الجمعة، فبراير 28، 2020

المعارضة تستعيد سراقب:"إم5" مقطوع على النظام

استعادت المعارضة السورية صباح الخميس، السيطرة على مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي وتمكنت من قطع الطريق الدولي السريع "إم5" والسيطرة على عدد من القرى والمزارع والمواقع في الضواحي القريبة من المدينة، أهمها، مزيرعة وقيراط والشيخ خيال وجسر سراقب والبرج وترنبة وفكت الحصار عن النقطة العسكرية التركية قرب ترنبة.

وتحاول المعارضة تحقيق المزيد من التقدم على حساب قوات النظام والمليشيات الموالية لها في ضواحي المدينة، وترصد تحركات قوات النظام مستهدفة إياها بالمدفعية والصواريخ لمنعها من شن عمليات هجومية معاكسة. في حين يتواصل قصف طائرات النظام وروسيا مستهدفاً مواقع المعارضة المتقدمة في أطراف المدينة وداخل أحيائها، وزاد عن 50 عدد الغارات الجوية التي استهدفت المنطقة التي تشهد معارك عنيفة في أكثر من محور.

وكانت المعارضة قد بدأت هجومها نحو سراقب بعد منتصف ليل الأربعاء/الخميس، وهاجمتها من ثلاثة محاور، من الغرب والشمال الغربي، ومهدت لتقدمها بقصف مواقع قوات النظام والمليشيات لها الموالية بالأسلحة الثقيلة، وشاركت المدفعية التركية في التمهيد للمعارضة من خلال استهداف مواقع قوات النظام في محيط المدينة. واستهدف القصف التركي بشكل أكبر النقاط العسكرية التي تتمركز فيها المليشيات ومرابض المدفعية والصواريخ التابعة لها، والتي جرى تحييدها بعد أن دمرت بشكل شبه كامل.

توسع المعارضة في ريف سراقب الغربي ليل الأربعاء/الخميس، وسيطرتها على الصالحية وآفس وبجارز ومواقع أخرى سهل عليها دخول سراقب، والتقدم نحوها من محاور عديدة، وتقييد حركة قوات النظام التي حاولت الدفاع عن مواقعها من خلال النيران الجوية والبرية الكثيفة وإشراك أعداد أكبر من العناصر.

وكانت قوات النظام والمليشيات الموالية قد سيطرت على مدينة سراقب في 6 شباط/فبراير، وكانت المدينة الاستراتيجية بوابة دخولها إلى ريف حلب واستكمال السيطرة على الطريق الدولي "إم5".

وأكد الناشط الإعلامي خالد دالاتي ل"المدن"، أن خسائر قوات النظام والمليشيات الموالية في سراقب كبيرة جداً. وأضاف ان هجوم المعارضة السريع أجبر قوات النظام على الفرار من مواقعها تاركة خلفها كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد الحربي.

وبحسب دالاتي، اغتنمت المعارضة أكثر من 12 آلية عسكرية من قوات النظام، بينها مدرعات ودبابات وقواعد مدفعية ثقيلة ومركبات عسكرية رباعية الدفع، وتم تدمير عدد آخر من الآليات.

مصدر عسكري ميداني في "الجبهة الوطنية للتحرير" قال ل"المدن"، إن الفصائل تمكنت من تدمير رتل عسكري لقوات النظام في قرية جوباس القريبة من سراقب، بعد أن استهدفته بالمدفعية. وبحسب المصدر، استهدفت الفصائل أيضاَ، رتلاً عسكرياً آخر في تل مرديخ جنوبي سراقب كان في طريقه للانضمام لقوات النظام التي تحاول وقف زحف المعارضة. وأضاف أن قوات النظام والمليشيات خسرت خلال معركة سراقب العشرات من عناصرها بين قتيل وجريح، عدد كبير منهم قتل بالاشتباك المباشر في أطراف المدينة.

الناطق الرسمي باسم "الجبهة الوطنية"، النقيب ناجي مصطفى، أكد ل"المدن"، أن العمليات العسكرية متواصلة ولن تتوقف الفصائل المعارضة عند سراقب. وهناك حماسة هجومية ممتازة لدى مقاتلي الفصائل سيجري استثمارها لتحقيق المزيد من التقدم على حساب قوات النظام على جانبي الطريق "إم5" الذي لم يعد سالكاً بالنسبة لقوات النظام بعد أن تمت السيطرة على قسم كبير منه.

وبحسب النقيب مصطفى، بدت قوات النظام والمليشيات الموالية منهارة خلال الساعات الماضية بسبب الخسائر التي منيت بها في المعركة، وهذا عامل إضافي سوف يتم استثماره لمواصلة العمليات العسكرية.

من جهته، قال الناشط الإعلامي رامي السيد ل"المدن"، إن لدى المعارضة الكثير من أوراق القوة في الميدان والتي ستمكنها من قلب موازين المعركة لصالحها. وبحسب السيد، ستتواصل المعارك ما بعد سراقب، وربما يكون الهدف التالي للفصائل معرة النعمان جنوب شرقي ادلب.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية