الاثنين، أكتوبر 17، 2011

ويكيليكس عن مستشار وليد المعلم: ايران تنشر التشيّع في سوريا عبر المال...علي مملوك وبعض ضباط المخابرات يدّعون أنهم سنّة لتبييض صفحة النظام...والأسد يزوّر ا


وثيقة ويكيليكس التي تحمل الرقم 07DAMASCUS128 والتي كشف عنها يوم 30 آب 2011 تروي تفاصيل مقابلة حصلت بين الدكتور سمير التقي، مستشار وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وبين القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة في دمشق، مايكل كوربن.

هذه المذكرة الدبلوماسية السرية المصنفة سرية بتاريخ 8 شباط 2007، تنقل كيف عبر سمير التقي، المستشار في وزارة الخارجية السورية ، للقائم الأعمال الأمريكي في دمشق يوم 7 شباط 2007 عن "قلق متنامي في سوريا نتيجة الجهود الإيرانية في عملية تشيع البلاد. وبحسب التقي فإنّ معظم هذا الجهد يتركز في شمال شرق البلاد، وبعضها يعتمد على اللجوء الى الأموال حيناً والعلاقات الثقافية قرب مواقع الحج الشيعية. وقد ارتفع منسوب القلق تجاه هذه الظاهرة الى أعلى مستوياته لدى النظام العلوي الحاكم، في ظل مخاوف من تزايد الاستياء السني آزاء ذلك. ويذكر التقي أنه بخصوص الإنتخابات المقبلة، فالنظام السوري متشنج والاحتمال الأكبر هو أنه سيسيطر بشكل تام على جميع جوانب الانتخابات ولن يتيح أي فسحة سياسية للشخصيات المستقلة الاخرى".

وفي التفاصيل أنّ التقي نقل "واقع تزايد النفوذ الايراني في سوريا في الوقت الراهن، من خلال التشيّع الذي أثار القلق في اوساط المجتمع السوري. وقال تقي انه قد بدأ يسمع شخصياً من أعلى المستويات في النظام ومن المؤسسة الدينية السنية حول ما سماه الجهود الإيرانية في العمل على تشيّع البلاد وهناك بعض الحقائق على أرض الواقع وتخوف من ردود فعل على ذلك. فالعلاقات السورية الإيرانية الاستراتيجية، تعمقت منذ العام الماضي، مما منح الخلفية اللازمة لهذه المشاعر المستاءة، لدى العديد من السوريين حول ما إذا كان من مصلحتهم أن يكونوا حلفاء لصيقين بايران على المستويين السياسي والاقتصادي، في وقت تعاني هذه الدولة من خلافات هائلة مع الولايات المتحدة وبقية المجتمع الدولي."

وتابعت المذكرة الامريكية نقلاً عن التقي "وآزاء هذه الخلفية المستاءة، فإن الإيرانيين قد تبنوا منهجاً شرساً نسبياً يعتمد على المال والثقافة في سوريا مسيئين بذلك الى مشاعر السوريين. وقد ضرب على سبيل المثال الأنشطة الإيرانية المتواصلة في محافظة الرقة، في شمال شرق سوريا، وهي من المحافظات الصغيرة نسبياً، حيث قامت ايران بتمويل بناء مجمع يضم مسجد ضخم، وفندق كبير، ومطار. وتتلقى الرقة هذا المستوى من الاهتمام باعتبارها موقعاً رئيسياً للحجاج الشيعة القادمين من ايران وغيرها لأن هذه المنطقة تحمل تاريخ الانشقاق الأصلي بين السنة والشيعة، وقد دفن فيها عدد من الشخصيات الشيعية التاريخية. الايرانيين عمدوا الى توزيع عشرات الآلاف الأشرطة والكتيبات التي تدعوا الى التشيع مستخدمين شعار الحوار بين السنة والشيعة من اجل تمرير ذلك. كما يعمدون أيضاً الى توزيع الأموال في القرى الفقيرة شمال شرق سوريا، خصوصاً بين بعض رجال الدين، في محاولة لتشجيع تحويل السنة إلى المذهب الشيعي."

ونقلاً عن الوثيقة الامريكية فان التقي وصف هذه "الانشطة الإيرانية بأنها بالغة الخطورة على النظام السوري، مشيراً الى انه مع عدد من الاشخاص يصرّون على أن وقف مثل هذه التوجهات. وعندما سئل التقي عن سبب هذا الخطر، أجاب الطابع الأقلي للنظام السوري الحاكم، والذي يسيطر عليه العلويون، يحتقره السنة لأنهم يعتبرون العلويين من نسل الزنادقة. بالإضافة إلى ذلك، ووفقاً للتقي، فإن النظام له تاريخ في تنصيب أشخاص من الأقلية الشيعية في سوريا في مناصب حساسة بالرغم من أن الشيعة في سوريا لا يتعدون 1% من السكان، حيث يفضلهم النظام على السنة والذي يتم تجنب وضع الكثير منهم في مناصب رئيسية. وأكد التقي أن رئيس مكتب الأمن القومي لدى حزب البعث هاشم اختيار وهو ضابط مخابرات كبير هو في الحقيقة شيعي المذهب ولكنه يدعي أنه سني (وتشير الوثيقة ان هذا الأمر أكدته مصادر اخرى في وقت سابق). وبحسب معلومات اضافية، فإن التقي يظن أنّ اللواء علي مملوك، رئيس المخابرات العامة هو نفسه من أصول شيعية، على الرغم من انه يدعي علناً أنه سني، ويستخدمه النظام لتبييض صفحته ولإظهار أنّ أهل السنة هم موضع ثقة وتمنح لهم المناصب الحساسة في الدولة".

ووفق ما جاء في المذكرة السرية الأمريكية "فقد ذكر التقي أنه بالنسبة للانتخابات المقبلة، فالنظام متشنج ويحاول السيطرة تماماً على كل جوانب الانتخابات وعدم إتاحة اي مجال للمناورات السياسية او بعض المساحة للتحرك لشخصيات مستقلة اتيح لها ذلك في السابق. كماعزى التقي عصبية النظام الحاكم حول الانتخابات المقبلة الى نسبة المشاركة المتوقع ان تكون متدنية في الاستفتاء الرئاسي، الذي سيترشح له بشار الأسد من دون منافسة، وهو ما سيكون محرجاً له مع أنّ النظام يمكن له تزوير الأرقام ولكن ذلك سيشير الى مشاعر معادية له".

وأضاف التقي أنه "على الرغم من جميع هذه المخاوف الانتخابية، فالنظام لديه الكثير من الطرق المتوفرة للغش من أجل ترتيب النتائج الإنتخابية حيث ينسق النظام جهود المرشحين "الرسميين" و"غير الرسميين" من خلال حملات مرتبة اصلاً. وبغياب قوائم ناخبين موزعة بحسب اماكن تصويتهم، فان ذلك يتيح التصويت مرات متعددة من قبل نفس الاشخاص خصوصاً بغياب رقابة مستقلة سواء خلال التصويت أو خلال عملية صناديق الاقتراع إلى مراكز فرز الأصوات أو خلال القيام بفرز اصوات الناخبين. وبالتالي هناك فرص كبيرة للنظام للتحكم في نتائج فرز الأصوات".
المصدر : خاص موقع 14 آذار

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية