تلعب حكومة حسان دياب على
حافة الهاوية. الكوارث السبعون التي تحدث عنها رئيس الحكومة، ستزداد أكثر
في الأيام المقبلة. لم يعد بالإمكان الحديث عن خطط واستقرار. الارتفاع
الجنوني المستمر لسعر الدولار، ينذر بتفجر أزمات اقتصادية واجتماعية
ومعيشية.. وربما أمنية. تدخل الحكومة في سباق مع الوقت. بين طول عمرها
وتفجر الأزمات، وسعر الدولار وتوهم الحصول على مساعدات. الساحات اللبنانية
المختلفة تغلي، على صفائح تدخلات دولية متناقضة ومتضاربة.
باسيل.. للسيطرة على القطاع المصرفيكل
المؤشرات تفيد بأن وجه المنطقة كله سيتغير في الأشهر المقبلة. لا يمكن فصل
لبنان عن سوريا. السقوط المدوي لليرة اللبنانية، ليس بعيداً عن تهاوي
"شقيقتها" في سوريا. لبنان سيسير على الطريق ذاتها، في ظل التلميح عن
احتمال وصول الدولار إلى أكثر من 10 أو 15 ألف ليرة، طالما أن لا قدرة على
لجمه وضبطه. الأزمة المالية، حضرت في اجتماع بين حاكم مصرف لبنان رياض
سلامة ورئيس الحكومة حسان دياب ووزير المال غازي وزني، ثم التقى سلامة
برئيس الجمهورية ميشال عون. للبحث في التعميمات التي يصدرها حاكم المصرف
المركزي.
بين النقاش في التعميمات،
ومحاولات العمل على حلّ أزمة التعيينات المالية، والتوافق على صيغة مرضية
للجميع، ستكون غايتها تطويق عمل حاكم مصرف لبنان أكثر. رئيس التيار الوطني
الحرّ جبران باسيل يذهب أبعد من ذلك بكثير، يعمل على إعداد ملف قضائي لرياض
سلامة، ويحضر لمحاكمته. هناك توجه حاسم لدى باسيل بوجوب إقالة سلامة،
والسيطرة على القطاع المالي اللبناني. بلا شك أن خطوة من هذا النوع ستستدعي
تدخلات أميركية هائلة، تنذر بالمزيد من الخطوات القاسية، إلا إذا توصل
الفريق الحاكم في لبنان إلى تفاهم مع الأميركيين وتطبيع العلاقات المالية
والسياسية. وهذا غير منظور حالياً.
البحث عن كبش محرقة وعن فرنسالا
أحد يمتلك رؤية واضحة لما ستكون عليه الأيام المقبلة. كل ما يحكى عن
معارضة سياسية جدية وفاعلة، يندرج في إطار الكلام غير الجدي وغير الفعلي.
لا خطة واضحة لدى المعارضة، كما لا خطة لدى الموالاة. الحكومة مصابة بمرض
عضال، الجرة مكسورة بين أركانها، وخصوصاً بين رئيس مجلس النواب نبيه بري
ورئيس الحكومة حسان دياب. اللقاء بين دياب وعلي حسن خليل لن يغير في
المشهد، إنما قد يهدئ الأجواء فقط، ولكن لن يؤدي إلى حلّ المشكلة. لا
كيمياء مطلقة بين بري دياب، كما الكيمياء مفقودة كلياً بين برّي والعهد.
الجميع يبحث عن "كبش محرقة"
لتحميله مسؤولية ما يجري. ذلك الكبش ستحتم اختياره الحسابات السياسية. بعض
الأطراف يتجهون صوب المصارف، والتي ستكون أمام تهديدات ميدانية مباشرة بسبب
إجراءاتها. البعض الآخر يوجه السهام نحو حاكم مصرف لبنان. وطرف ثالث يحيل
المسؤولية على القوى المعارضة، وتحديداً الاشتراكي والمستقبل والقوات..
وحركة أمل. وكل طرف يسعى للحصول على بادرة دولية تدعمه. الحكومة والعهد
يراهنان على فرنسا ودورها ونشاط سفيرها على الساحة المحلية. برونو فوشيه،
المعجب بالتجرب الإيرانية والمتواصل الدائم مع حزب الله، حريص جداً على
حكومة دياب. يقدّم لها كل سبل الدعم والنصح والإرشاد، ويشدد على وجوب إنجاز
الخطة الاقتصادية بأسرع وقت ممكن، لعلّ الحكومة تنجح في الحصول على بعض
المساعدات. الدعم الفرنسي لعهد ميشال عون مستمر.
التقى فوشيه دياب مرتين خلال
ثلاثة أيام. الهدف الأساسي من اللقاءين البحث في الخطة المالية وضرورة
إنجازها، مع تشديد فرنسا على وجوب الحفاظ على الاستقرار. في مقابل الموقف
الفرنسي، السفيرة الأميركية تنشط على الساحة، مدعومة بتصعيد جديد من قبل
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي يعتبر أن لا مساعدات للبنان إلا
بتلبية مطالب الشعب اللبناني، وإنجاز الإصلاحات الحقيقية واعتماد مبدأ
الشفافية، وعدم استفادة حزب الله سياسياً ومالياً من الدولة اللبنانية.
ستحمل الأيام المقبلة المزيد من التصعيد، والتحركات.
0 comments:
إرسال تعليق