الأحد، يناير 08، 2012

الانتخابات الرئاسية الفرنسية: منافسات تتأجج بلغات مختلفة

على الرغم من تدهور شعبيته وتخلفه عن المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند في استطلاعات الرأي، يبدو الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عازما على انتزاع ولاية ثانية في السادس من ايار/مايو معولا بذلك على حيويته وفاعليته لاقناع الناخبين المحبطين بانه الافضل امام منافسه الذي وعد بحلول سحرية للازمة الاقتصادية.

لكن ايا من المرشحين الرئيسيين في منأى عن مفاجاة اثارها تقدم مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن التي تلوح بمواضيع الهوية الوطنية والهجرة وتطمح الى الوصول الى الدورة الثانية مثلما فعل والدها في العام 2002.

ويعتبر سبعة فرنسيين من عشرة ان حصيلة اداء ساركوزي (56 عاما) سلبية، خصوصا في ما يتعلق بالقوة الشرائية والعمل مع ارتفاع معدل البطالة من 7.5% الى 10% في خلال خمس سنوات، ومكافحة عدم المساواة.

لكن مع اقتراب الجمعة بحيث تفصل مئة يوم عن الدورة الاولى للانتخابات المرتقبة في 22 نيسان/ابريل، وفي مناخ من الارتياب العميق، ينشط الرئيس ساركوزي على كل الجبهات مستفيدا الى حد كبير من الاوراق التي كسبها من ممارسته الحكم في الداخل وعلى المسرح الدولي.

وفي غضون بضعة ايام، اعلن دون ان ينتظر بقية اوروبا، عن ضريبة على الصفقات المالية واطلاق ورشة لاصلاح تمويل الضمان الاجتماعي بهدف خفض كلفة العمل ورسم الخطوط العريضة لاصلاح التعليم مزاحما في هذا الموضوع الحساس المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند.

وهذا الاخير يبدو مدركا للخطر، فقد سعى السبت من معقله في كوريز (وسط) الى ضرب مصداقية هذه الاستراتيجية، مشددا على ان كلام الرئيس "فقد جزءا كبيرا من مصداقيته".

ووعد هولاند المرشح الاوفر حظا لان يصبح رئيس فرنسا المقبل باصلاح الاوضاع المالية العامة قبل تيسير الانفاق على البرامج الاجتماعية والذي يحبذه اليسار.

وقال هولاند ايضا انه اذا تم انتخابه فانه سيلغي خططا كشفت عنها النقاب الاسبوع الماضي حكومة منافسه المحافظ الرئيس نيكولاي ساركوزي لتحويل عبء تمويل برامج الرعاية الاجتماعية من الشركات الى المستهلكين.

وقال هولاند الذي يشعر بقلق من فكرة ان الاشتراكيين متساهلون في الامور المالية ان اصلاح الاوضاع المالية العامة المنهكة سيكون اهم اولوياته.

واضاف هولاند خلال مؤتمر حزبي في منطقة كوريزي بجنوب فرنسا "سنصلح (الامور المالية) اولا ثم نعيد التوزيع. علينا ان نشرح ذلك للفرنسيين وسيحافظون على ثقتهم (فينا) اذا اقتنعوا انه يتم فعل ذلك انطلاقا من الحرص على الصالح العام".

وقال هولاند انه سيعدل نظام الضرائب من خلال جعل الشركات الكبيرة تدفع اكثر من الشركات الصغيرة وسيتم تحديد الضريبة على الدخل المكتسب وارباح رأس المال على نفس المستوى. ومن المقرر ان يعلن هولاند تفاصيل برنامجه السياسي في نهاية الشهر الجاري.

لكن مقترحاته لمحاربة الانكماش والبطالة والظلم الاجتماعي مع تخفيض الديون تبقى غامضة لا سيما بسبب الشكوك التي تحيط بالمالية العامة مع خطر فقدان التصنيف الائتماني لفرنسا "ايه ايه ايه".

ومنذ اسابيع تشير استطلاعات الرأي الى ان هولاند (57 عاما) الذي فاز في تشرين الاول/اكتوبر بترشيح حزبه لخوض السباق الى الاليزيه، يتقدم على الرئيس المنتهية ولايته.

لكن تقدمه تراجع الى ما دون عتبة ال30% من نوايا التصويت في الدورة الاولى مقابل 24 الى 26% لساركوزي.

ويبدو ان شعبية الوسطي فرنسوا بايرو الذي ينادي باضفاء الاخلاق على الحياة العامة، تزداد باستمرار وهو يحظى بـ11 الى 14% من نوايا التصويت.

اما مارين لوبن فهي تجذب بخطابها الشعبوي شريحة كبيرة من الطبقات الشعبية الرازحة تحت وطأة الازمة وتحظى بتأييد 16 الى 20% من الاصوات آملة بان تكرر انجاز والدها الذي واجه جاك شيراك في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في 2002.

الا ان ساركوزي وحكومته لم يدخرا جهودهما لكسب هؤلاء الناخبين من خلال تشديد القيود على الهجرة التي تشكل احد رهانات المعركة الانتخابية ـ مؤخرا مع الطلاب الاجانب الراغبين في البقاء في فرنسا للعمل- مع المجازفة باغضاب اليمين المعتدل.

وفي الواقع ما يضعف ساركوزي ايضا تفتت فريقه الى اقطاب متعددة تهدد كلها بتقديم مرشح ضده.

وستلي الانتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو انتخابات تشريعية سترسم الخريطة السياسية للبلاد لخمس سنوات.

وهذا الاقتراع يستقطب على الدوم الاهتمام الكبير في فرنسا. ففي العام 2007 توجه الى صناديق الاقتراع حوالى 84% من الناخبين البالغ عدده 41 مليونا، غير ان الامتناع عن التصويت قد يسجل نقاطا لا سيما بسبب ضعف ثقة الفرنسيين ازاء قدرة السياسة على تغيير حياتهم.

ويبدو ان الغالبية الكاسحة (84%) لم تنس تبادل العبارات والهجمات الشخصية بين المرشحين او فرقهم مع بداية الحملة الانتخابية.

وهكذا وصف هولاند بعدم الكفاءة من قبل انصار ساركوزي و"الميوعة" من قبل انصار ميلانشون.

واثار بدوره غضب اليمين لقوله امام صحافيين ان الرئيس يقدم نفسه "كمرشح الفشل" و"الرجل القذر" لكنه "الوحيد القادر" على مواجهة هذه المرحلة الصعبة.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية