السبت، أغسطس 25، 2018
يبيع الموت والدمار... ويعشق!
السبت, أغسطس 25, 2018
اضف تعليق
أقذر تاجر سلاح عرفته البشرية كان يبيع السلاح المدمر لكل
الأطراف المتنازعة، لا تعنيه إراقة الدماء، ولا الأطراف الممزقة، ولا
الأشلاء البشرية المتناثرة، ولا يعنيه عدد الأيتام والأرامل في العالم بقدر
ما يعنيه ازدياد عدد ما جمع من أرقام جديدة تضاف إلى أمواله.
• هكذا هو بازيل زخاروف الذي وضع مكان قلبه قطعة من أحجار جهنم، فكل من تعامل معه قال عنه:
إنه أقسى إنسان في جبروته وانعدام عاطفته، فأمام
ملاحقاته لبؤر الصراعات الدموية في العالم للترويج لبضاعته المدمرة، فإنه
لا وقت لديه لأي عاطفة إنسانية.
***
• رآها أول مرة في كازينو مونت كارلو... جميلة، أنيقة، ذات كبرياء... اقتربت منه وسألته:
- سيدي... ما هي الوصفة السحرية التي تجعلك حسن الحظ في القمار؟
- ليس هناك غير وصفة واحدة.
- وما هي؟
- ألا تلعبي القمار أبداً.
• ثم اختفت من أمامه بعد أن تركت أثراً غير طبيعي داعب
أحاسيسه ومشاعره، وبعد خمس سنوات على ذلك اللقاء القصير كان راكباً قطاراً
في طريقه من زيورخ إلى باريس، وكانت الملامح نفسها التي ألهبت أحاسيسه
ومشاعره جالسة على مائدة الطعام دون أن تأكل... تأملها طويلاً ثم توجه نحو
الباب ليسأل رئيس الخدم:
- مَن هذه السيدة؟
- ألا تعرفها يا سيد بازيل؟
- لستُ متأكداً.
- إنها الدوقة ماريا أنجيلا.
- أهي متزوجة؟
- أجل.. من الدوق موكيدو دي مارشينا.
- وهل زوجها في القطار؟
- أجل يا سيدي في مقصورته.
- ألا يخرج؟
- كلا، فهو مريض.
- بماذا؟
- بعقله.
- أمجنون هو؟
- يوشك على الجنون، وهم ذاهبون به إلى فرنسا لإدخاله المصحة.
• وبعد سويعات دب صراخ في المقصورة المجاورة لمقصورته، ثم طرقت عليه الباب طالبة حمايته من اعتداءات زوجها:
- لا تخافي يا دوقة، تمالكي نفسك، لن يمسّك بأذى.
- كيف عرفت لقبي؟
- من يسأل يعرف الكثير يا سيدتي.
- ولكن السؤال لابد أن يكون نتيجة لاهتمام.
- قبل أن نصل إلى باريس أتمنى أن أقول لك شيئاً لم أقله لأحد من قبل.
- وما هو؟
- إنني أحبك كما لم أحب في حياتي.
***
• من عجائب القلوب أن تولد علاقة حب حقيقية بين رجل جامد العاطفة وهذه السيدة الرقيقة.
كان في الخامسة والخمسين حين أحبته بعد ما حدَّثها
طويلاً عن طفولته البائسة كطفل مشرد في شوارع إسطنبول، حيث احترف السرقة
وامتهن أحقر المهن:
- أرجوك يا أزيل لا تذكر لي المزيد.
- من حقك يا حبيبتي أن تعرفي كل شيء عني.
***
• تمكن زهاروف من الزواج بالدوقة بعد موت زوجها، وكانت سعادته عظيمة، فكف عن بيع السلاح بفضل شروطها للزواج منه.
ولكن... ما أقصر السعادة! مرضت الدوقة وتوفيت.. وما هي
إلا أيام حتى لحق بها زهاروف ولم يخرج في جنازته سوى حفّار القبور، حيث
كتبوا على قبره:
"هنا يرقد من تسبب في قتل ملايين البشر، فلتلعنه الشياطين".
كتب المقال
0 comments:
إرسال تعليق