معالم الحمراء الذاويةوتناقلت وسائط التواصل الاجتماعي الخبر، لتضم الفندق إلى سلسلة معالم العاصمة الغاربة، وخصوصاً في شارع الحمراء ورأس بيروت: مقاهي شارع الحمراء، ومطاعمها، الأكسبرس، الهورس شو، الكافي دو باري، المودكا، الويمبي، فيصل، السمغلرز إن، الباك ستريت. وكذلك دور السينما كلها التي يتجاوز عددها دزينة من الصالات.
صور من الماضيأما فندق البريستول المتربع على تلة مشرفة على رأس بيروت وشارع الحمراء، فكان فتح أبوابه منتصف القرن العشرين بهمة آل ضومط. وما لبث أن صار من معالم السياحة اللبنانية والبروتية للرعايا العرب والسياح الأجانب. فاستضاف رؤساء دول، وصار مقصداً للصحافيين والنخب الثقافية والاجتماعية والسياسية من اللبنانيين والعرب.
وكتب الصحافي نجيب خزاقة على صفحته الفيسبوكية أن البريستول كان مقصداً "لمحبي السهرات المميزة، والأطباق المميزة التي كان يعدها الشيف جورج الريس، الذي منح نكهة خاصة للمازة اللبنانية للمأكولات الشرقية من مطابخ اسطنبول وحلب والشام وطرابلس وبيروت".
وظل البريستول يفتح أبوابه على الرغم من مآسي الحرب وقتال الميليشيات في الشوارع، وفي زمن الحصار الإسرائيلي لبيروت الغربية، ودخول الجيش الإسرائيلي إليها صيف 1982.
وقد تحولت صالات البريستول مركز لقاءات سياسية موسعة وضيقة لرجال السياسة. ومن تلك اللقاءات الموسعة ذاك الذي وضع النواة الأولى لولادة قوى 14 آذار لمجابهة الوصاية السورية على لبنان، قبيل اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005.
مسلسل الاحتضاروعانى الفندق من الحصار السياحي الذي ضرب لبنان، منذ 2014، ولكنه استمر يعج بالوافدين العرب، وخصوصاً السوريين والأردنيين.
وفي 2013 كان ملّاك البريستول في صدد ترميم الفندق وتحديثه. لكن انهيار بيروت المتدرج، حال دون تلك الخطوة.
والمسمار الأخير في نعش البريستول كان منع قوى الأمر الواقع اجتماع مؤتمر "سيدة الجبل" لمناهضة النفوذ الإيراني الذي خنق لبنان أخيراً، فيما كانت انتفاضة 17 تشرين 2019 تحاول إخراج اللبنانيين من معمعة الولاءات العصبية المتراصة، وسبق الانهيار الاقتصادي والمالي الكبير الذي قذف البلد إلى الحضيض. وجاءت جائحة كورونا لتكمل هذا الانهيار. فاستغلتها المنظومة السياسية الحاكمة وسيلة لئيمة للظهور في مظهر المنقذ لبلاد كانت السبب في إفلاسها الكامل.
0 comments:
إرسال تعليق