كان شاكر واحداً من أبناء الميليشيات تنقّل من البعث العراقي إلى البعث السوري رجل المنظمات الفلسطينية والناصرية ورجل المخابرات السورية خرج اسمه إلى النور مع انقلاب 6 شباط الشهير عام 1984، وكلّ ما تمكّن من سرقته يومها جرافّة جاء بها إلى منطقة الرفاعي متباهياً بسرقتها وللمفارقة أنه لم يعرف قيادتها ،فأوقفها عند مدخل مخفر الطريق الجديدة ـ نكاية بأحد مظاهر الدولة ـ حيث كان يقبع قديماً خلف الأرض التي بنيَ عليها لاحقاً مسجد عمر بن عبد العزيز في الطريق الجديدة، ولم يكن مع شاكر يومها أكثر من بضعة مراهقين من «زعران» المنطقة المهووسون بحمل السلاح، ثم قام باحتلال الطابق الأول من المبنى الملاصق للجامع منتزعاً إياه من «الأحباش» الذين وضعوا يدهم عليه بعدما كان مستوصفاً خيرياً ليحولوه إلى ما يسمّى «قاعة محاضرات»!! وأشهر نماذج زعران شاكر البرجاوي مراهق من آل اللاز مازح رفيقه بقاذفة آر بي جي مهدداً بإطلاقها، وما لبثت القذيفة أن انطلقت ولم يتبقَ من رفيقه إلا بضع أشلاء، بعد أيام قليلة قُتِلَ القاتلُ في إحدى معارك الزواريب التافهة!!
في تلك الأيام كان شاكر يتباهى بأنه إن رزق بأنثى سيطلق عليها اسم أمه «حبيبة»، وإن رزق بذكر سيطلق عليه اسم «بكر» ليُنادى عليه بـ «أبو بكر» نكاية بالشيعة!! وما لبث شاكر لاحقاً أن حوّل منطقة الطريق الجديدة إلى جحيم فاتحاً أبواب جهنّم عليها وسجل أول غزوة تعرّضت لها يومها على يد أشاوس حركة أمل، في ليلة القدر من شهر رمضان المبارك، بعدما حضر قبل يوم واحد لتفحص منزل ليحوّله إلى مستودع ذخيرة يقع عند مدخل أول زاروب الطريق باتجاه مستشفى المقاصد استعداداً للمعركة، وتوجّس أهل الحيّ خيفة من رؤية «الأبرص» وبضعة من زعرانه يرافقونه، يومها لم تسلم حتى شقيقة المفتي الشهيد حسن خالد وعائلتها من الاعتداء والسلب والنهب حتى دعا عليهم في خطبته الشهيرة في عيد الفطر يومها نادوا علينا أن «اخرجوا يا قوم معاوية» ونُهبَت البيوت أمام أعين أهلها الذين عجزوا عن تحريك ساكن، وفرّ شاكر إلى جهة مجهولة، تماماً مثلما فرّ برعاية حزب الله إلى جهة مجهولة!!
لكن البرجاوي المعروف بلقب أبو بكر تخلى عن ولائه لبعث العراق بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 بتأثير تقارب العراق مع نظام الرئيس أمين الجميل الذي أتى إلى الحكم بعد مقتل شقيقه بشير الذي كان متحالفا مع إسرائيل خلال اجتياح لبلاده.
بالأمس تشدّق شاكر البرجاوي بالحديث عن «القلم» الذي لم يحمله يوماً، وبحرية الرأي التي كان يعاقبها برشق من رشاشه، لم يُغيّر شاكر حلاسّه، فقد استغنى عن ذقنه الحمراء، وزاد وزنه بضعة كيلوغرامات، لكنّه ما زال حتى اليوم «رجل المهمّات القذرة»، وأفضل ما فعله أهل الطريق الجديدة أن أخرجوه من بين ظهرانيهم، وليحذروا عودته متسللاً تحت أي عنوان وأي علم وأي شعار، فالرجل تاجر موت وخراب و»زعران» لا دين له إلا القتل والمال!!
قد يكون شاكر البرجاوي نسي تاريخه الأسود في الثمانينات، وفي أواخر السبعينات، ولكن ثمة جيلاً كان عند عتبة العشرينات يذكر تاريخه جيداً، وأفضاله في إحراق الطريق الجديدة وتسليم أهلها رهينة لحركة أمل و»أشاوسها» وهم أول غزاتها وأول من تجرأ على دخول شوارعها التي هابها الجيش الإسرائيلي فوقف عند تخومها، وها هو عاد إليها من جديد متسللاً!
0 comments:
إرسال تعليق