الخميس، أغسطس 01، 2013

“حزب الله” لمقاتليه: قرار سلاحنا بيد “المهدي المنتظر”

???“المهدي المنتظر”
قد يُساير “حزب الله” حلفاءه في أي من المواضيع المتعلقة بالشأن العام أو الخاص وقد ينصاع لرغبات حلفائه في أكثر من مكان أو يضطر إلى المسايرة على حساب معتقداته لفترات من الزمن، وقد يتنازل أيضاً عن حقّه في توزير أحد المحسوبين عليه تسهيلاً لتأليف حكومات، لكن ما لا يمكن أن يفعله الحزب هو أن يضع قطعة من سلاحه تصرّف أي فريق حتّى ولو كانت الدولة اللبنانية نفسها.
“السلاح أمانة في أعناقنا كما دماء الشهداء، واليوم الذي نتخلّى فيه عن هذا السلاح نكون قد ارتكبنا خيانة كُبرى بحق ديننا والله سيُحاسبنا على هذه الخيانة في الآخرة ويسألنا عن أمانة كان يجب أن تُسلّم لأصحابها”. الكلام هنا لأحد القياديين في الصف الأول في “حزب الله” الذي وبحسب التسريبات التي تناقلها البعض، قد دعي إلى هذا اللقاء تلبية لدعوة إفطار أولمها على شرفه كوادر وعناصر الحزب في منطقة البسطا.
يشرح القيادي بداية الوضع في سوريا: “كل همّنا اليوم يتركّز على إسقاط مدينة حمص التي لم يبق منها سوى مساحات صغيرة بأيدي “التكفيريين” لنتفرّغ بعدها لتحرير الجزء الأهم وهو مدينة حلب التي قد نواجه فيها ما سبق أن واجهناه في القصير”. يُسأل القيادي ما إذا كانوا سيواجهون الأمر نفسه الذي واجهونه في القصير، فيقول أحد العناصر، “هناك أستشهد لنا أخوة برصاص من الخلف مصدره جيش النظام وقيل لنا يومها إن هذه الأخطاء تحصل في كل الحروب، وكُنا نرى بأعيننا كيف كانت تذهب عناصر هذا الجيش بحثاً عن السرقات في الوقت الذي كُنّا نلملم أشلاءنا”.
يُطلق القيادي الوعود تلو الأخرى لكن أهمها تلك التي أكد فيها كوادر وعناصر “حزب الله” سيُشاركون منفردين خلال عمليات الاقتحام لأحياء حلب طبعاً بالتنسيق بين مدفعيتنا ومدفعية النظام وطيرانه مع حرصنا الشديد على عدم إطلاع أية جهة على خططنا العسكرية”، ولا ينفك القيادي بالتذكير حول بعض النقاط الضرورية التي يجب أخذ الاحتياطات منها لكي لا تقع العناصر بها مجدداً كعدم استعمال الهواتف الخليوية أو تصوير بعضهم لبعض خصوصاً على جبهات القتال، فهذا الأمر منوط فقط بالإعلام الحربي التابع لـ”حزب الله”.
بعيداً من الأسئلة التي أحرجت القيادي يتسلّم هذا الأخير دفّة الحوار بعد الطلب بعدم مقاطعته لبعض من الوقت وليبدأ حديثه حول سلاح “حزب الله” فيقول: “هذا السلاح هو هبة من الله منحها لأعز قوم ولا يجوز التفريط به طالما بقيّ فينا نفس يشهد بأنا خير أمة أُخرجت للناس علماً أننا قد نضطر في بعض الأوقات لمسايرة الحلفاء والخصوم على حد سواء، لكن اعلموا أنه كما للعسكر أربابه كذلك للسياسة أربابها وكُل ما يُحكى في السياسة لا شأن لكم أنتم العسكر فيه وكل الوعود التي تُطلقها دائرة القرار السياسي في الحزب، لا تُلزمكم بشيء وانتم محرّرون منها، أكملوا في الطريق الذي أنتم سائرون عليه، فالسلاح لنا وسيبقى لنا من الآن وإلى يوم الدين”.
أمانة السلاح التي يحملها الحزب هي ليست مُلكاً لدولة ولا لفريق، إنما وبحسب القياديّ هي ملك لـ”المهدي المنتظر”، “كل ما نختزنه من سلاح وقوّة ستكون في خدمة القائد الأوحد “صاحب العصر والزمان” ونحن نتهيأ لذلك اليوم من خلال ملء مخازننا بكل أنواع السلاح فمتى ظهر “الحُجّة” نكون حاضرين ومستعدين تماماً لخوض حرب مصيرية يكون النصر فيها إلى جانبنا، فهذا ما وعدنا به الله ورسوله وعندما نقول إن سلاحنا لن يُسلّم إلاّ إلى دولة عادلة فنحن نقصد بها دولة “المهدي المنتظر” لا دولة الفساد والمفسدين”.
وكما بدأ بالحديث عن سوريا يُنهي القيادي حديثه عن سوريا أيضاً، فينقل للحاضرين كلاماً قال إنه سمعه مع بعض “الأخوة” من الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، “نحن لم نذهب لنقاتل في سوريا دفاعاً عن أنظمة أو أشخاص إنما ذهبنا لمقاتلة أعداء الدين “التكفيريين” ولو لم نقابلهم في منتصف الطريق، لكانوا اليوم يقتلوننا ويذبحوننا هنا على أرضنا وداخل بيوتنا”. ويُنهي لقاءه مستعيراً حديثاً للأمام علي بن أبي طالب ظناً منه أنه ينطبق على حالة حزبه اليوم، “فوالله ما غُزِيَ قوم في عقر دارهم إلا ذلّوا”.
وفي المقابل تطرح أوساط شيعية سؤالاً قد لا يجد لنفسه إجابة ولو كانت أقل حجماً منه، ماذا يفعل سلاح “المهدي المنتظر” في شوارع بيروت والجبل وصيدا وطرابلس، وهل سيرتضي “صاحب الزمان” القتال بسلاح أزهق أرواح الأبرياء؟



0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية