وقالت بلدية العاصمة الهولندية في بيان "تبيّن أنّ دوافع الرجل إرهابيّة"، وذلك غداة الهجوم الذي وقع ظهر الجمعة في محطّة القطارات الرئيسية في أمستردام حين طعن شاب أفغاني يبلغ من العمر 19 عاماً شخصين بسكّين فأصابهما بجروح بالغة قبل أن تطلق الشرطة النار عليه وتصيبه بجروح.
وأتى بيان البلدية بعيد إعلان سفير الولايات المتحدة لدى هولندا أن الجريحين هما مواطنان أميركيان.
وقال السفير بيت هويكسترا في بيان "نحن على علم بأن الضحيتين مواطنان أميركيان وتم التواصل معهما ومع عائلتيهما".
ولم تكشف السلطات عن هوية المهاجم، لكنها قالت إنه أفغاني يبلغ من العمر 19 عاما ولديه تصريح إقامة في ألمانيا، مشيرة إلى أنه يتلقى العلاج في المستشفى تحت حراسة من الشرطة وحياته ليست في خطر وقد تم استجوابه.
وكشفت التحقيقات الأولية أن المهاجم لم يكن يعرف الضحايا ولم يستهدفهما بالتحديد، وفق ما أفادت الشرطة وهو ما يشي بأن الهجوم كان عشوائيا.
ولم ترد بعد تفاصيل إضافية عن الأميركيين المصابين. وأكد السفير الأميركي أن الولايات المتحدة مستعدة "للمساعدة على النحو المناسب مع بقاء أولويتنا سلامة المواطنين الأميركيين في البلاد"ونُفّذ الاعتداء غداة إعلان السياسي الهولندي اليميني المتشدد غيرت فيلدرز أنه سيلغي مسابقة لرسوم كاريكاتورية تمثّل النبي محمد كان ينوي تنظيمها وأغضبت العديد من المسلمين.
وتحدث شهود عيان في وقت سابق عن مشاهد الهلع التي عمت المكان الجمعة لدى سماع أصوات إطلاق النار حيث تم إجلاء آلاف الركاب والسياح من محطة القطارات.
وقال فان دير فين إن الضحيتين "أصيبا بجروح خطرة ونقلا إلى المستشفى". لكن الشرطة أكدت السبت أنهما بحالة صحية مطمئنة.
وأفاد شاهد يدعى ريتشارد سنيلدز يعمل في متجر لبيع الزهور في المحطة أنه رأى شاباً يدخل "متعثراً" إلى محله والدم يسيل من جرح في يده.
وأضاف "أول ما يتبادر إلى ذهنك هو هجوم إرهابي. فأنت في محطة قطارات أمستردام الرئيسية. عمت حالة من الذعر المكان".
ورفضت الشرطة التعليق لدى سؤالها بشأن إمكانية وجود علاقة بين اعتداء الجمعة ومسابقة الرسوم الكاريكاتورية. وأدى إعلان فيلدرز المثير للجدل إلى خروج تظاهرات غاضبة تحديدا في باكستان وأفغانستان.
وأصدر المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية ذبيح الله مجاهد بياناً دعا المسلمين فيه إلى شنّ هجمات على القوات الهولندية ووصف خطة فيلدرز بأنها "تصرف عدائي من هذا البلد (هولندا) ضد جميع المسلمين"وفي وقت سابق هذا الأسبوع، اعتقلت الشرطة الهولندية شخصا آخر يعتقد أنه باكستاني في محطة قطارات لاهاي الرئيسية بعدما نشر تسجيلا مصورا على فيسبوك تحدث فيه عن نيته اغتيال فيلدرز، المعروف بمواقفه المعادية للإسلام.
وكان عناصر من الشرطة هرعوا إثر الهجوم إلى المكان حيث أظهرتهم تسجيلات مصورة وهم يطلبون من المشتبه به "أن ينبطح" بعد أن أطلقوا عليه النار.
وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عناصر الأمن وهم يوجهون الركاب نحو المخارج فيما وصل المسعفون مع حمالات.
وذكرت الشرطة أنه تم إخلاء رصيفين في المحطة الواقعة في قلب أمستردام التاريخي وإغلاقهما أمام كافة رحلات القطارات قبل أن يعاد فتحهما بعد ساعتين.
من جهة أخرى، تم فتح تحقيق روتيني في السبب الذي دفع الشرطة إلى إطلاق النار على المهاجم.
ولم تتعرض هولندا حتى الآن إلى هجمات إرهابية كتلك التي هزت جيرانها الأوروبيين خلال السنوات الأخيرة.
لكن مع ورود تقارير تحدثت عن احتمال عبور عدد من الأشخاص المتورطين في بعض هذه الاعتداءات الحدود إلى هولندا لفترة وجيزة، أشار مسؤولون في أجهزة الأمن والاستخبارات المحلية إلى أن مستوى التهديد كبير، لا سيما من الهجمات التي تستلهم الفكر المتطرف دون تنظيم مباشر، او ما يسمى باعتداءات الذئاب المنفردة.
ويستخدم نحو 250 ألف شخص يومياً محطة قطارات أمستردام الرئيسية، وفق احصائيات صادرة عن موقع "أمستردام.انفو" للمعلومات المتعلقة بالسفر.
وتابع لوكالة "ايه إن بي" "بعد وقت قصير سمعت طلقات نارية وأدركت أن الأمر خطير". وأضاف أنه بعد وقت قصير شاهد رجلا آخر طريح الأرض في مكان قريب.
0 comments:
إرسال تعليق