وكتب رئيس قسم الاقتصاد في الصحيفة محمد زبيب الاثنين على حسابه على فيسبوك "تقدمت باستقالتي من صحيفة الأخبار الأسبوع الماضي احتجاجاً على موقف إدارة الصحيفة من الانتفاضة وانفصامها الذي يطبع مسيرتها منذ ثماني سنوات من دون أي علاج".
وتميزت صحيفة "الأخبار" منذ انطلاقها في العام 2006 بمواضيع اقتصادية واجتماعية تحاكي هموم الناس في الشارع، وكانت دائماً السباقة في طرح قضايا معيشية مؤلمة وفضح قضايا فساد.
وتُعد "الأخبار" من الصحف الأكثر قراءة في لبنان، حتى بين الذين يعارضون موقفها السياسي، وذلك نتيجة أسلوبها الحديث البعيد عن الصحافة التقليدية واهتمامها بالملفين الاجتماعي والمعيشي.
ولدى بدء الحراك الشعبي في لبنان قبل أكثر من أسبوعين ضد الطبقة الحاكمة، اتخذت الصحيفة موقفاً مؤيداً للتحرك وعنونت "الشعب يستطيع"، حتى أنها وصفت ما يحصل بـ"انتفاضة شعبية يشهدها لبنان من أقصاه إلى أقصاه، فجّرتها الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السيئة".
وبعد أيام، تغير موقف الصحيفة بوضوح، فحذرت من "خطف" الحراك أو من استغلاله من قوى سياسية مدعومة من دول إقليمية.
وغداة كلمة نصرالله في 25 تشرين الأول/أكتوبر التي حذر فيها من "الفوضى والانهيار" في حال استقالة الحكومة برئاسة سعد الحريري (التي استقالت لاحقا)، وشكّك بـ"عفوية" الحراك الشعبي، خرجت الصحيفة بعنوان "لبنان ينقسم".
ثم بدأت تصر على فكرة أن الشارع "خطف" من خصوم حزب الله السياسيين، منتقدة قطع الطرق وشل البلاد.
والاثنين، عنونت الصحيفة "حان وقت الحقيقة: من يلعب بالبلاد؟". وكتبت "بعدما دخلت الهبّة الشعبية أسبوعها الثالث، تبدو البلاد أسيرة سلطة مكابرة وعاجزة عن الإنقاذ، ومراهقين لا يرون أبعد من أنوفهم، ومجموعة من المتآمرين الذين يريدون الفوضى، ولو على حساب الناس المحتجين على كل واقعهم المزري".
وتُعد التظاهرات ضد الطبقة السياسية، التي بدأت في 17 تشرين الأول/أكتوبر غير مسبوقة في لبنان كونها عمت كافة المناطق اللبنانية من دون أن تستثني منطقة أو طائفة أو زعيماً.
ويطالب المتظاهرون بتشكيل حكومة اختصاصيين من خارج الطبقة السياسية الراهنة، ثم إجراء انتخابات نيابية مبكرة وإقرار قوانين لاستعادة الأموال المنهوبة ومكافحة الفساد.
ووضعت الاحتجاجات، التي انطلقت بطريقة عفوية وغير مسبوقة نظرا لكونها لم تحمل أي توجه سياسي أو طائفي أو ديني، حزب الله المدعوم من إيران في مأزق، حيث وصلت مطالب المتظاهرين إلى معاقل الحزب الشيعي، وبرزت الهتافات المناهضة له ولنصر الله في واجهة الحراك الشعبي.
وبعد إعلان سعد الحريري استقالته الأسبوع الماضي، قام مناصرون لحزب الله وحركة أمل الشيعيتين بمهاجمة المتظاهرين في مقر اعتصامهم بساحة رياض الصلح والشهداء وسط بيروت.
وأيد نصرالله الاحتجاجات في بدايتها لكنه أعلن معارضته في ما بعد لاستقالة الحكومة محذرا من "الفوضى".
ودائما ما يتهم حزب الله جهات خارجية بالتسبب في الاحتجاجات التي يشنها اللبنانيون بمختلف تيارات وطوائفهم في وقت يجمع فيه كل المحللين على أن سياسات الحزب الشيعي الموالي لإيران أوصلت لبنان إلى طريق مسدود وساهمت في تأزيم وضعه الاقتصادي بسبب الأجندات الإقليمية التي يسعى لتنفيذها.
0 comments:
إرسال تعليق