ولكن، وفي مقابل ذلك، فإن الحريري يقوم بتكثيف هجماته على "الوطني الحر" وتحديدا ضدّ رئيسه جبران باسيل، ما يوحي بأمرين؛ الاول هو حاجة الحريري الى خصم جدّي يستطيع من خلاله شدّ العصب الجماهيري ل "المستقبل"، والثاني أنه يتحضّر للعمل على استعادة رئاسة الحكومة بعد انتهاء مدة صلاحية "العهد"، حيث أن النفور القائم بين الطرفين سيشكّل عائقاً اساسيا امام عودته الى السراي، الأمر الذي يدركه الحريري جيدا.
ولعلّ اهم ما يقوم به الحريري هو محاولة دق إسفين بين "الوطني الحر" و"حزب الله"، إذ يسعى الى إظهار أن المشكلة الحقيقية في إعادة بناء الدولة تكمن في علّة استحكام باسيل بمفاصلها، ويحاول توجيه الرأي العام في هذا الاتجاه على وجه التحديد جاعلاً من باسيل عبئاً على الحزب في ظل الحراك الشعبي، ما قد يؤدي الى اشتباكات بين الفريقين على المستوى السياسي حول بعض العناوين الاصلاحية المرتبطة بالعمل الحكومي.
وبالعودة الى الرسائل التي يتعمّد الحريري تسريبها عبر مصادره، فإن التركيز على عدم رغبته في بناء جبهة معارضة للحكومة، يفسّر انه لا ينوي عقد تحالف جدّي مع "القوات اللبنانية" في ظلّ علاقته الجيدة الى حد ما مع الحزب "التقدمي الاشتراكي"، ما يبدو بحدّ ذاته رسالة مباشرة الى "القوات" تشي ما بين سطورها الى أن الودّ القديم لن يعود على الاطلاق حتى في أمسّ الحاجة لإقامة حلف قوي يحمي ظهر "المستقبل" للأيام المقبلة.
0 comments:
إرسال تعليق