكال مع أهالي الرويسات، وطلب من الجميع عدم التدخّل، لأنّه غير مستعد لتحمّل أي خسارة بشرية من أهالي منطقة الجديدة إرضاءً لأحد.

ورفض جبارة "تغذية الضغينة ونشر الحقد"، معتبراً "أنّنا تعلّمنا من الماضي ولا نريد العودة إليه، ويكفي اللبنانيين ما حصل من معارك وحروب على مرّ السنين، وجلّ ما نطالب به اليوم هو السلام والأمان".

أمّا رئيس اقليم المتن الكتائبي ميشال الهراوي، فأكّد لـ "NOW"، أنّهم أصدروا بياناً مستنكرين ما حصل في المنطقة، متأسفاً للصراعات الخارجية التي تؤثر بشكل مباشر على الداخل اللبناني وتثير النعرات بين المناطق.

واعتبر الهراوي أنّ هذا العمل غير مسموح به بعد اليوم، وهو استباحة للقانون من أجل معركة لا دخل لهم فيها.

وأشار إلى أنّ عمليّة إطلاق النار تمّت بين المنازل والأهالي على الطرقات الذين تعبوا من هذه المظاهر المستفزّة.

واستنكر الهراوي موقف الأجهزة الأمنيّة الموجودة في المنطقة والتي تمّ التواصل معهم إلاّ أنّهم يريدون الفعل وليس القول فقط. وطالب الدولة أن تكون حازمة وجازمة لتقمع هذه التصرفات، ولتؤكّد أنّ القانون فوق الجميع.

وأشار إلى أنّ هناك عدداً من شباب "حزب الكتائب" تجمّعوا لوضع حدّ لما يحصل، إلاّ أنّه تدخّل بتوجيهات من النائب سامي الجميّل لمنعهم من القيام بأيّ تصرّف، ليس خوفاً من أحد، إنّما لإفساح المجال للدولة من أن تقوم بمهامها وإيماناً منهم بوجودها.

وأكّد الهراوي أنّه لا يمكنهم دائماً منع الشباب، ويجب أن يعلم الجميع أنّ هذه المنطقة تحمل في أرضها دم الشهيد بيار الجميّل.

وختم:"لمّينا الرصاص من بين أجريْن الولاد، شو ذنبهم! فعلاً، تحكمنا شريعة الغاب".

ورأى عضو مجلس بلدية الجديدة طوني شهوان أنّ ما حدث في الأمس غير مقبول، ولا أحد يرضى بما حصل. موضّحاً، أنّهم ما زالوا مقتنعين بوجود الدولة والقانون، وإذا ما تعذّر على هذه الأخيرة التصرّف، فأجاب:" سنضع ثلاث نقاط ( بمعنى سنتصرّف)".

وحاول موقع "NOW" الاتصال بالنائب ابراهيم كنعان الذي تهرّب من الردّ في المرّة الأولى، وقطع الإتصال في المرّة الثانية، ثم أقفل خطّه.

فيما تهرّب النائب نبيل نقولا بدوره وأعطى صلاحية الردّ للنائب كنعان، معتبراً أنّ الأخير مسؤول عن هذه القضايا في منطقة المتن الشمالي، مؤكّداً أنّه لم يكن في المنطقة عندما وقعت هذه الحادثة.

كما قام "NOW" بالتواصل مع النائب أدغار معلوف، الذي أكّد بدوره عدم سماعه بالقصّة أساساً، وهو من سكان منطقة المطيْلب، حتى أنّه لم يقرأ الموضوع في الإعلام ولم يخبره أحد بذلك.

كذلك فعل رئيس بلدية الفنار كمال غصوب، الذي عبّر عن انشغاله ببعض الأمور، طالباً الاتصال به لاحقاً.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية