«تيار المستقبل» وقوى 14 آذار في ورشة عمل مستمرة
كشفت مصادر مطلعة في «تيار المستقبل» وقوى 14 آذار ان الفريقين يعقدان في هذه الفترة سلسلة لقاءات غير معلنة لمناقشة مختلف التطورات الداخلية والخارجية وللتحضير لإحياء «ذكرى 14 شباط» في الشهر المقبل.
واعتبرت هذه المصادر «ان هذه اللقاءات تشبه ورشة عمل مستمرة من أجل إعداد سيناريوهات متعددة للمرحلة المقبلة ولدراسة صيغ حماية لبنان في ظل التطورات الحاصلة إقليمياً وفي ظل تخبط الحكومة الحالية في مشاكل متعددة، إن لجهة تصريحات وزير الدفاع فايز غصن أو مسألة الأجور أو ضرب النمو الاقتصادي».
وأشارت المصادر إلى «أن هناك عدة قضايا وموضوعات تُناقَش في هذه اللقاءات، ومنها مشروع قانون الانتخابات النيابية المقبل والاستعداد لإحياء ذكرى 14 شباط وكيفية تفعيل الوضع التنظيمي والداخلي لهذه القوى في ظل بعض المشكلات المالية والتنظيمية، وخصوصاً على صعيد «تيار المستقبل» الذي اتخذ قراراً مركزياً بإعادة هيكلة كل المؤسسات التي يشرف عليها».
فكيف تنظر «قوى 14 آذار» و«تيار المستقبل» إلى مختلف التطورات الداخلية والخارجية؟ وما هي أبرز الملفات والقضايا التي تُناقَش في اجتماعات هذه القوى في هذه المرحلة؟
رؤية «قوى 14 آذار» و«المستقبل»
ترى «قوى 14 آذار» و«تيار المستقبل» أن لبنان والمنطقة يمران حالياً في مرحلة انتقالية غير مستقرة، بسبب التطورات في سوريا وما ستؤول اليه التحركات الشعبية فيها واحتمال سقوط النظام السوري خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي 2012، وان الوضع اللبناني يتأثر كثيراً بما يجري وما سيجري في سوريا وخصوصاً على صعيد القوى الحليفة والداعمة للنظام السوري، وكل ذلك يتطلب الاستعداد والتحضير للمرحلة المقبلة بما يساهم في استعادة «قوى 14 آذار» و«تيار المستقبل» للحكم والسلطة في لبنان في حال سقوط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.
وتقول مصادر مطلعة في «قوى 14 آذار» و«تيار المستقبل» إن الوضع اللبناني يعاني العديد من المشاكل بسبب الأداء السيئ للحكومة الحالية سياسياً وأمنياً واقتصادياً، وان هذه الحكومة والأكثرية الحاكمة وخصوصاً حزب الله تتخبط في أدائها وتواجه تحديات مختلفة داخلياً وخارجياً، ولذا المطلوب تكثيف اللقاءات والاتصالات، سواء بين أركان هذه القوى أو على الصعيد الخارجي لدراسة مختلف التطورات والتوصل الى رؤية موحدة واستراتيجية عمل مشتركة.
وقد عقدت لقاءات بين عدد من أركان قوى 14 آذار و«تيار المستقبل» لبحث مختلف التطورات وللاتفاق على مواقف موحدة، إن لجهة الوضع في سوريا أو على صعيد قانون الانتخابات أو على صعيد التحضير لإحياء ذكرى 14 شباط واحتمال عودة الرئيس سعد الحريري للمشاركة في إحيائها.
الملفات والتحديات المختلفة
لكن ما هي أبرز الملفات والتحديات التي تواجهها «قوى 14 آذار» و«تيار المستقبل» حالياً، وهل تنجح في إعادة شدّ العصب الشعبي والتنظيمي لمواجهة آفاق المرحلة المقبلة؟
على صعيد «تيار المستقبل» فإن الأولوية حالياً هي لإعادة ترتيب أوضاعه الداخلية بسبب الأزمة المالية التي مر فيها السنة الماضية والتي عولجت بعض وجوهها، ما أدى الى هيكلة جديدة للمؤسسات وتقليص المدفوعات، وإن كانت «خطة الهيكلة» لم تنته كلياً على صعيد المؤسسات الإعلامية.
اما الملف الثاني الذي يواجه «قوى 14 آذار» و«تيار المستقبل» فيتعلق بالموقف من «قانون الانتخابات» في ظل اتجاه القيادات المارونية والارثوذكسية لتبني ما سمي «مشروع اللقاء الارثوذكسي» الذي يدعو الى قيام كل أبناء مذهب بانتخاب نوابهم، وتشير المصادر الى عدم وجود اتفاق بين «قوى 14 آذار» و«تيار المستقبل» على موقف موحد من هذا المشروع.
الملف الثالث الذي يشغل بال «قوى 14 آذار» و«تيار المستقبل» يتعلق بالوضع السوري وانعكاسات ما يجري في سوريا على الوضع اللبناني. ويراهن قياديو ومسؤولو «14 آذار» و«المستقبل» على احتمال سقوط الرئيس بشار الأسد ونظامه قبل منتصف العام الحالي 2012، وهذا يتطلب الاتفاق على رؤية مشتركة حول كيفية التعاطي مع تداعيات هذا السقوط وانعكاسه على الوضع اللبناني.
الملف الخامس الذي تتابعه «قوى 14 آذار» و«تيار المستقبل» يتعلق بالأوضاع اللبنانية الداخلية وملف «سلاح حزب الله» وقضية جمع الأسلحة من المناطق اللبنانية إضافة إلى التطورات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وتراهن هذه القوى على ازدياد هذه المشاكل وعلى وجود خلافات قوية بين أركان الأكثرية الحاكمة، ما سيساعد في فشل الحكومة الحالية، وهذا سيمهد لعودة هذه القوى الى الحكم مجدداً.
الملف السادس الذي يشغل بال «14 آذار» و«تيار المستقبل» يتعلق بنتائج الثورات العربية ووصول الإسلاميين الى الحكم، وكان من المقرر أن يقيم «تيار المستقبل» مؤتمراً اسلامياً جامعاً، يشبه المؤتمر الذي اقامته شخصيات مسيحية قبل شهرين، لإعلان موقف موحد مما يجري لكنه جرى الاتفاق على تأجيل المؤتمر لوقت لاحق ومن أجل إعداد وثيقة متكاملة حول ما يجري والتفاهم على تفاصيلها.
إذن، «قوى 14 آذار» و«تيار المستقبل» ينتظران ما ستؤول إليه الأحداث في لبنان وسوريا وفي الوقت نفسه يستعدان لإحياء ذكري 14 شباط لإعادة تفعيل حضورهم واستعادة الفاعلية السياسية والشعبية في الداخل اللبناني.
قاسم قصير – مجلة الأمان
0 comments:
إرسال تعليق