السبت، أغسطس 18، 2018

حديث للرئيس عبد الناصر مع صحيفة «ليموند».. مصر تساعد البلاد العربية والإسلامية على تحقيق أمانيها

نشرت صحيف «ليموند» الفرنسية، التى تتمتع بنفوذ واسع فى الأوساط السياسية، حديثا أفضى به الرئيس جمال عبدالناصر إلى مندوب خاص أوفدته الصحيفة إلى مصر، وقال فيه الرئيس: إننا نعتزم بعد أن تمت تسوية مشكلة قناة السويس معاونة جميع البلاد العربية والإسلامية على تحقيق أمانيها القومية.
برنامج المساعدة يشمل المغرب
وأضاف الرئيس ردا على سؤال وجهه إليه المندوب، أن إفريقيا الشمالية تعد بطبيعة الحال من البلاد التى يتناولها برنامج هذه المساعدة.
ثم دار الحديث بين الرئيس ومندوب ليموند على النحو التالى:
س - ما رأيكم إذن فى هذه المسألة؟
ج - أعتقد أنه يمكن تسويتها بما يرضى الجميع، فإن ما نعرفه هنا عن ماضى رئيس حكومتكم وكبار زملائه، يحدونى إلى أمل عظيم فى إمكان إزالة التوتر السائد فى شمال إفريقيا بالطرق الودية فى المستقبل القريب.
الدفاع عن الشرق الأدنى
س - ما هى الأسباب التى تدعو مصر إلى الاهتمام بهذه المشكلات؟
ج - إننا نعد شئون العالم العربى والإسلامى كشئوننا الخاصة، ثم إن تهدئة حالة الاضطراب القائمة فى هذه المنطقة، تتيح لنا النهوض بدور حاسم فى الدفاع عن الشرق الأدنى وتأمين سلامته، ومن ثم المشاركة فى رفاهية العالم وتوطيد دعائم السلام.
الميثاق الباكستانى - التركى
س - لماذا تعارض حكومتكم حتى اليوم الميثاق الباكستانى - التركى؟
ج - إن هذا الميثاق قد عقد ليكون بديلا عن ميثاق الأمن فى الشرق الأوسط، الذى رفضته مصر وسائر البلاد العربية. غير أنه ما من منظمة يمكن أن تكون لها أية قيمة فى الدفاع عن الشرق الأوسط ما لم تشترك فيها مصر وسائر البلاد العربية اشتراكا أساسيا.
الدفاع عن العالم العربى
س - إذن ما هو فى رأيكم النظام الذي يمكن أن تشترك فيه مصر للدفاع عن الشرق الأدنى؟
ج - فى اعتقادنا أن ميثاق الضمان الجماعى بين الدول العربية هو خير أساس لتنظيم الدفاع عن العالم العربى.
سياسة مصر الخارجية
س - أيمكن أن نفهم أنكم أميل فى توجيه سياستكم الخارجية إلى التضامن الدينى أو العنصرى منكم إلى النزعة القومية الخالصة؟
ج - كلا ثم كلا. إذ الواقع أن سياستنا الخارجية تسترشد على الدوام بمبدأ واحد هو المحافظة على السلام والأمن بالاتفاق مع جميع الأمم المحبة للحرية، وبدون أى تمييز بين الأديان والأجناس.
العالم العربى يتجه نحو منديس
ولما شكر مندوب ليموند الرئيس جمال عبد الناصر على حديثه القيم مستأذنا فى الانصراف، قال له الرئيس: أبلغهم فى باريس أن أنظار العالم العربى تتجه اليوم إلى منديس فرانس، وإنى على يقين من أن حكومته ستعرف كيف تواجه مهمتها الصعبة بشجاعة وحزم.
العرب يلجأون إلى مصر
وكان المندوب قد مهد لحديث الرئيس بكلمة قال فيها: إنه لم تكد تمضى بضعة أيام على توقيع الاتفاق المصرى - البريطانى، حتى هرع سياسيون من مختلف أنحاء العالم العربى إلى القاهرة، للحصول من الحكومة المصرية على وعود بتأييدها لهم، فاليمن يرجو الوساطة المصرية لحسم النزاع اليمنى - البريطانى على عدن، والمملكة العربية السعودية حلت مشكلة البريمى بفضل وساطة مصر، بينما يطلب السوريون إلى مصر أن تكون حكما فى إزالة أسباب الشقاق بينهم، ويسعى رجال المغرب إلى الحصول على المزيد من تأييد حكومة الرئيس جمال عبدالناصر فى نزاعهم ضد السلطات الفرنسية، فلا شك أن الفرصة قد أصبحت مهيأة لكى يمضى زعماء وادى النيل فى سبيلهم قدما.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية