قام (سامي) في 2013، بتهريب 53,275 صورة من سوريا. تحتوي هذه الصور على ما يقارب من 11 ألف شخص، عذبوا حتى الموت.
تشير الصحيفة إلى أن الكمبيوتر المحمول الخاص بـ (سامي) يحتوي على دلائل صادمة تدين (بشار الأسد) وأتباعه. حيث احتوت الصور على أشخاص قد تم سلخ بشرتهم، واقتلاع أعينهم من أماكنها، وتم تهشيم أسنانهم وأفواههم، مع بتر للأطراف.
وفي حال تم توجيه تهم لـ(الأسد) في محكمة العدل الدولية يوماً ما، فإن الأدلة التي قدمها (سامي) هي من ستحدد مصير (الأسد). كما تشير الصحيفة إلى أن (سامي) يعد الشاهد الرئيسي على هذه الفظائع، لذلك يخضع لبرنامج حماية خاص مقدم من الاتحاد الأوروبي.
الصحيفة التي زارت (سامي) في منزله، تشير إلى اسمه العربي الذي علق على باب المنزل. بلهجة واثقة استقبل (سامي) الصحيفة، التي لم تصرح عن مكان المنزل ولا مواصفاته حفاظاً على سلامته، كما نوهت الصحيفة إلى عدم تمكنها من نشر صور لأثاث المنزل، أو تقديم أي تلميحات عنه، لان أصغر التفاصيل يمكن أن تكشف مكانة لمخابرات النظام. فسر (سامي) الأمر قائلاً "لا يعلم أحد قصتي باستثناء عائلتي" بما في ذلك جيرانه وأصدقائه.
يبدو (سامي) بحسب الصحيفة، متوسط الطول، نحيلاً بعض الشيء، وقد بدأت عليه علامات الصلع. لا شيء غير عادي لرجل في سنه.
في منزله، لم يتواجد إلا الصحفي الذي أجرى الحوار. بدون مصور وبدون مترجم أيضاً. يخشى (سامي) بحسب الصحيفة من التعرض للخيانة. ولإجراء الحوار، الذي تم بالإنجليزية، اتصل بأحد أصدقائه، حيث تمت الترجمة بينه وبين الصحفي عبر مكبرات الهاتف المحمول. يقول (سامي) إنه أصبح أسير صوره، "أعرف عملاء الأسد السريين الذين يتجسسون على المواطنين السوريين في أوروبا".
صور الأطفال
عمل (سامي) كمصور عسكري لدى النظام، حيث كان يلتقط صور للجرائم والحوادث العسكرية. إلا أنه بعد انطلاق الثورة، في ربيع 2011، أخبره رؤسائه، بتصوير جثث السجناء الذين تعرضوا للتعذيب.
ألتقط (سامي)، صوراً لطلاب احتجوا على ما يبدو ضد (الأسد)، الأمر الذي أصابه بالصدمة بحسب ما أخبر الصحيفة، إلا أنه خاطب نفسه قائلاً "عليك الاستمرار! يجب جمع هذه الصور لإظهارها للعالم" ولذلك قرر البقاء مع النظام، حيث قام سراً بنسخ الصور التي يلتقطها، على ذاكرة "USB" وتهريبها إلى خارج غرف التعذيب في المشافي العسكرية مساءاً، مخبأ "USB" في حذائه أو ضمن حزامه، حيث يقوم بنقل الصور على كومبيوتره الشخصي.
قامت مخابرات النظام، بتفتيش منزل (سامي) مرتين بحسب ما روت الصحيفة، مصادرة معدات تقنية تشمل هواتف محمولة وأجهزة كمبيوتر. خبأ (سامي) الكومبيوتر الشخصي الذي يستخدمه من أجل حفظ الصور مدركاً أن "جماعة الأسد يمكن أن يأتوا في أي وقت" فسر الأمر بخشيته "أن ينتهي بي الأمر مثل الناس – الذين أراهم - في الصور".
بحسب الصحيفة، فقد تم القبض على أثنين من أبناء عم (سامي)، أحدهم مات في السجن، بينما مازال مصير الآخر مجهولاً حتى يومنا هذا.
خذلتنا الإنسانية
يعيش (سامي) مع زوجته وأولاده في وطنه الجديد. يمضي معظم وقته في المنزل بحسب ما تروي الصحيفة التي قالت إنه يستعين بالمشي لمسافات طويلة وبالقصائد لتهدئة روحه.
علل (سامي) أفعاله بأنها بسبب أطفاله، قائلاً "ربما يكبر أطفالي بدوني. إلا أنه سيفهمون يوما ما بأني كنت مضطراً للقيام بذلك، لمساعدة الأطفال الذي تم قتل أهاليهم".
يحلم (سامي) بالعودة إلى سوريا مسالمة، بعد أن تتحقق العدالة للضحايا "وجوههم التي بلا عيون ما زالت تحدق بي في الليل وتتوسل إليّ لتحقيق العقاب".
في 2013، هرب (سامي) قرص صلب يحتوي على الصور عبر وسطاء، ثم غادر البلاد بنفسه. يرفض الخوض بالتفاصيل لأنها "ستعرض حياة الناس في سوريا للخطر".
قامت مجموعات من الثوار بمساعدة باقي أفراد العائلة للخروج من سوريا. استغرقت الرحلة إلى أوروبا بحسب الصحيفة أكثر من شهر.
مازال (سامي) ينظر إلى هذه الصور في زاوية مظلمة في غرفة المعيشة، غير متأثر على ما يبدو بفظاعة ما يراه، حيث تصف الصحيفة بعض المشاهد التي تحتوي على جروح للحم مفتوح وكأنها عضة سمكة قرش قد مزقت نصف الفخذ، وجه ذو خد مقطوع، وأسنان تظهر مكشوفة بلا لثة.
عبر (سامي) للصحيفة عن خيبة أمله، فالصور موجودة في كل مكان إلا أن "لا شيء يحدث، لا تزال المذبحة مستمرة في سوريا" وأضاف قائلا للصحيفة التي رأته محبطاً بسبب تحول مثاليته إلى مرارة "لقد خذلتنا الإنسانية"
0 comments:
إرسال تعليق