الجمعة، يناير 20، 2012
ناجون يروون اهوال مذبحة ارتكبها الجيش السوري
الجمعة, يناير 20, 2012
اضف تعليق
نشرت صحيفة “ذي تايمز” اللندنية اليوم الخميس تحقيقاً لمراسلها انتوني لويد جاء فيه ان ناجين من مذبحة في سوريا تحدثوا اليه عن كيفية قيام جنود سوريين بقتل اكثر من مائة من المدنيين غير المسلحين في واد بالقرب من سلسلة جبل الزاوية في شمال غربي سوريا. وهنا نص التحقيق: “كان عدد القرويين السوريين 124 عندما دخلوا الوادي الضيق للاختباء من القوات الموالية للرئيس السوري الأسد. وبعد 6 ساعات من القصف ونيران الرشاشات تحول الوادي إلى مقبرة لم ينج منها إلا 13 ظلوا على قيد الحياة.
وعند منتصف الوقت الذي استغرقته المجزرة حاولت مجموعة من 20 رجلا يقودهم إمام محلي الوصول إلى القوات للتفاوض. وتم إدامهم جميعا في المكان. وطعن جندي الإمام في حنجرته بالحربة المثبتة في بندقيته.
الروايات عن قتل 111 رجلا في وادي أبو دماية يوم 20 كانون الأول (ديسمبر)- ومن المؤكد أنها من أسوأ الفظائع التي ارتكبت منذ بدء الثورة السورية قبل عشرة شهور- وردت على السنة أربعة من الناجين الذي عبروا الحدود إلى تركيا الأسبوع الماضي. ظلوا مطاردين في جبل الزاوية شمال غربي سوريا.
وإفاداتهم كشهود عيان، مدعومة بلقطات الفيديو التي التقطها سكان محليون في الموقع، ترسم واحدة من اكثر المشاهد الحية والمفصلة عن جريمة حرب تخرج تفاصيلها من البلاد حتى الآن.
وخلال الحشد العسكري وصولا إلى أعمال القتل زحفت أعداد كبيرة من الجيش السوري، معززة بالدبابات وناقلات الجنود المصفحة ومروحيتين لمهاجمة مواقع الجيش السوري الحر الثائر في جبل الزاوية، وهي عملية بدأت يوم 17 كانون الأول (ديسمبر).
منحدرات الجبل، وهي ملاذ مثالي للقوات المنشقة، هي معقل للمناهضين للنظام. والقوة الثورية الناشئة في المنطقة أقامت مركز قيادتها في بلدة كنصفرة التي اقتحمتها الوحدات النظامية يوم 18 كانون الأول (ديسمبر).
وبعد يوم من ذلك الاقتحام أطبقت طلائع الجيش السوري على بلدة كفر عويد، وهي معقل آخر مناهض للنظام شهد العديد من الاحتجاجات. وقال فايز عبدو مغلاج، 40 عاما، وهو عامل: “هربت من كفر عويد فجرا يوم 18 كانون الأول (ديسمبر). وغادر المئات من السكان قريتهم معي”.
واضاف: “كل رجل في المنطقة كان يهرب من الجيش. أصبح تلك عادتنا كلما اقترب الجيش فنهرب إلى الجبال والغابة لتفادي الاعتقال. احتميت في قرية صغيرة تلك الليلة، ثم انتقلت إلى وادي أبو دماية في اليوم التالي مع بعض الاصدقاء بهدف الاختباء”.
يبعد الوادي الذي يبلغ طوله نصف ميل، ميلا واحدا عن كفر عويد وينحدر من الأرض المرتفعة في الشمال الشرقي نحو سهل منبسط في الجنوب الغربي. وتتناثر في الوادي الصخور الناتئة كما أنه مغطى بالشجيرات الصغيرة، ويبدو مكانا مثاليا للاختباء وقد استخدمة السكان المحليون مرارا للهروب من قوات الأمن.
ولكن لا توجد فيه سوى القليل من الطرق للخروج.
وقال أحمد صالح اليوسف، 24 عاما، وهو أحد الناجين: “تجمعنا هناك لنختبئ. كانت هناك عناصر من الجيش السوري الحر في المنطقة وإطلاق نار في التلال ولم يكن معنا منشقون. كلنا مدنيون محليون، وبيننا مسنون ومراهقون. كنا ناشطين ومحتجين، لكننا لسنا منشقين مسلحين، ولم يكن مع أي منا حتى بندقية واحدة”.
وقال شهود العيان الأربعة، الموجودون حاليا في مخيم بوينوغون بتركيا، إنه لم يكن في الوادي أي وجود للمنشقين. وكانت المنطقة هادئة خلال ذلك اليوم. وعلى أي حال، سمع الرجال أصوات معركة مسلحة اندلعت إلى الشرق منهم. واستمرت ثلاث ساعات. وعلموا لاحقا أن مجموعة من 71 جنديا نظاميا حاولت أن تنشق فحاصرتهم قوات الجيش وقتلتهم قرب كنصفرة.
وحوالي العاشرة صباحا في اليوم التالي، جاء دور القرويين الهاربين. أغلقت قوات المشاة مدخلي الوادي الشمالي والجنوبي، وحاصرت الرجال بينهما. من الشرق كان هناك انحدار شديد ومكشوف، بينما تجمعت في الأرض السهلية من جهة الغرب قوة من الدبابات والمصفحات في صف على الطريق المشرفة على الوادي. ثم بدأ إطلاق النار.
قال احمد اليوسف: “جاء الرصاص من كل الجهات. وكذلك قذائف الدبابات والمدافع الرشاشة ومضادات الطائرات. ولم تمر دقيقة واحدة من دون إطلاق النار. كل ما كنا نسمعه هو الانفجارات ونيران الاسلحة. بين حين وآخر كان واحد منا يصرخ “الله” ليستجمع الشجاعة، لكن معظمنا كان مرتعبا. رقدت على الأرض وأنا أبكي. ركبتاي لم تعودا قادرتين على حملي، ولم أستطع التحرك حتى لو أردت. الناس كانوا يُقتلون على طول الوادي”.
“شاهدت راعيا شابا عمره 13 عاما مع أغنامه طالباً الابقاء على حياته. ولم يكن المراهق الوحيد الذي قُتل، كان هناك الكثيرون من الصغار أيضا”.
وحوالي الواحدة والنصف ظهرا حاول إمام من كفر عويد، أحمد ظاهر، التقدم على رأس 20 من الناجين ملتمسين المحافظة على ارواحهم، والتفاوض مع الجنود عند السهل الغربي.
وقال اليوسف: “كنت في الغابة المواجهة للمدخل الشمالي للوادي، حيث ترتفع الأرض عن المنحدر واستطعت أن أنظر إلى الاسفل وشاهدت الإمام بوضوح. كان على بعدد 250 مترا عني ومعه 20 رجلا. كانوا ينادون الجنود، الذين خرجوا وأشاروا لهم برفع أيديهم.
ولم يمض وقت قليل على استسلام الرجال قبل أن تربط أيديهم وراء ظهورهم، ويُجبروا على الركوع على الأرض.
وقال اليوسف: “اطلقوا النار على كل منهم في ظهره. احد الجنود طعن الامام بحربته في عنقه بينما كان راكعاً امامهم. وقد اطلقوا النار عليه بعد ذلك”.
واخيراً، في الرابعة عصراً، خف اطلاق النار وتحرك الطابور المدرع عائداً الى كفر عويد.
وبقي الناجون القلائل من شدة خوفهم منطرحين ارضاً حيث كانوا وتجنبوا الحركة الى ان حل الظلام. ثم سمعوا اصوات عويل النساء تتردد في جنبات الوادي. وجاءت نساء المفقودين عندما رأين الجنود يغادرون ليبحثن عن رجالهن. وقد رأينهم ممدين في برك من الدماء في انحاء الوادي.
استردت 111 جثة واخذت الى الجامع في كفر عويد قبل دفنها. ويبين شريط فيديو صفوفاً من الرجال الموتى بملابس مدنية ممدين على بطانيات على الارض. ومن بينهم جثة الإمام، ويندو عنقه مشروطاً بصورة واضحة.
وتحقق منظمة “هيومان رايتس ووتش” في المذبحة كما جمع المرصد السوري لحقوق الانسان في لندنتفاصيل عن الموتى وهوياتهم.
وقال مصعب عزاوي، وهو مستشار في علم الامراض يعمل في المرصد السوري: “ارسلنا الى الجامعة العربية اكثر من 50 مرة الآن تفاصيل عمليات القتل، بما في ذلك مجزرة كفر عويد. اتصلنا بهم هاتفياً وارسلنا اليهم رسائل بالفاكس ولكننا لم نتلق اي جواب
0 comments:
إرسال تعليق