وقالت صحيفة الجمهورية: إن جماعة الحوثيين تعيش «صراعات أجنحة» أضعفت تمدد سيطرتها في جبهات القتال التي تخوضها بمناطق صعدة ومحافظة حجة شمال اليمن.
وأضافت الصحيفة أن الوثيقة الفكرية والثقافية التي وقَّع عليها زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في وقت سابق «فجَّرت صراعًا طبقيًّا» بين «الهاشميين» الذين يقولون: إن نسبهم ينتهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم و«القبائل».
وأضافت أن «الهاشميين صاروا ينظرون إلى رئيس المكتب السياسي للحركة صالح هبرة بدونية وتهميش كونه قبليًّا ينتمي إلى منطقة بني معاذ»، وأن يوسف الفيشي سحب صلاحيات هبرة وبات يتعامل مع عبدالملك الحوثي دون الرجوع إلى رئيس المكتب السياسي.
وتابعت صحيفة الجمهورية أن صالح هبرة اضطر إلى إخراج تظاهرة قبل ثلاثة أيام بالاشتراك مع صالح الصماط وجمع غفير من أبناء بني معاذ للاحتجاج على أزمة الديزل، «حيث إن المسؤول عن توزيعها في صعدة القائد العسكري الميداني لحركة الحوثي أبو علي الحاكم»، وقالت: إن تظاهرة المجاميع المسلحة انتهت «باحتجاز ناقلات ديزل ما سبَّب حرجًا لـ«أبوعلي الحاكم» أمام أبناء صعدة وتنامت مشاعر الغضب نحوه».
وذكرت أن صالح هبرة صار له أتباع ومناصرون كثر بينهم قيادات قبلية شاركت مع جماعة الحوثيين في الحروب الثلاثة الأولى ضد الحكومة، «إلا أنهم تعرضوا للتهميش والإقصاء من قبل الزعامات الهاشمية في الحركة؛ الأمر الذي دفعهم إلى الالتفاف حول صالح هبرة».
وذكرت صحيفة «الجمهورية» أن صراعًا آخر في جماعة الحوثيين قطباه كل من يوسف الفيشي و«أبوعلي الحاكم» حيث قام الأخير بإقالة إقالة مدير عام مكتب التربية في صعدة عبدالرحيم الشميري وإبلاغه مغادرة المحافظة فورًا لعدم التزامه بتوجيهات إدراج ملازم مؤسسة الجماعة الراحل حسين الحوثي ضمن مناهج التدريس في المدارس، إلى جانب انتماء الشميري إلى محافظة تعز؛ الأمر الذي رفضه الفيشي الذي بعث إلى القائم بأعمال محافظ صعدة فارس مناع للتوسط لدى أبو علي الحاكم لإعادة الشميري إلى عمله؛ ولكن الطلب قوبل بالرفض.
إلى ذلك، ذكرت الصحيفة نقلاً عن مصادرها أن محمد نجل المرجع الزيدي الراحل مجد الدين المؤيدي ينوي إنشاء جامعة دينية تحمل اسم «جامعة آل البيت» سيكون مقرها في منطقة «آل شليل» بمديرية سحار على بعد كيلومترات من مدينة صعدة، مضيفة أن المؤيدي سيتولى إدارتها في منزل متواضع إلى جوار مسكنه ورفع على سقفه اسم وشعار الجامعة.
وقالت الصحيفة: إن «محمد مجدالدين المؤيدي لا يتفق مع أنجال بدر الدين الحوثي، ويرى أنه أحق بإمامة الزيدية من عبدالملك الحوثي».
وكان السلفيون في صعدة باليمن قد تمكنوا من صد هجوم شنه الحوثيون الشيعة، وسقط 30 قتيلاً من الحوثيين، كما اتهمت أحزاب اللقاء المشترك الحوثيين بزرع ألغام في بعض المناطق.
فقد أكد الناطق الإعلامي لتحالف نصرة المظلومين في صعدة أن السلفيين تمكنوا من هجوم الحوثيين الشيعة الذي حاولوا فيه استعادة عدد من المواقع العسكرية التي سيطرت عليها القبائل في وقت سابق في سلاسل جبلية بمنطقة كتاف ووادي إنذار تحديدًا.
وقال: "مواجهات عنيفة جرت منذ منتصف ليل البارحة حتى فجر اليوم بين رجال التحالف والحوثيين أسفرت عن خسائر بشرية فادحة في صفوفهم حيث سقط 30 قتيلاً تم الاستيلاء على عتادهم العسكري إضافة إلى عتاد مجاميع أخرى أنسحبت من أرض المعركة ليلاً، إضافة إلى سقوط ثمانية جرحى"، مشيرًا إلى وجود بعض الحوثيين لا تزال محاصرة في أحد الشعاب، وفقًا لمأرب برس.
من جانبها، اتهمت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة حجة الحوثيين بزراعة ألغام في منطقة عاهم ومستبأ، مشيرة إلى أنه تسببت في وفاة العشرات من الأبرياء النازحين، وطالبت رئيس الجمهورية والحكومة تكليف فريق متخصص لنزع الألغام، ومحاكمة من قاموا بزراعة تلك الألغام على اعتبار أنها جرائم حرب ضد الإنسانية.
كما طالبت أحزاب اللقاء الأطراف المعنية المعنية باحترام بنود الصلح والاتفاق والعمل على تنفيذ جميع بنود الصلح دون تسويف أو مماطلة، وطالبت لجنة الصلح الميدانية ببذل مزيد من الجهد لإكمال تنفيذ وتطبيق بنود الصلح والاتفاق. يذكر أن المتمردين الحوثيين قد تمكنوا من السيطرة على محافظة صعدة التي تقع على حدود السعودية، مستغلين انشغال اليمنيين بثورتهم ضد الرئيس علي عبد الله صالح في العام الماضي، قد كشفت تقارير إعلامية أنهم يتلقون دعمًا عسكريًّا هائلاً من إيران عن طريق البحر.
0 comments:
إرسال تعليق