الأحد، يوليو 21، 2019

حادث “فردة”!!

على المعنيين إقناع اللبنانيين بأن أحداث ليل الثلاثاء – الأربعاء، إما كانت "حادثاً فردياً" وبحسب وصف الأحباش والبيان المشترك الصادر عن اجتماع "الحلفاء – الأعداء"وتحت "رعاية" الجيش اللبناني، أو ما حدث كشف سيناريوات بحسب النائب محمد رعد الذي هز برأسه مرتين وهو يلقي كلمة أثناء تشييع أحد ضحايا الحزب!!
ما شاهده اللبنانيون عندما أسفر صبح الاشتباكات وما تكشف عنه ضوء النهار، ومشهد المساجد المحترقة، وحجم الدمار في البيوت والطرقات يوحي بأن ما حدث ليس "حادثاً فردياً"، بل تأكدوا أن بيروت "أكلتها" مجدداً "فردة أيه فردة لأ ..وقللي وين بيوجعك"، وأن ما حدث ليس أكثر من بروفة إذا ما كانت الناس في بيروت ع- "الدكات والرعبات" ما زالت الذاكرة تُسعفهم!!
يكفي أن نتذكر الثمانينات عندما وقعت بيروت الغربية أسيرة حروب المسلحين المدمرة، فيما كانت كل اللقاءات بين قادة الميليشيات المتناحرة تنتهي بالاتفاق على وضع حد للقتال الدموي، أما المعارك فكانت تتجدد في كل مرة، وأن كل معركة حارقة كبرى سبقتها بروفة صغرى، وللذاكرة ومن واقع عشناه وعانت بيروت منه الكثير:
في آذار العام 1985 شنت حركة أمل حرب شوارع تم فيها سحق  المرابطون بتهمة "العرفاتية" انتهت بإشعال حريق في مسجد جمال عبد الناصر، قبلها ببضعة أسابيع كان حزب التقدمي قد نفذ بروفة أولى لهذه المعركة.
وفي عام 1986 نفذ "الحلفاء الألداء" ميليشيات الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي و7 فصائل فلسطينية من ضمنها حركة فتح بروفة "حرب العلم" – لمناسبة عيد العلم – استعداداً للمعركة الكبرى في شباط 1987 تواجهوا فيها مع ميليشيا حركة أمل وأسفرت عن انكسار الفصائل الفلسطينية وتراجعها إلى داخل المخيمات بعد تلقيها خسائر فادحة في المعدّات و الأرواح ومن جهة ثانية سيطرت حركة أمل على كل مواقع الحزب الاشتراكي في بيروت وتم طرد العائلات الدرزية إلى الشوف وبعيد ساعات استسلم وليد جنبلاط لنبيه بري عبر إذاعة صوت الجبل مناشداً إياه حماية أعراض و بنات بني معروف الذين بقوا في بيروت.
 
وما بين الحربين، نفذت معركة على الهامش بين "شوية زعران" مع شاكر البرجاوي أسفرت عن اجتياح حركة أمل للطريق الجديدة في شهر رمضان المبارك وفي ليلة القدر، أما أفظع ما فعل ببيروت فكان في حرب السادس من شباط العام 1987 أيام أحرق خلالها "الحليفان" الحزب الاشتراكي وحركة أمل بيروت عن بكرة أبيها أسفرت عن عودة الجيش السوري إلى بيروت.
وفي عام 1988 اندلعت بروفة صغيرة بين الإخوة "المقاومين" حركة أمل وحزب الله قبيل اندلاع الحرب الكبرى في الضاحية الجنوبية أيضاً في شهر رمضان أيضاً… يومها وجه مفتي صيدا والجنوب الراحل محمد سليم جلال الدين مناشدة إلى: "إخواني المتقاتلين في الضاحية الجنوبية من بيروت إن الله ورسوله والمؤمنين براء مما يجري في الضاحية من اقتتال بين الإخوة في الإيمان والعقيدة والجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته وتحرير الأرض من إسرائيل وعملائها (…) وأن إسرائيل ترسل شياطينها لإذكاء نار الفتنة والحرب، وتثبت أقدامها في الجنوب، وتستعد لتوسيع احتلالها (…) ونشرت الصحف هذا النداء بتاريخ 11/5/1988.
كل هذا التاريخ الدموي بدأ بـ"حادث فردي"، كلها بلا استثناء، حتى حرب الضاحية الطاحنة في بروفتها الأولى بدأت بخلاف فردي على إيقاظ الناس بضرب الطبل وقرع "أنترفونات" بيوتهم بأسلوب مخيف، أما النسخة الأصلية فاندلعت أمام فرن مناقيش بعد مشادة بين شباب الحركة والحزب في حادث فردي على "منقوشة"!!
وفي كل المرات كانت "شياطين إسرائيل" أو "الطابور الخامس" الذي توفي بعد حرب السنتين هي السبب، فإسرائيل انتزعت العلم اللبناني في حرب العلم، وإسرائيل كانت تتسحر وتشتري منقوشة من سناك في أحد شوارع الضاحية، وشياطين إسرائيل كانت وراء "حادث ركن السيارة الفردي" في برج أبو حيدر، كان الله في عون بيروت وأهلها من "النسخة الأصلية" للجولة المقبلة بعد "بروفة" برج أبو حيدر، و"الجيش اللبناني" مستمر في رعاية الاجتماعات بين الحلفاء المتقاتلين على "صفة سيارة"، وعلينا أن نصدق أن 3 قتلى وعشرة جرحى في حادث فردي، ولو لم يكن فردياً لاحترقت بيروت عن بكرة أبيها!!
المصدر:
الشرق
ميرفت سيوفي

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية