الأربعاء، فبراير 19، 2020

سعد الحريري بنسخته الجديدة: مواجهة العهد و"الرئيس الظل"

بدأ الرئيس سعد الحريري تكثيف حركته السياسية. فعلى صعيد البيت الداخلي لتيار المستقبل، عقد اجتماعاً للمجلس المركزي في التيار، ثم ترأس اجتماعاً للكتلة النيابية. وهو لا يتوانى عن إعلان إجرائه مراجعة شاملة لسياسته داخل التيار وخارجه، ويسعى إلى معالجة مكامن الضعف في البنية التنظيمية للتيار الأزرق.
مشهد احتفال 14 شباط، وحجم الحضور الشعبي، أعاد للحريري الأمل والروح، ودفعه إلى التصميم على مساره في قيادة مرحلة سياسية جديدة، يحاول من خلالها محاكاة تجربته السابقة في المعارضة لأشهر قليلة في العام 2005.

معارضة وورشةهذه المعارضة ستكون من نوع مختلف، غير قائمة على الانقسام السياسي العمودي مع حزب الله. بل مواجهة السياسات التي يتبعها العهد، الذي كال له الحريري الاتهامات في عرقلة ملفات ومشاريع إصلاحية عديدة، على رأسها ملف الكهرباء. لكنه لن يكتفي بالاهتمام التقني بهذه الملفات. هو يعلم أن بيئته تحتاج منه أن يعطيها لتعطيه. هي لا تريد المال ولا المساعدات، على أهميتها في هذا الظرف الصعب، والحالة الاقتصادية الخانقة. لكنها تحتاج من الحريري الاقتراب منها، محاكاة هواجسها، والوقوف على مطالبها السياسية ورفع معنوياتها، بدلاً من الابتعاد الذي كرسته التسوية والحكومة ومشاغلهما ومشاكلهما.
الأمل الذي أعطته الحشود للحريري، دفعه إلى التصميم والثبات وعدم تكرار تجربة الغياب الطويل، كما حصل بعد اسقاط حكومته وتشكيل حكومة الرئيس نحيب ميقاتي، حينها ارتكب الرجل خطأه القاتل الذي أدى إلى ترهل تياره وضعفه وتضعضعه، وبروز رؤوس وقيادات جديدة. واليوم، يستعد الحريري لورشة جديدة، يحاول فيها تكرار تجربة والده بين عامي 1998 و2000. وكأنه بدأ يتحضر للانتخابات النيابية باكراً، عبر اتخاذ إجراءات تغيير جذرية داخل التيار. والعمل على فتح أبواب بيت الوسط أمام الناس بشكل شبه يومي، وفي وقت محدد، وإعادة التواصل مع الصحافيين، ومع قطاعات أخرى نقابية وشبابية. وهذا أسلوب كان يتبعه والده.

تحمّل المسؤوليةوبدأ الحريري بالتعميم على كوادر تياره، بضرورة مواكبة الناس في كل المناطق، وعقد لقاءات سياسية وتثقيفية معهم للتحضير للمرحلة المقبلة. كما أنه أبلغ مجالسيه بتحضيراته لجولة خارجية، لعقد لقاءات تتعلق بالوضع في لبنان، والبحث عن حلول للأزمة الاقتصادية. وسيكون هذا بموازاة التحضير لجبهة معارضة سياسية جدية لا تقوم على النكايات، وتتجاوز حدود الخلافات الشخصية، عبر إعادة وصل ما انقطع من علاقات مع الحلفاء. لكنه في الوقت ذاته لا يزال يهاجم بعض الذين كانوا محسوبين عليه في التيار، ويصفهم بالمزايدين الذين يهاجمون مواقفه، أو يعتبرون أن علاقته غير جيدة بالسعودية.
ومن الواضح أن الرجل يستعد لإطلاق المزيد من المواقف السياسية، خصوصاً ضد التيار الوطني الحر، وقال: "لن نتنصل من المسؤولية. بل نتحمل المسؤولية. ولست كغيري اتنصل من مسؤوليتي، كهؤلاء الذين يحملون الحريري المسؤولية السياسية". وبخصوص جدولة الدين العام إذا كان هناك خطة "كل شي بيصير"، "..المهم الخطة".

ورأى الحريري ان "ما يجري في المصارف والهجوم على الحاكم، يدل على وجع الناس. ولكن هناك أفرقاء يعملون على تحوير أسباب وصولنا إلى هنا".
ولفت إلى أنّ "المشكلة الأساسية في البلد في آخر 15 سنة أن نصف الدين في لبنان كان للكهرباء. لماذا اضطررنا لاستدانة المال للكهرباء؟ وهنا تكمن المسؤولية"، وعلق على ما قاله الوزير السابق جبران باسيل عن طريق عودة طويلة للحريري، فقال: "إذا هو بيقرر أيمتى برجع، يعني متل ما قلت إنو الرئيس الظل أو لاء"؟.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية