الجمعة، فبراير 28، 2020

حصيلة اليوم الأول.. سمك بزري وكوع صحيّات

الخطاب الذي ألقاه الرئيس ميشال عون عشية انطلاق أعمال الحفر لاستكشاف أوّل بئر نفطي، بدا مستفزاً لكثير من اللبنانيين، الذين وصفوه بالخطاب الحزبي والفئوي، الذي كرّس معادلة تعويم "الصهر المدلل" في كل مرحلة وعند كلّ محطة، متعامياً عن الفشل والهدر والفساد الذي وسم وزارة الطاقة حين كانت في عهدة الوزير السابق جبران باسيل، ليُعلن أنه صاحب الفضل بتحويل لبنان إلى بلدٍ نفطي.

كلام عون أثار سجالاً حاداً في مواقع التواصل، تُرجم من خلال التعليقات المنتقدة لما ورد في الخطاب والحملة المضادة التي أطلقها العونيون للرد على هذه الانتقادات. ومن خلال هاشتاغ #خلصت_قصة_بي_الكل، علّق الناشط لوسيان بورجيلي قائلاً: "افتكرنا رح يخبرنا انو بكرا رح نقدر نسحب مصرياتنا من البنك، افتكرنا رح يخبرنا كيف الدولار رح يرجع عالسعر الرسمي، افتكرنا رح يخبرنا مين سرق المليارات وكم وزير، نائب، رئيس صار بالحبس، افتكرنا رح يخبرنا شو صار بالمليارات المنهوبة! طلع بكل وقاحة يدجل ويحكي بإنجازات". وقالت الناشطة ميرا عبد الله: "رح نبلّش نخصّب يورانيوم وبعدنا مش قادرين نسحب مصرياتنا من البنك".

كما علّق المحامي ميشال فلاح بالقول: "أن تُطِلّ على الناس لتَبيعهم سمك في البحر، اهم من ان تُطل حاملاً خطة واقعية لإنقاذ البلاد من الانفجار الاجتماعي!؟ معك حق، مصالح العائلة المالكة مع النفط، اهم من مصالح الشعب مع ربطة الخبز...".

وسارع العونيون إلى الردّ من خلال إطلاق هاشتاغ #مكملة_قصة_بي_الكل، معتبرين أنّ عون "أهداهم الحقيقة ومنحهم الأمل"، وأنه سيبقى "شوكة في عيون كارهيه"، واعتبر بعضهم أنّ الانتقادات التي وجهها البعض لعون نابعة من "حقدهم على العهد"، وتأتي في سياق "استهداف باسيل ومحاولة تقويض إنجازاته"، مذكّرين أن "العهد القوي سيجعل من لبنان بلداً نفطياً وسيحمل الازدهار والتقدم للبنان". وهو الأمر نفسه الذي عبّرت عنه قناة "أو تي في"، حيث تناقل مغردون مقطع فيديو لإحدى المذيعات التي تقول "مرقنا بفترة كتير صعبة، لو ما كان ميشال عون رئيس الجمهورية عنجد شي مرة حدا اتخايل شو الكارثة يللي كانت صارت وشو كان صار، لازم نشكر ربنا...".

ووسط هذا السجال، وجد مغردون آخرون في السخرية والتهكّم، الوسيلة الأفضل للرد على كلام عون وإعلانه دخول لبنان "نادي الدول النفطية"، حيث نشر أحد المغردين رسماً كاريكاتيراً مرفقاً بتعليق "فخامة الرئيس بيكفي إنجازات ببوس إيدك"، وخاطب آخر عون قائلاً: "فخامتك، هيدا بئر استكشافي، مش بئر نفط! يعني ممكن يطلع فيه سكر محلي محطوط على كريما" (تيمناً بأغنية حسن الشاكوش). وكتب آخر: "انتبهوا انتوا وعم تفتحوا الحنفية: الأزرق غاز، الأحمر بترول"، و"#عاجل الحصيلة الأولى للتنقيب البحري: 3 كيلو سمك بزري، كوع صحيات، كيس نايلون، وفردة صرماية ابو اصبع"، مرفقاً بهاتشاغ #لبنان_ينتفط.

وكان عون قد توجّه في خطابه إلى اللبنانيين قائلاً: "يوم تاريخي سيشهده لبنان في الغد، فهو سيفصل بين ما قبله وما بعده وسوف يذكره حاضر لبنان ومستقبله بأنه اليوم الذي دخل فيه وطننا رسميا نادي الدول النفطية". وتابع: "هذا الحدث سيشكل حجر الأساس للصعود من الهاوية ومحطة جذرية لتحوّل اقتصادنا من اقتصاد ريعي نفعي إلى اقتصاد منتج يساهم فيه الجميع ويسفيد منه الجميع. مصممون على تحمل مسؤولية مواجهة سياسات اقتصادية خاطئة وتراكمات متلاحقة ومتعددة ووضع حد لها بهدف وقف المسار الانحداري الذي أوصلنا منذ عقود إلى ما نحن عليه".

كما نشر تغريدة قال فيها: "كنت على يقين منذ عودتي بعد سنوات المنفى، أنّ هذا الحلم يجب أن يتحقق وكان التزامنا من خلال تكتل التغيير والإصلاح الذي ترأسته، والوزارات التي توليناها ولا سيما وزارة الطاقة التي تسلمها الوزير باسيل والوزراء الذين تعاقبوا من بعده، أن نعمل ليل نهار من أجل تحقيق الحلم الذي سأطلقه يوم غد".

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية