السبت، أبريل 14، 2012

الرياض تنقل معركتها ضد نظامي طهران ودمشق إلى واشنطن

تصارع المملكة العربية السعودية، التي ضاقت ذرعا بالنفوذ الإيراني الذي يستعر حولها وفي أكثر من بلد جار، لتشكيل تحالف دولي في مواجهة النظام الإيراني وحليفه السوري، لقلب الموازين لصالحها.

وتأتي زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لواشنطن، والتي تركزت على الأزمة السورية، في إطار الجهود السعودية الرامية إلى لجم الترسانة العسكرية لنظام بشار الأسد، الحليف الاستراتيجي لإيران.

الجديد في المشهد السوري الدامي منذ مطالبة الرياض بداية مارس/اذار بتسليح المعارضة السورية "للدفاع عن النفس" هو وقف اطلاق نار هش وقابل للإنهيار في أي لحظة.

لم يتم حتى الآن الكشف عن تفاصيل المباحثات التي أجراها الأمير سلمان مع كل من الرئيس باراك أوباما وكبار المسؤولين الأميركيين، وخاصة نظيره وزير الدفاع ليون بانيتا ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون.

الأوضاع لم تعد تُحتَمل

واكتفت وسائل الإعلام السعودية بنقل ما صرح به المتحدث الصحفي باسم الـبنتاغون، جورج ليتل، للصحفيين عن مباحثات الأمير سلمان وبانيتا التي تناولت "التغيرات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإيران واليمن" وأن "البلدين يشعران بالقلق نفسه مما يجري في سوريا".

إلا أن صحيفة "الشرق" السعودية نقلت عن "مراقبين أميركيين" القول بأن السعودية " تنذر واشنطن أن الأوضاع لم تعد تُحتَمل، وهو ما يعني أن عدم مواجهة الوضع في سوريا الآن وبشكل حاسم سيصنع وضعا أسوأ بكثير بالنسبة للإدارة الأمريكية ليس فقط علي الصعيد الاستراتيجي في المنطقة وإنما أيضاً على الصعيد الاقتصادي العالمي مع احتمالية نشوب أزمة نفطية كبرى قد تفجرها إيران".

وأضافت "الشرق" في تقرير من واشنطن بأن مصادر في الكونغرس انتقدت الخطوات البطيئة لإدارة الرئيس أوباما في تشكيل تحالف دولي في مواجهة النظامين السوري والإيراني معا".

لكن هل الاستعانة بواشنطن للجم الترسانة العسكرية للنظام الحاكم في سوريا سيكتب لها النجاح في ظل انحياز موسكو وبكين لبشار الأسد؟

ثم هل بإمكان الرئيس أوباما المجازفة بحرب ضد إيران قد تشعل لهيب أسعار النفط ‏وبالتالي تقوض حظوظه في إعادة انتخابه؟

ويذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يظفر من الرئيس أوباما، عند آخر زيارة له إلى واشنطن، والتي تصدرتها أزمة البرنامج النووي الإيراني، إلا بصريحاته المعروفة والمتمثلة في أن "كل الخيارات موضوعة على الطاولة، بما فيها الخيار العسكري".

الحوار من أجل تفادي الحرب

تتزامن زيارة الأمير سلمان إلى واشنطن انطلاق الحوار في اسطنبول بين إيران ومجموعة "خمسة زائد واحد"، التي تضم الأعضاء الخمسة دائمي العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا ‏والصين وفرنسا وبريطانيا) بالإضافة إلى ألمانيا، والتي لم يكتب لها النجاح منذ ما يقرب من عشر سنوات، أي ‏منذ أن أميط اللثام عن برنامج طهران النووي.

وتلقي التهديدات الاسرائيلية بظلالها على هذه المباحثات التي يصفها المراقبون بـ"مفاوضات الفرصة الأخيرة".

لكن يبدو أن لقاء اسطنبول يتم في أجواء يخيم عليها اختلاف في وجهات النظر بين أطراف المجموعة.

‏فالولايات المتحدة تعتبر أن انطلاق المفاوضات من شأنه أن يثني إسرائيل عن الاقدام على أي تحرك ‏عسكري ضد إيران.

وفرنسا تريد في آن معاً تشديد العقوبات المفروضة على إيران وتدشين مفاوضات ‏معها، على اعتبار أن باريس كما واشنطن تعتقدان أن حزمة العقوبات التي فرضت على طهران بدأت ‏تأتي أكلها.

أما فيما يخص موقف كل من روسيا والصين، فهما يعترضان على أي قرار يقضي بتشديد ‏العقوبات على طهران.

‏أما إيران فهي تأكد في نفس الوقت على استعدادها لإبداء المزيد من التعاون لإنجاح المفاوضات، لكن تترقب بان تعترف المجموعة بأحقيتها في مواصلة برنامجها النووي وبالخصوص التخصيب الذي تقول أنه "خط احمر لا يمكن الاقتراب منه".

وهذا ما لا يبعث عل التفاؤل بشأن إمكانية التوصل إلى تبني موقف موحد حيال ‏البرنامج النووي الإيراني خلال اجتماع اسطنبول.

الدرع الصاروخي هو الحل

في واشنطن، التقى الأمير سلمان مع ومدير وكالة الدفاع الصاروخية الأميركي، الفريق باتريك أورايلي.

ولا شك في أنهما تطرقا إلى مشروع الدرع الصاروخي الذي اقترحت واشنطن على دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، قطر، البحرين وعمان) إقامته لحمايتها ضد تهديد محتمل للصواريخ الباليستية الإيرانية.

وكان هذا المشروع قد نوقش خلال أول منتدى ‏للتعاون الاستراتيجي بين واشنطن ودول المجلس الذي حضرته مؤخرا بالرياض هيلاري كلينتون.

وقد "نصحت" إيران دول المجلس بالابتعاد عن الدرع الصاروخي الذي هو في نظرها "مشروع أمريكي إسرائيلي، يتعين على الجميع أن ينتبهوا إلى حقيقة أن أي طرف يشارك في هذا المشروع ‏هو في الحقيقة ينفذ المؤامرات الأمريكية والمؤامرات الإسرائيلية". ‏

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية