لا تغيير
قال التنظيم في إصداره "معذرة إلى ربكم" الذي نشره عن "ولاية اليمن"، إنه يسير على الطريق الصحيح، دون تبديل كما فعل تنظيم القاعدة، معتبرا الأخير "مرتدا عن الدين الإسلامي" نظرا لتعطيله تحكيم شرع الله في المناطق التي سيطر عليها.
وسرد الفيديو الذي امتد إلى نحو 52 دقيقة، ما وصفها بأسباب الحرب التي شنتها "القاعدة" والفصائل الأخرى في سوريا، وليبيا وغيرها عليه.
وركّز الفيديو على مهاجمة القاعدة وزعيمها أيمن الظواهري الذي قال أحد عناصر التنظيم إنه مختف منذ أشهر، رغم أن زعيم "داعش" الجديد لم يظهر البتّة.
إلا أن التنظيم يعتبر أن غياب الظواهري نقل بشكل غير رسمي قيادة "القاعدة" إلى الموجودة حاليا في اليمن، والتي يتولاها خالد باطرفي، الذي خلف قاسم الريمي في شباط الماضي.
وشنّ التنظيم هجوما عنيفا على أفرع "القاعدة" في مالي، وتونس، والجزائر، معتبرا أن إرسالها تطمينات لحكومات تلك الدول بعدم استهدافها، هو مجرد حداع للنفس، في إشارة إلى أن الحرب على القاعدة ستتواصل.
عمليات متواصة
وبحسب "عربي21"، فإن "داعش" أعلن خلال الشهرين الماضيين، تنفيذ 324 هجوما أو عملية في 12 منطقة حول العالم.
والمناطق هي: "العراق، اليمن، سوريا، سيناء (مصر)، الصومال، الفلبين، بنغلاديش، وسط أفريقيا (موزمبيق، الكونغو الديمقراطية)، غرب أفريقيا (تشاد، النيجر، نيجيريا)، الهند، أفغانستان، المالديف".
وبحسب التنظيم فإن عملياته أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من من 1500 شخص، نسبة كبيرة منهم في العراق، وأفريقيا.
وفي العراق، لا يزال "داعش" يشن عمليات دورية على نقاط أمنية، في محافظات ديالى، ونينوى، والأنبار وكركوك، وبوتيرة أقل في صلاح الدين، وشمالي بغداد.
كما تمكن التنظيم من مباغتة قوات النظام السوري مطلع نيسان، بالسيطرة على مناطق شاسعة في مدينة السخن شرقي حمص، وبث مشاهد لإعدام عناصر من القوات السورية وقعوا أسرى بين يديه، وهي واحدة من طرق كان التنظيم إبان سطوته في حقبة البغدادي يستخدمها في التنكيل بخصومه.
هل يستغل كورونا؟
وأوضحت في تقرير أن خبراء أمنيين يعتقدون أن تركيز هجمات "داعش ينصب على المنطقة الفاصلة بين سيطرة القوات العراقية، والبشمركة الكردية وهي لا تتجاوز 12 كم."
إلا أن جل الخبراء الذين نقلت "البايس" تصريحاتهم، استبعدوا إمكانية عودة التنظيم إلى نشاطه في الفترة بين (2013-2015)، وهي التي سبقت اندحاره.
وبحسب "عربي21"، فإن "داعش" وعبر نشرته الأسبوعية "النبأ"، قال إن كورونا أظهر ضعف الولايات المتحدة، معتبرا أن ذلك يضرب رواية حلفاء واشنطن في المنطقة بأن أميركا قوة لا تُهزم.
وأضاف مهددا أن "آخر ما يتمناه الغرب اليوم، هو أن "يتزامن وقتهم العصيب مع تحضيرات جنود الخلافة لضربات جديدة شبية بهجمات باريس، ولندن، وبروكسل، وغيرها".
وألمح التنظيم إلى أنه قد يستغل "وصول نسبة إشغال المؤسسات الأمنية والطبية في دول الغرب إلى الحد الأقصى".
تطمينات وقلق
قال القائد العام للقوات الخاصة في التحالف ضد "داعش"، الجنرال إريك هيل، إن "وجود داعش في العراق مستمر في التناقص بفضل جهود وتضحيات قواتنا، وشركائنا العراقيين".
وأضاف بحسب ما نقل موقع "military times"، أن "الضربات المتواصلة على التنظيم في العراق، تزيد من الضغط عليه، وبالتالي صعوبة إيجاد مكان اختباء لعناصره".
إلا أن موقع "the interpreter" الأميركي، أوضح أن داعش ربما يستغل أزمة فيروس كورونا، وهو أمر مقلق في العراق.
وأوضح أن لدى داعش في العراق، ما لا يقل عن 4500 عنصرا بعضهم يشكلون خلايا نائمة في مدن تقع تحت سيطرة الحكومة بالكامل.
وأضاف أن خطر المرحلة المقبلة يكمن في عدم ردع نشاط داعش، وهو ما سيعطي دفعة معنوية كبيرة للتنظيم، تولد لديه شعورا بمحاولة استعادة الهيمنة، والانتشار بشكل أكبر.
المكينة الإعلامية
مقتل البغدادي تزامن مع تضييق شركة "تلغرام" على حسابات التنظيم التي كان ينشر أخبار عملياته عبرها، إذ انتقل لاحقا لتطبيق "تام تام" الروسي، بيد أن الأخير أغلق حسابات التنظيم.
الملاحقة غير المسبوقة لتنظيم "داعش" في مواقع التواصل الاجتماعي، أبعدته عن أضواء الإعلام بشكل لافت، رغم أن الأخير لا يزال يواصل عملياته بشكل شبه يومي، وينشر ملخص أخباره عبر حسابات مناصرة، ومواقع إلكترونية مؤقتة.
وفي "تويتر" لا يزال أنصار التنظيم يستخدمون مشاهد من فيديوهات قديمة لداعش، وينشرونها كتعليقات على حسابات المشاهير.
أنصار التنظيم، الذين يستخدمون صورا وأسماء لحساباتهم لا تدل على محتوى تغريداتهم، يطرحون مع فيديوهات التنظيم أسئلة استنكارية، ويحاولون جذب انتباه المغردين للدخول إلى الفيديوهات.
وأعلنت وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) عدة مرات، توجيه ضربة قوية ضد الدعاية والترويج عبر شبكة الإنترنت لتنظيم "داعش".
0 comments:
إرسال تعليق