اضع هنا موجزا مختصرا لبعض المصادر التي تعرضت لشخص فوزي القاوقجي ولنر كيف نظرت اليه :
مركز الشرق العربي و هيئة الموسوعة الفلسطينية، دمشق : وصفوه بالمجاهد البطل الذي فشل بسبب تلكأ المسؤولين وتواطئ البعض في نصرته.
صحيفة الزمان اللندنية وصفته بالقائد المجاهد.
الياس صنبر في كتابه "الفلسطينيون .. صورة ارض وشعب" وصفه بالزعيم الوطني .
المركز الأعلامي الفلسطيني- حماس : تدور حوله الشبهات!
مؤسسة الدراسات الفلسطينية ـ بيروت: وصفته بالقائد المناضل.
الموسوعة الحرة : تميز بشجاعته النادرة و عروبته الأصيلة.
منح الصلح ؛ فقط قبل شهر تقريبا بتاريخ 2006/07/24 أستذكر في مقالة له في صحيفة الرياض السعودية ؛فوزي القاوقجي وقال بأنه المجاهد اللبناني الفلسطيني فوزي القاوقجي الشهير، الذي كان من الالصق بين الشعوب العربية بالقضية الفلسطينية!!.
يوسف فضل - موقع الركن الأخضر قال عنه انه تحول من مناضل عام 1936 الى خائن عام 1948.
موقع الحوار المتمدن: مثالاً للقائد المناضل المؤمن بوحدة أمته و حقها في الاستقلال و النهوض .
جريدة الاسبوع الادبي ـ دمشق: الثائر البطل فوزي القاوقجي ولا أشك أنه قد مات هانئ النفس قرير العين ومرتاح الضمير كونه قد أدى واجبه الإنساني والوطني على أكمل وجه. وإنني لأتخيله وهو يحتضر مسجى على فراش الموت وكأن لسان حاله يردد مقولة قائد جيش المسلمين سيف الله
المسلول خالد بن الوليد: ( مامن شبرٍ في جسدي إلا وفيه طعنةَ رمحٍ أو ضربةَ سيف وها أنذا أموت على فراشي كما يموت البعير) .
موقع القومي : دافعنا عن فلسطين ، و جيش الإنقاذ الذي كان يقوده فوزي القاوقجي كان معظم قادته من القوميين!.
فدوى طوقان : وصفته بقائد الثورة الأسطوري .
الأديب علي أحمد باكثير : صور فوزي اقاوقجي في مسرحيته "راشيل في المخاض" بالمجاهد البطل الذي قضى على القوات البريطانية وقوات الهاجاناه.
فهمي خميس شراب ؛ محاضر في جامعة الأقصى غزة : القائد الزعيم فوزي القاوقجي .. والذي كان يقاوم الاحتلال في بلاده.. جاء على رأس الكثير من المجاهدين إلى فلسطين من اجل الوقوف بجانب صديقه القسام وذلك إبان ثورة البراق.
سمير عطا الله - الحياة: وصفه بشيخ المجاهين في فلسطين.
هناك من عرف حقيقته:
شاعر شعبي فلسطيني عام 1948 :
*** بْدَقْنِ السبْعِ مْلوكْ هَجَّجْهِنْ(مُوْسَى شَرْتوكْ) (فوزي القاوقجي) يا مَهْتُوك راحتْ مِنّك فلسطينْ
الأديب السوري رفيق شامي :"آخر حصار لمعلولا "قريته" كان على يد فوزي القاوقجي الذي حاصر ونهب كل القرى السورية في طريقه من حماة الى فلسطين .. وهو لم يطلق رصاصة على الفرنسيين" .
عبد الله حمد الشهيل مؤرخ سعودي: "ان فوزي القاوقجي لم يستطع مقاومة الإغراءات فانحرف عن خطه الوطني مما أسفر عن: تأخر جيشه في القتال، ووضع العقبات أمام تطوع الفلسطينيين فيه، وتباينت أهداف أفراده بين المشهود لهم بالوطنية والكفاءة، والنفعيين الذين لا تهمهم القضية
إضافة إلى الهدنات التي أعطت فرصا لليهود"
ومصادر عديدة تباينت في وصفه ومنها ما حمل الشعب الفلسطيني فشل القاوقجي أو اخفاقه كما المح المؤرخ الفلسطيني الباحث د. مصطفى كبها.
لا يهمني التاريخ العربي الرسمي بقدر ما يهمني التاريخ الفلسطيني خاصة الشفهي والذي تعدل فيه كلمة من شهادة عجوز فلسطينية في مخيمها الف بيان عربي رسمي ، فعواصم العرب رغم ما كشف عن فوزي القاوقجي لا زال حكامها يسيرون على خطاه وسمت حتى شوارع بأسمه في عواصمها.
فمن هو فوزي القاوقجي هذا ؟ ......
من القوميين العرب ، ولد في طرابلس -لبنان عام 1890 وألتحق في شبابه بالجيش العثماني ، اشترك في معركة ميسلون الدامية بين العرب والفرنسيين وقد كافأه المندوب الفرنسي في سوريا بعد المعركة باختياره كمستشار ومعاون خاص له سرا !! وظل على التصاق دائم بالثوار السوريين والعرب ضد الأحتلال الفرنسي ،وقد تبين فيما بعد ثمة شكوك مريبة في مدى اخلاصه للثوار والذين تعرضوا في العديد من المواقف لأنتكاسات دموية كان سببا فيها ،كما وأستطاع ان يجمع مجموعة كبيرة من الشباب السوري الذي كان متحمسا لمقاومة المحتل الفرنسي وقام بتدريبهم وظل يؤخرهم عن دورهم وأحيانا يتعذر بظروف ما وأحيانا يشترك في اشتباكات غير جدية مع الفرنسيين او عملائهم حتى جمعهم مرة ليحاط بهم من كل جانب من قبل الفرنسيين مما أدى الى استشهادهم جميعا ، و لاذ فوزي القاوقجي بالفرار! .
استدعي للسعودية للمشاركة في بناء الجيش النظامي السعودي ،ثم عينه الامير فيصل بن عبدالعزيز (الملك فيما بعد) كمستشار له، غادر السعودية سرا الى مصر لمقابلة الوفد الفلسطيني المسافر الى لندن لمفاوضة الانجليز عقب احداث فلسطين 1929 وكانت مهمته عرض املاءات بريطانية على هذا الوفد وقد وصفه عوني عبد الهادي رئيس الوفد فيما بعد بالمهرج الكبير. ثم عاد الى السعودية ولم يغادرها الا في عام 1932 مطرودا .
سجن لفترة هناك لآسباب غامضة ، في عام 1941 التحق بثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الأنجليز في العراق , وكان احد الأدوار الموكلة اليه من قبل الأنجليز الأفساد بين أقوى شخصيتين في الثورة وهما رشيد عالي الكيلاني و الحاج أمين الحسيني وذلك لأضعافهما .
يقول منير الريس والذي كان معه أبان الثورة ورافقه في رحلة العلاج المزعومة الى المانيا حيث يوجد فيها الحاج أمين الحسيني ورشيد عالي الكيلاني بأنه وبالرغم انه كان يمنعهم من محاربة الأنجليز بحجج واهية الا انه ما شك فيه أما الآن وقد زور كتاب الدكتور الدواليبي وجمعية الطلاب العرب في فرنسا بخصوص الخلاف بين رشيد عالي الكيلاني والحاج أمين الحسيني ،وقدمه للألمان أمام عينيه فلم يعد لديه شك في خيانته . وذكر طالب فلسطينيي كان يدرس في فرنسا وهو واصف كمال للدكتور الدواليبي بان القاوقجي في هذه الأحداث هو المثير للفتنة.
وقد اعترض الدواليبي و الطلبة العرب للألمان على نص الكتاب الذي قدمه القاوقجي ،وبينوا ان الكتاب الأصلي قد تم تزويره من قبل فوزي القاوقجي وهذا ما فتح عيون الألمان عليه والذي جعلهم يراقبونه حتى كشفوا امورا خطيرة عليه أدت الى سجنه هو وزوجته الألمانية ومرافقه الأ ان الألمان لم تكن لديهم اثباتات تدينه بالسجن طويلا اوألأعدام الا بعد فوات الأوان فقد اطلق سراحه بعد شهر ،ولم تمضي فترة حتى هرب الى فرنسا بعد ان امسك ألألمان برسوله والذي عثر معه على أسرار عسكرية سرعان ما حوكم عليها بالأعدام، وفتشوا عن القاوقجي ولم يجدوه فقد كشف الألمان بأنه عميل سري للأنجليز وانه نقل أسرارا عسكرية وخرائط الى أماكن معينة.
وقد اتهم الالمان بتسميم ابنه مجدي لانه (الأب) رفض التعاون معهم " . وأن المفتي الحاج امين الحسيني هو الذي اوعز للالمان بسجنه .
غادر فرنسا بسرية تامة وبجواز سفر مزور الى القاهرة لكن الطائرة هبطت في مطار اللد لمدة ساعة قبل مغادرتها الى القاهرة ، تنكر الوثائق البريطانية التي كشف عنها حتى الآن أن لقاءا تم بين شخصيتين بريطانية ويهودية مع فوزي القوقجي كانتا قد وصلتا المطار في تلك اللحظات !.
في القاهرة استقبله عبد الرحمن عزام الأمين العام لجامعة الدول العربية ومن القاهرة غادر الى بيروت ثم الى دمشق، ليستقبله وزير الدفاع السوري أحمد الشرباتي والذي منحه احد بيوته الفخمة البعيدة قليلا عن العاصمة السورية والذي جرت فيه معه عدة لقاءات منها لقاء مع السفير البريطاني في دمشق ،ولقاء مع السفير الأمريكي في دمشق ايضا، والذي قال له الشرباتي عن نفسه بأنه غني لكن صديقه القاوقجي فقير!!.فقد كان يتم اعتماده لقيادة جيش الالانقاذ المرتقب.
عندما ( اشترك) فوزي القوقجي في ثورة عام 1936 في فلسطين ، وحين اشتدادها وانتشارها طلب من الفلسطينيين انهاء ثورتهم اعتمادا على نداء الملوك والأمراء العرب دون ان يأخذ رأي أي من الفلسطينيين والذين كانوا ينظرون اليه كبطل عربي جاء ليعينهم على التصدي للعدو ،وبسبب نجاح دوره هذا- الذي لم ينسه الحكام العرب ولا الأنجليز - ولقناعتهم بأنه سيسير حسب المشيئة وحسب المخطط الذي كتب على فلسطين من القريب والبعيد اجمعوا على اختياره للقيادة الميدانية لجيش الأنقاذ عام 1948!.
بدأت بعد ذلك الأستعدادات لتعيينه قائدا عاما لجيش الأنقاذ العربي الذي تم الأعداد لتشكيله.
عندما تم أختياره عارض بعض القادة الفلسطينيين ممن يعرفونه كالحاج أمين الحسيني والقائد البطل عبد القدر الحسيني هذا الأختيار ووجهوا عدة نداءات كي لا يتم هذا الأ ان كل هذا ذهب ادراج الرياح .
قبل حرب 1948 طلبت منه مجموعة من الطيارين المصريين ان ينضموا له سرا للمشاركة في الحرب ووعدوه بأنهم مستعدون بتوفير 15 طائرة حربية حال استدعائهم بعد ن رفضت الحكومة المصرية مطلبهم ، فقال لهم انه سيستدعيهم عند المعركة الفاصلة! ولم يستدعهم بل أخبر السلطات المصرية عنهم !.
في شهر يناير من عام 1948 دخل جيش الأنقاذ العربي فلسطين لكن القائد فوزي القاوقجي لم يلحق به الا بعد ثلاثة اشهر، وقبل دخوله فلسطين اعلن انه حرك احد سراياه للقدس من اجل حمايتها بينما امر قائدها بالتوجه الى بيت جالا قرب بيت لحم! ولم تتحرك حتى احتلال القدس وقد عثر على قائد هذه السرية فاضل عبدالله مختبئا في حجرة بجانب المسجد الاقصى ومع ذلك امرته قيادة جيش الانقاذ( بتحريك) المجاهدين في القدس حيث ذاقوا منه كل الوان المرارة ورفعوا فيه شكاوى عديدة تصفه بالغباء والجبن وكثرة النوم !
في 1/4 / 1948 اجتمع فوزي القاوقجي سرا مع " جوش بالمون" احد قادة الهاجناه واول رئيس للموساد في الكيان الصهيوني - فيما بعد - من اجل تنفيذ المخططات المعدة مسبقا عمليا ،وقد جرى هذا الاجتماع في احراش قرية نور شمس، واتفقا فيه على ا ن يكونا معا ، ضد فلسطين والفلسطينيين ،وقد شكا بالمون للقاوقجي من المفتي امين الحسيني ،فشن القاوقجي هجوما عنيفا على المفتي ورجاله،ثم ذكر بالمون الشيخ حسن سلامه وعبدالقادر الحسيني، فقال القاوقجي"ارجو منكم ان تعلموهم درسا لا ينسوه" ثم طلب القاوقجي من بالمون "نصرا تمثيليا واحدا" وانظروا كيف رد عليه بالمون:" نحن اليهود ان هاجمتنا كيفما كان سنرد عليك بالأسوأ، حتى هذا لا ارضى به "!!
لذا اكتفى القاوقجي ان تكون انتصاراته من خلال بياناته والأذاعات والصحف العربية ، وامثلة ذلك كثيرة ؛كأعلانه انه دخل يافا وضرب تل ابيب واوقع فيها خسائر لا تحصى ! او انه احتل هذه المستوطنة او تلك.
مع انه استطاع ان ينال بعض الانتصارات التمثيلية في النهاية ؛بعد ان اثبت بانه ؛مخلص فيما وعد به ، ولا انكر بانه كانت هناك بعض الأنتصارت الحقيقية التي جاءت بناء على مخالفة الأوامر .
هذا بعض ما تم الكشف عنه من هذه المقابلة والتي جرت قبل ثلاثة ايام من عملية "نهشون" التي استمرت من 4-4 الى 15-4-1948؛ حيث شق فيها الصهاينة طريقهم الدموي نحو القدس، ولم يبخل القاوقجي عليهم بشيء فيها من سحب اسلحة الفلسطينيين الى قتل قادة الجهاد المقدس ومقاتليهم الى مذبحة دير ياسين الى تسليم القدس .
بدأت هذه العملية بضرب قواعد الشيخ حسن سلامة التابعة للجهاد المقدس في الرملة، وكانت من اكبر العقبات في وجه الصهاينة ،وبالرغم من وجود كتيبة من جيش الأنقاذ ؛الا انها رفضت التدخل بامر من القاوقجي.
في معركة مشمار هاعميك 4 ابريل 1948 والتي وسمت فوزي القوقجي بأعظم اوسمة الخيانة حين يحلل الهدف منها والذي لم يكن سوى التخلص من خيرة الشباب الفلسطيني والعربي الذين تطوعوا معه .
كان الهدف مستعمرة مشمار هاعميك لكنه أمر بمهاجمة مستوطنة قربها ثم وجه القوات نحو المستعمرة والتي رغم تحصينها ورغم ان الصهاينة كانوا بالأنتظار الأ ان الشباب المجاهد استطاعوا التقدم ورغم خسائرهم الفادحة في الأرواح الا انهم لم يتراجعوا بل أوقعوا خسائر فادحة في العدو مما جعل فوزي القوقجي يطلب التفاوض! وأستمر التفاوض طويلا والأستعدادات الصهيونية تتوالى ، حتى أن الصهاينة كانوا ينقلون قتلاهم في الشاحنات ويعودون بها مملوءة بالسلاح ليضعوها في اماكن متقدمة ، والقاوقجي يتفاوض!!
بعد ان استكملت الأستعدادات الصهيونية ,ماذا فعل ؟
لقد قام بسحب عددا من المقاتلين لأضعاف القوة المتبقية لتسهيل أبادتها وقد أدعى ان معارك القسطل تحتاجهم وحتما لم يرسلهم هناك ، بل انه بعد اتصال عبد القادر الحسيني به يرجو منه السلاح ,اتصل بجوش بالمون وطمأنه ان عبد القادر الحسيني يعاني من قلة السلاح وأن هذه فرصته التي لا تعوض فيه ..فكيف أذن سيساعد في انقاذ القسطل؟!
بعد سحب بعص القوات احيط بمن تبقوا من قبل الصهاينة وتمت أبادتهم. وفي المعارك البطولية التي حارب فيها أهالي لوبية الصهاينة والتي رفض جيش الإنقاذ التدخل فيها كان موقفهم من فوزي القاوقجي ان قدموا له عددا من المصفحات والسيارات التي غنموها من هذه المعارك والتي كان يعيدها للصهاينة بطرق مباشرة أو غير مباشرة.وذكر مصطفى الدواليبي ان القاوقجي سلم الصهاينة عددا من الدبابات.
هذه احدى البرقيات التي وجهت من آمر حامية يافا ميشيل العيسى الى فوزي القاوقجي يرجو منه ان يفعل شيئا لكن أي ضمير لديه، نذكرها كمثال على الصرخات التي كانت توجه اليه ولم يلتفت اليها مطلقا ؟ :
"عادل يترك المدينة دون تسليم ويرفض التسليم ـ قف ـ الحامية انهارت وأسلحتها تبددت، المدينة والحامية في حالة فوضى تامة وموقف عادل من هذا سلبي بل ربما ارتاح إليه ـ قف ـ نهب الجنود أمس متاجر متعددة لا تستطيع أي شخصية السيطرة على الموقف دون وجود جيش نظامي يدعمها ـ
قف ـ ثمانون بالمئة من الأهلين رحلوا وسيل الرحيل متواصل بشكل محزن ـ قف...
وبرقية أخرى:
"الحامية بأسرها فرت كما فر القسم الأكبر من أجنادين ـ قف ـ اليهود يسيطرون على طريق يافا الرملة ـ قف ـ افران المدينة أوقفت العمل والأهلين ينهبون البيوت والمتاجر مع الجنود الفارين ولا توجد قوة تمنع هذا ـ قف ـ أطباء وموظفي المستشفيات لم يبق منهم سوى عشرين بالمئة . وحالة المرضى محزنة جداً ـ قف ـ نعاني صعوبات في ايجاد من يدفن الموتى ـ قف ـ ألح في طلب تعليمات صريحة واضحة مستعجلة "
وبماذا يجيب ؟!!!!
وهو الذي يقبض ثمن الدم الفلسطيني من الأنجليز واليهود وحتما زعامات العرب ،وهكذا سقطت مدينة يافا.
تراجع فوزي القاوقجي مع ما تبقى من قواته نحو الجليل،وهل ترك الشعب المنكوب في حاله ،أبدا .
احتاجه الصهاينة مرة أخرى في عملية ابعاد الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون على الحدود على أمل الرجوع لوطنهم ،،وكانت اكبر تجمعاتهم في قرية الحولا داخل الحدود اللبنانية فثمة عملية يحتاجها الصهاينة لأبعادهم للداخل فكانت مجزرة الحولا ، في 22 -10 1948 ورد من قائد الجليل الصهيوني موشيه كرمل ما يفيد بأن فوزي القاوقجي استولى على استحكامات قرب الحولا ، وبعد ستة ايام اعلن القاوقجي بانه سيبدل قوات السرية التابعة لجيش الأنقاذ التي تقع قرب الحولا ، وفعلا غادرت السرية بتاريخ 28 -10 -1948 و ودعها الفلسطينيون بالدموع فكانت تعني لهم الأمان بعد أن راوا ما رأوا في رحيلهم المر.
في 31-10 وصلت القوات ولكنها قوات صهيونية بلباس جيش الأنقاذ (العقال والكوفية),استقبلهم الفلسطينيون بفرح غامر على اعتقاد منهم انهم السرية البديلة لجيش الأنقاذ والتي سيطرت على المكان وجمعت 98 من الشباب الفلسطيني ووضعتهم في عدة بيوت ثم نسفتهم بالديناميت ثم فتشت عن الاحياء والذي عثروا عليه حيا تم قتله بالرصاص .
ليغادر بعدها فلسطين الى لبنان ثم الى سوريا في ظل مشاكل سياسية كبيرة كانت كلها مع اصدقاء الأمس وحتى ان بعض الشرفاء فكروا في اعتقاله الا أن الصورة التي ارتسمت في عقول الناس على انه بطل منعتهم من ذلك فطرد من سوريا سرا الى مسقط رأسه طرابلس حيث عاش أسوا سني عمره في حالة نفسية رهيبة وعزلة من الناس حتى توفي عام 1977.
قبل ثلاث سنوات عثر احد الصحفيين اللبنانيين على ابنته في غيبوبة من الجوع بعد ان امضت ثلاثة ايام بلا طعام لتصرف لها الحكومة اللبنانية اعاشة شهرية ،وقد كتبت الصحف آنذاك بانه كيف تجوع هذه التي ناضلت مع ابيها في فلسطين
محمد الوليدي
0 comments:
إرسال تعليق